تستمر الأزمات الداخلية الإسرائيلية التي تصاعدت مع تولي حكومة يمينية متطرفة مقاليد الحكم بزعامة المتهم بالفساد بنيامين
نتنياهو، من أبرز تلك الأزمات وأكثرها حساسية اختيار أعضاء لجنة تعيين القضاة.
وتتكون لجنة اختيار القضاة من عضوين في الكنيست، ورئيس محكمة العدل العليا لدى الاحتلال وقاضيين ونائبين من نقابة المحامين الإسرائيليين، إضافة إلى وزير العدل ووزير آخر من الحكومة اليمينية، وتقوم الهيئة بالتعيينات في المحكمة العليا وتختار قضاة المحكمة الأدنى.
وأعلن الكنيست الإسرائيلي الأربعاء، عن نتائج التصويت لأعضاء جدد في لجنة اختيار القضاة التي كانت محور جدل الإصلاح القضائي، ويتعلق الأمر بتالي غوتليب من حزب "الليكود" وكارين الهرار من حزب "يش عتيد"، وفق ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي.
وحذر رئيس "الوحدة الوطنية" الجنرال بيني غانتس، أنه "في حال عرقل الائتلاف الحكومي الانتخاب، فإنه سينسحب من المفاوضات التي يرعاها مقر رؤساء إسرائيل حول خطة الإصلاح القضائي".
ودعا الائتلاف
المعارضة، إلى "الكف عن وضع إنذارات نهائية وخلق الذرائع لنسف المفاوضات"، كما جاء في بيان أصدره رؤساء الائتلاف، أنه "من الأهمية بمكان، التوصل إلى توافق فوري حول خطة التغييرات القضائية".
ومن المتوقع أن يعقد زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد وغانتس مؤتمرا صحفيا مشتركا، وبحسب التقاليد المتعارف عليها في الكنيست، يتم منح أحد المقاعد لعضو من المعارضة، ويجب أن يكون أحد المرشحين على الأقل من الإناث، وهذه المرة، تضمنت قائمة مرشحي الكنيست عضوا واحدا فقط من المعارضة؛ وهو كارين الهرار من حزب "يش عتيد" (هناك مستقبل)، وكانت الأغلبية من حزب "الليكود".
ووفقا للتقارير، تقدم معسكر نتنياهو بطلب من جميع المرشحين من الائتلاف الحكومي التصويت، وبالتالي "تصفية قائمة المرشحين في محاولة لتحقيق تأجيل للتصويت لمدة شهر"، بحسب الموقع.
وفي غضون ذلك، تحدث غانتس مع الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ، وأبلغه أنه "إذا انتهك الائتلاف الحكومي اتفاق انتخاب ممثل واحد للمعارضة في اللجنة، فإن هذا يعني إنهاء المحادثات في منزل الرئيس".
كما اتهم لابيد نتنياهو بـ"فقدان السيطرة على الحكومة الائتلافية" التي تشارك فيها العديد من الأحزاب اليمينية والدينية اليهودية المتطرفة.
وعن آخر التطورات، ذكرت القناة "13" العبرية، أنه "بدأ فرز الأصوات بعد أن صوت أعضاء الكنيست سرا في وقت سابق اليوم لصالح أو ضد ترشيح لجنة لاختيار القاضيين تالي غوتليب وكارين الهرار، وقرر "الليكود" التصويت ضد ترشيح اللجنة، لصالح تأجيل الانتخابات لمدة شهر، ما لم تكن هناك مفاجآت".
وفي تقرير بعنوان "دراما اللحظات الأخيرة في الكنيست"، أفادت صحيفة "
إسرائيل اليوم"، أنه "تم انتخاب ممثل المعارضة كارين الهرار من حزب هناك مستقبل بأغلبية 58 صوتا مقابل 56 معارضا".
وأوضحت أن نتائج التصويت، تكشف أن "4 أعضاء كنيست على الأقل من الائتلاف تمردوا وصوتوا لصالح الهرار، على الرغم من محاولات نتنياهو تأجيل القرار".
وأضافت الصحيفة: "بعد عدة أشهر من التظاهرات والاحتجاجات ضد الإصلاح القانوني، وفي جوهرها قضية الممثلين الذين سينضمون إلى لجنة اختيار القضاة، أعضاء الكنيست الـ 120 مطالبون اليوم باختيار ممثلين اثنين في انتخابات سرية".
ونوهت إلى أن "قوات الشرطة في القدس، تستعد لأحداث احتجاجية أو اضطرابات في عدة مواقع، بما في ذلك قرب منزل رئيس الوزراء".
ومع تأكيد فوز مرشح المعارضة الهرار بعضوية
لجنة القضاة، تأكد فشل مرشح الائتلاف الحاكم النائب تالي غوتليب في الفوز بمقعد في لجنة اختيار القضاة، حيث حصل على 15 صوتا مقابل معارضة 59، وبالتالي سقط مرشح رئيس الحكومة نتنياهو، وسيتم انتخاب ممثل آخر في غضون 30 يوما، وفق ما أكده موقع "i24" الإسرائيلي.