كشفت
صحيفة عبرية عن "استفحال" انتشار وتطوير تقنيات التتبع والمراقبة التي تنفذها
أجهزة أمن
الاحتلال الإسرائيلي وتستهدف فيها المواطنين
الفلسطينيين في الأراضي المحتلة.
ونوهت
"
هآرتس" في تقرير أعده "أفنر جفارياهو" وهو مدير شريك لمنظمة
"نكسر الصمت"، أن "الكثير من الإسرائيليين يمكنهم الحديث عن الديمقراطية،
لكن من الصعب العثور على إسرائيليين يخبرونكم بآرائهم حول آليات "الذئب الأزرق"
أو "الذئب الأحمر"، أو يعرفوم ما هي أصلا".
وقال:
"بينما تضج الشوارع باحتجاجات ومظاهرات (ضد حكومة بنيامين نتنياهو)، يتم تصوير
الفلسطينيين الذين يعبرون الحواجز في الأراضي المحتلة دون علمهم، ثم ترفق صورهم، بواسطة
نظام بيومتري يتعرف على الوجوه بقاعدة بيانات محوسبة"، منوهة إلى أن جنود جيش الاحتلال
في الضفة الغربية المحتلة، يعملون على إيقاف الأطفال الفلسطينيين في الشوارع وتصويرهم،
كما في لعبة كمبيوتر، في منافسة داخلية بين وحدات الجيش".
تقرير
جديد صادر عن منظمة العفو الدولية، يحتوي على شهادات قدمها لنا جنود إسرائيليون يكشف
عن مدى انتشار تقنيات المراقبة البيومترية في المناطق المحتلة، بما في ذلك في مدينة
القدس المحتلة.
وذكرت
الصحيفة، أنه "يجري دائما في مدينة الخليل اختبار ممارسات المراقبة الجديدة قبل
تصديرها لبقية المناطق، حيث يعمل منذ عشر سنوات نظام "مدينة ذكية" تحتوي
على شبكة كاميرات ذكية منتشرة في كافة أرجاء المنطقة الخاضعة للسيطرة الإسرائيلية،
وبعضها موجهة لداخل بيوت سكان فلسطينيين".
وأكدت
أن "الخصوصية امتياز يحظى به اليهود فقط، علما بأن نشطاء الاحتجاجات يخضعون لمراقبة
استخباراتية"، مضيفة أنه "في الأراضي المحتلة، ليس عليك أن تكون ناشطا حتى تتم
مراقبتك، المراقبة أمر مفروغ منه يخضع له الجميع، وهذا هو الواقع".
ونبهت
"هآرتس" إلى أن أجهزة الاحتلال المختلفة تعمل على تطوير نظام مراقبة الفلسطينيين
"يوما بعد يوم، وهذا انتهاك مجحف لخصوصية كل فلسطيني، دون أي سلطة يمكنه اللجوء
إليها في حال حدوث خطأ، لشرح الموقف، أو الشكوى، وتصحيح الأمر؛ وهذا ما يسميه الجيش
"تحسين الخدمة"، إذ يهدف الجيش لزيادة السيطرة على الفلسطينيين ليس إلا".
وفي
مؤشر على اقتصار مهمة عمل نظام المراقبة الإسرائيلي على استهداف المواطنين الفلسطينيين،
أوضحت الصحيفة أنه جرى قبل نحو شهر بواسطة جرافة تدمير متاجر فلسطينية من قبل مستوطنين
في قلب مدينة الخليل، وهي أكثر المناطق المصوَرة والمراقبة في الضفة الغربية المحتلة،
وذلك على مرمى حجر من نقطة أمنية لجهاز "الشاباك" نصبت بجوار بيت الوزيرة
المتطرفة أوريت ستروك، ورغم ذلك فإنه "لم يكن هناك شهود، ولم يتم القبض على أحد من
المستوطنين"، منوها بلغة ساخرة إلى أن "المدينة ذكية لا ترى الجرائم التي يرتكبها
اليهود".
ورأت
أنه "من الصعب شرح المشكلة لمن أعمت عقود من الديكتاتورية حساسيتهم التاريخية
أو عقلهم السليم"، مؤكدة أن "الاستبداد لا يدوم، كما علمنا التاريخ; فهو
يتدفق ويترسب وينتشر ويتمدد، وإن ظننتم أن السجن المتطور الذي بنيناه في الأراضي المحتلة
سيبقى مشكلة فلسطينية فحسب، فإن نظرة على الخطة الإصلاحية الجديدة للحكومة ستغير رأيكم".