تثار التساؤلات حول مستقبل الحياة السياسية لزعيم حزب
الشعب الجمهوري كمال
كليتشدار أوغلو، وسط مطالب باستقالته بعد هزيمته في الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس رجب طيب أردوغان.
وكان ترشح كليتشدار أوغلو للرئاسة تسبب بأزمة داخل الطاولة السداسية، ما أدى لانسحاب زعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار قبل عودتها المشروطة مجددا في أذار/ مارس الماضي.
والانتخابات الأخيرة، ليست الهزيمة الوحيدة التي لحقت بكليتشدار أوغلو، فقد سجل هزائم عدة في تاريخه السياسي.
وطالب نشطاء وصحفيون موالون لحزب الشعب الجمهوري، باستقالة كليتشدار أوغلو من منصبه، لكن الأخير أكد على استمراره في رئاسة الحزب رغم الضغوط التي تمارس ضده.
وأكد كليتشدار أوغلو في "خطاب الهزيمة"، أنه سيواصل الكفاح، قائلا: "لم أكن لأقبل أن يكون هناك مستضعفون وناضلت لأجل ذلك وسأواصل" في إشارة إلى أنه لن يعتزم الاستقالة من رئاسة الحزب.
كليتشدار أوغلو قد يبقى حتى بعد الانتخابات المحلية
وتعقد الهيئة التنفيذية العليا لحزب الشعب الجمهوري برئاسة كمال كليتشدار أوغلو، اجتماعا الخميس، وسط أنباء عن نية أعضاء الهيئة استقالتهم منها، كما تشير التوقعات إلى أنه قد يعلن عن عقد مؤتمر استثنائي لحزبه في تموز/ يوليو المقبل.
وذكرت "قناة AHABER"، أن كليتشدار أوغلو الذي يريد إسكات المعارضة داخل حزبه، يسعى لتشكيل هيئة تنفيذية عليا مؤقتة حتى الانتخابات البلدية. مشيرة إلى أنه قرر الموافقة على طلب الاستقالة الجماعية التي وضعها أعضاء الهيئة.
الأكاديمي التركي محمد إحسان أوزدمير، قال لـ"
عربي21"، إن كليتشدار أوغلو قد يبقى على رئاسة حزبه حتى الانتخابات المحلية التي تجرى في أذار/ مارس 2024، وقد يقدم استقالته بعدها.
وأضاف أوزدمير في حديثه لـ"
عربي21"، أن وجود كليتشدار أوغلو في الرئاسة سيؤثر بشكل سلبي على الحزب، بسبب وجود اعتراضات كبيرة على بقائه، وأصوات تطالب بتسليمه رئاسة الحزب إلى رئيس بلدية إسطنبول أكرم
إمام أوغلو.
واستدرك أوزدمير، بأن إمام أوغلو ليس مقربا من الدائرة الأولى للحزب مع وجود شخصيات أقدم منه، كما أن هناك مخاوف بشأن العملية القضائية التي يحاكم بها، تحول دون إمكانية اختياره بديلا لكليتشدار أوغلو.
الكاتب التركي المعروف عبد القادر سيلفي في مقال على صحيفة "حرييت"، كشف أن كليتشدار أوغلو رفض المطالب التي دعت لاستقالته من رئاسة الحزب.
وأوضح أنه في ليلة الانتخابات، أراد نواب الرئيس تقديم استقالاتهم إلى كليتشدار أوغلو الذي أكد أنه "من السابق لأوانه تقديمها" وقام برفضها.
وتعمل إدارة حزب الشعب الجمهوري على عدم فتح رئاسة كليتشدار أوغلو للنقاش، مشيرين إلى أنه "ليس بفاشل، بل على العكس حقق نجاحا، وحصل على 48 بالمئة من الأصوات، ونسبة هي الأعلى من النسبة التي حققها أجاويد في الانتخابات التي أجريت عام 1977".
لكن الكاتب سيلفي، قال إن أجاويد عندما حصل على نسبة 42 بالمئة كانت فقط من ناخبي حزب الشعب الجمهوري، أما كليتشدار أوغلو فقد حصل على نسبته من خلال أصوات "الشعب الجمهوري" وأحزاب الطاولة السداسية "الجيد" و"السعادة" و"المستقبل" و"ديفا" و"الحزب الديمقراطي"، وبدعم من حزب "الشعوب الديمقراطي"، وأميت أوزداغ، ولذلك لا يمكن المقارنة.
هل سيكون أكرم إمام أوغلو بديلا لكليتشدار أوغلو؟
وبعد أقل من 24 ساعة من
الانتخابات، ألمح إمام أوغلو، إلى عزمه الترشح لزعامة حزب الشعب الجمهوري، وقال: "لا أحد يقلق، كل شيء يبدأ من جديد، تذكروا الشيء الوحيد الذي لا يتغير هو التغيير"، وسط حراك نشط داخل الحزب قد بدأ.
والتقى إمام أوغلو مع كليتشدار أوغلو ليلة الانتخابات داخل المقر الرئيس لحزب الشعب الجمهوري، وأشار الكاتب إلى أنه لا يمكن فهم معنى اللقاء، ولكن إسطنبول تريد جعله زعيما للحزب، رغم المعيقات التي وضعها كليتشدار أوغلو أمامه في الترشح لمنافسة أردوغان.
ونوه سيلفي إلى أن هناك معيقات ثلاثة تقف أمام إمام أوغلو لرئاسة حزب الشعب الجمهوري، أولها حكم السجن عليه بتهمة إهانة أعضاء اللجنة العليا للانتخابات، حيث أن القضية ما زالت مرفوعة أمام محكمة الاستئناف.
العائق الثاني يتمثل بأنه إذا استقال إمام أوغلو من بلدية إسطنبول الكبرى من أجل رئاسة حزبه، فإن رئاستها ستنتقل إلى حزب العدالة والتنمية الذي يمتلك الأغلبية في المجلس البلدي.
العائق الثالث، يكمن في أن كليتشدار أوغلو يسعى لتحديد المرشحين لرئاسة البلديات بعد تسعة أشهر، ولذلك لم يقف رؤساء البلديات ضد زعيم حزبهم.
وشدد الكاتب التركي على ضرورة متابعة التطورات بشأن العلاقة بين حزبي الشعب الجمهوري والجيد بعد الانتخابات.