في الوقت الذي يواجه فيه مسار
التطبيع السعودي الإسرائيلي تراجعا وفتورا، فإن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يبدي اهتمامًا أكثر بمصافحة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لكن تقاربه معه قد يقدم لدولة الاحتلال الخيار الأسوأ من ذلك كله، وهو أن هذا قد يؤدي إلى امتلاك
السعودية سلاحاً نوويًا، وبالتالي فقدان السيطرة على الشرق الأوسط، ما يجعله مستعدا لبيع أمن دولة الاحتلال مقابل إرثه الشخصي.
بن كاسبيت الكاتب السياسي بموقع "
واللا" العبري ذكر أن "نتنياهو يتحدث عن التطبيع مع السعودية بعيون برّاقة، لأنه بالنسبة له فهو أهم من السلام مع مصر، ومن وعد بلفور، ومن إعلان إقامة دولة الاحتلال، ويبدو أنه على استعداد لغض الطرف عن اتفاق سيئ بين الولايات المتحدة وإيران، والموافقة على نقل التكنولوجيا
النووية إلى السعودية، مقابل مصافحة وفرصة لالتقاط الصور مع ابن سلمان، فإذا كان هذا صحيحًا، فإننا أمام أمر أكثر تعقيداً، لأن السعوديين يرفعون باستمرار شروطهم للتطبيع مع إسرائيل، لكن المشكلة الأكثر إشكالية هي رغبتهم في الحصول على الطاقة النووية".
وأضاف في مقال ترجمته "
عربي21" أن "ما يقلق الإسرائيليين أن السعوديين يريدون الحصول على ما تملكه إيران، وليسوا مستعدين لشراء اليورانيوم المخصب للطاقة النووية المدنية، بل يريدون التخصيب في أراضيهم، ما سيجعل السعودية في حالة عتبة نووية، وسيخلق وضعا يتخلص فيه الشرق الأوسط بأكمله من فرامله، ويسارع إلى الطاقة النووية، وستكون هذه كارثة هائلة لأجيال قادمة، لكن ذلك ربما لا يهم نتنياهو، رغم أن قادة الجيش والموساد والاستخبارات المختلفة يعبرون عن دعمهم لمسار التطبيع الإسرائيلي السعودي، ولكن دون تكلفة تخصيب اليورانيوم على التراب السعودي".
وتابع: "لست متأكدًا من أنه سيتم منحهم فرصة الاعتراض هنا، تمامًا كما أخفى نتنياهو عنهم موافقته على بيع الإمارات طائرات إف-35، ولم يبلغ الجيش بأنه كان يعمل على استبعاد الولايات المتحدة من اتفاقية النووي، لذلك فإنه سيتصرف هذه المرة أيضًا من خلال وزير الشؤون الاستراتيجية رون دريمر".
يرتبط هذا التخوف الإسرائيلي بما صدر قبل أشهر من "تلميح" السعودية بأنها تجهز نفسها بالأسلحة النووية لخلق بُعد للردع ضد إيران، ولعل ما يقلق الاحتلال هو نشوء التقارب الحاصل بين السعودية والصين، مع أنه لأكثر من أربعة عقود هناك شائعات كثيرة حول انخراط المملكة في المشروع النووي الباكستاني، لأنه كلما تأخرت المحادثات مع إيران بشأن اتفاق نووي جديد، زاد احتمال حصول المملكة على قنبلة نووية.
في الوقت ذاته، تطرح الأوساط العسكرية الإسرائيلية تساؤلات ما زالت دون إجابة، عن ما يمكن أن تحصل عليه السعودية من أسلحة أمريكية متطورة، بجانب التكنولوجيا والمعرفة في بناء نظام الردع النووي، لكن القلق الإسرائيلي زاد جرعة مؤخرا عقب زيارة رئيس الصين للمملكة، وما حظي به من استقبال كبير بحضور الملك سلمان وولي عهده، وسط مخاوف من إجراء الرياض محادثات مع بكين حول التعاون في المشاريع النووية المدنية.