بعد أن شهدت العلاقات الاسرائيلية الأوروبية، حالة من والفتور بسبب سياسات
الاحتلال ضد الفلسطينيين، فقد سعت حكومة بنيامين نتنياهو في الأشهر الأخيرة لترميم هذه العلاقات، ومحاولة الحدّ من القطيعة مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما تمثل في زيارات عديدة قام بها وزير الخارجية إيلي كوهين للعواصم الأوروبية، وأسفرت عن جملة من الخطوات المتبادلة والقرارات الثنائية في هذا السياق.
إيتمار آيخنر المراسل السياسي لصحيفة "
يديعوت أحرونوت"، ذكر أن "آخر نتائج التقارب الإسرائيلي الأوروبي المفاجئ تمثل في تأييد 215 من أصل 230 مشرعا في البرلمان
البرتغالي عن دعمه الأول لدولة الاحتلال، وهي أغلبية غير مسبوقة في الذكرى الخامسة والسبعين لتأسيسها، ما دفع الاحتلال إلى وصف هذا التصويت بأنه "تاريخي ومهم"، لأنه أول تعبير عن دعم البرلمان البرتغالي له، دعما شمل تعزيز العلاقات بين تل أبيب ولشبونة في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هذا التصويت البرتغالي نتاج تعاون بين سفارة الاحتلال في لشبونة بقيادة السفير دور شابيرا، وأعضاء "مجموعة الصداقة البرلمانية الإسرائيلية البرتغالية"، وتم قبوله بدعم من أكبر حزبين في البرلمان، معتبرا أن هذا قرار مهم لدولة الاحتلال، مع أن هذه هي المرة الأولى التي تطرح فيها البرتغال مثل هذا القرار للتصويت في البرلمان، ما يرمز إلى أهمية العلاقات مع إسرائيل التي تتجه نحو التعزيز في السنوات الأخيرة".
في سياق متصل، زعمت أوساط دبلوماسية اسرائيلية أن رئيس الوزراء
المجري فيكتور أوربان، صديق نتنياهو الشخصي، اتخذ بالفعل قرار نقل سفارة بلاده إلى
القدس المحتلة، وأن الجانبين يناقشان الآن التوقيت المناسب لإعلانه، وإذا حدث ذلك فستكون المجر أول دولة عضو في الاتحاد الأوروبي تفعل ذلك، لأن الاتحاد لا يعترف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال.
المجر ستنقل سفارتها إلى القدس
صحيفة يديعوت أحرونوت، نقلت عن "مسؤولين كبار في الجالية اليهودية في بودابست أنه وفقًا للمحادثات مع المقربين من أوربان، فإن بلاده على وشك نقل سفارتها للقدس المحتلة، وقد تفعل ذلك في وقت مبكر من نهاية مايو أو أوائل يونيو، وقد أخبر نتنياهو بذلك، وأن التوقيت يعتمد بشكل أساسي عليه نتنياهو، ما سيكون أمرا جيدا للاحتلال، بغض النظر عن ما سيقوله الاتحاد الأوروبي الذي يعارض مثل هذه الخطوة".
وأضافت في
تقرير ترجمته "عربي21" أن "نقل سفارة المجر للقدس المحتلة سيشكل أزمة جديدة لها مع الاتحاد الأوروبي، بجانب أزمات طويلة الأمد حول مجموعة من القضايا، كموقف المجر تجاه المهاجرين وطالبي اللجوء، والضغط الذي مارسته على الأكاديميين والقضاة ووسائل الإعلام، وانتقاد أوربان المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مرارًا للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي. ومنذ توليه السلطة في 2010، اتهم الاتحاد الأوروبي بتفكيك المؤسسات الديمقراطية التابعة له باستيلائه على الإعلام والإضرار بحقوق الأقليات".
وأكدت أن "أوربان عبّر طيلة السنوات الماضية عن دعمه لنتنياهو، وعمل على مساعدة إسرائيل في منع صدور تصريحات الاتحاد الأوروبي ضدها، كما أن الاثنين يشتركان في معارضتهما لرجل الأعمال اليهودي المجري جورج سوروس، الذي يتبرع لمنظمات ونشطاء في جميع أنحاء العالم، بمن فيهم من ينتقدون حكوماتهما".
يعتبر هذا التطور سلبيا على صعيد مستقبل القدس المحتلة، لأنه إذا نقلت المجر سفارتها إليها، فستكون بالفعل دراما كبيرة، لأنها عضو من الاتحاد الأوروبي، وستكون أول دولة تتخذ مثل هذه الخطوة، وقد سبق لإيطاليا دراسة فتح فرع دبلوماسي أو سفارة في القدس المحتلة، وبدأت التشيك ذات الخطوة سابقا، مع العلم أنه في القدس اليوم توجد أربع سفارات تابعة للولايات المتحدة وغواتيمالا وكوسوفو وهندوراس.
في الوقت ذاته، قامت عدة مكاتب من عدة دول تعمل في القدس مثل البرازيل، ووزارة التجارة المجرية، والتشيك، وأستراليا، كما تسعى دولة بابوا غينيا الجديدة لافتتاح سفارتها، فيما زعم وزير الخارجية إيلي كوهين أنه أخذ على عاتقه مهمة إحضار ثلاث سفارات أخرى للقدس بحلول نهاية 2023، دون الكشف عن أسمائها.