قال مبعوث قائد
الجيش السوداني في القاهرة، نفع الله الحاج، الأربعاء، إن القوات المسلحة قبلت مبادرة الهدنة السعودية الأمريكية وليس وساطة لحل النزاع، فيما استمرت الاشتباكات بين الجيش و"
الدعم السريع" رغم اتفاق وقف النار.
وأضاف الحاج أن وفد الجيش لن يلتقي وجها لوجه مع مبعوث قوات الدعم السريع وأوضح أن التواصل سيكون عبر الوسطاء.
والأربعاء، استمرت الاشتباكات ودوّت أصوات الانفجارات في عدد من مناطق العاصمة الخرطوم، رغم الهدنة المعلنة لمدة 72 ساعة والتي تنتهي منتصف ليلة الأربعاء، بينما تبدأ هدنة جديدة لمدة 7 أيام الخميس.
ووقع انفجار قوي وسط العاصمة تبعه تصاعد لأعمدة الدخان في محيط القصر الرئاسي، فيما سمعت أصوات انفجارات في شمال مدينة بحري شمالي الخرطوم، مع سماع أصوات مضادات الطائرات.
نهب مساعدات
إلى ذلك، قال مسؤول المساعدات في الأمم المتحدة مارتن غريفيث إنه يعمل على الحصول على ضمانات من طرفي الصراع في السودان لتوفير ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية بعد تعرض ست شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية للنهب وتقويض ضربات جوية في الخرطوم لوقف إطلاق نار جديد.
وقال غريفيث من بورتسودان، التي فر إليها عدد كبير من الأشخاص منذ نشوب القتال بين الجيش وقوات الدعم السريع قبل ثلاثة أسابيع، إنه "ما زلنا بحاجة إلى موافقات وترتيبات للسماح بتنقل العاملين والإمدادات".
وأضاف للصحفيين عبر رابط فيديو من بورتسودان: "سنحتاج إلى موافقات على أعلى مستوى وعلى نحو معلن، وسنحتاج لتحويل هذه الالتزامات إلى ترتيبات محلية يمكن الاعتماد عليها".
وقالت الأمم المتحدة إن الصراع تسبب في أزمة إنسانية أجبرت نحو 100 ألف شخص على الفرار إلى البلدان المجاورة دون طعام أو ماء يُذكران.
"وضع غير مقبول"
ودخل القتال حاليا أسبوعه الثالث وتدور رحاه بالأساس في العاصمة الخرطوم وهي واحدة من أكبر المدن في القارة الأفريقية، فيما قالت وزارة الصحة السودانية الثلاثاء إن 550 شخصا قتلوا وأصيب 4926.
وتوقفت عمليات تسليم المساعدات في بلد يعتمد نحو ثلث سكانه بالفعل على المساعدات الإنسانية. وربما تعتمل الآن كارثة أوسع نطاقا مع عبور لاجئين من السودان إلى دول مجاورة تعاني الفقر.
وقال غريفيث إن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة أبلغه بأن ست شاحنات كانت متجهة إلى دارفور نُهبت في الطريق على الرغم من تأكيدات على ضمان السلامة والأمن. ولم يصدر بعد تعليق من برنامج الأغذية العالمي، معتبرا أنها "بيئة ملتهبة، لذا نحتاج هذه الالتزامات".
وأضاف: "ليس الأمر كما لو أننا نطلب المستحيل. نحن نطلب تنقلا (آمنا) للإمدادات الإنسانية والأشخاص. نقوم بذلك في كل دولة أخرى حتى دون وقف لإطلاق النار. من المعتاد في العمل الإنساني الذهاب إلى حيث لا يذهب الآخرون".
بدوره، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش في مؤتمر صحفي في نيروبي إنه يتعين على المجتمع الدولي بأسره أن يوضح لقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان ولزعيم قوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) أن الوضع غير مقبول.
وأضاف أنه يتعين الضغط على الزعيمين للاتفاق على وقف إطلاق النار وإجراء حوار سياسي والانتقال إلى حكومة مدنية.