دخلت
هدنة جديدة لمدة 72 ساعة حيز التنفيذ في
السودان، صباح الأحد.
تأتي
الهدنة في وقت وصل فيه عدد القتلى منذ تفجر
النزاع في منتصف نيسان/ أبريل إلى أكثر
من ثلاثة آلاف قتيل وستة آلاف مصاب، وفق تصريحات لوزير الصحة السوداني هيثم إبراهيم،
السبت.
وأضاف
إبراهيم في تصريحات لقناة "الحدث" السعودية أن نصف مستشفيات الخرطوم البالغ
عددها 130 ما زالت تعمل، وأن جميع مستشفيات ولاية غرب دارفور خارج الخدمة.
وسبق
للجيش بقيادة عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أن
أبرما، وفي غالب الوقت بوساطة سعودية أمريكية، أكثر من هدنة منذ اندلاع النزاع، لكن
لم يتمّ الالتزام بها كليا على الأرض.
إلا
أن الطرفين التزما إلى حد بعيد بالهدنة الأخيرة التي سرت نهاية الأسبوع الماضي لمدة
24 ساعة. وأكد شهود لوكالة فرانس برس في حينه أن الهدنة وفّرت هدوءا لم يعهدوه منذ
بدء القتال، إلا أن المعارك استؤنفت فور انتهاء وقت اتفاق وقف النار.
ودخلت
الهدنة الجديدة حيز التنفيذ عند السادسة بالتوقيت المحلي (04,00 بتوقيت غرينتش). وبعد
ساعة على بدئها، أفاد شهود في الخرطوم لوكالة فرانس برس بأن الأوضاع لا تزال "هادئة".
وأبدى
سكان في العاصمة رغبتهم في أن تكون اتفاقات وقف النار أطول.
وأعلنت
السعودية والولايات المتحدة ليل السبت عن "اتفاق ممثلي القوات المسلحة السودانية
وقوات الدعم السريع على وقف إطلاق النار في جميع أنحاء السودان لمدة 72 ساعة اعتبارًا
من تاريخ 18 إلى 21 حزيران/ يونيو".
وأكد
البيان أن الطرفين تعهدا بأنهما "سوف يمتنعان عن التحركات والهجمات واستخدام الطائرات
الحربية أو الطائرات المسيرة أو القصف المدفعي أو تعزيز المواقع أو إعادة إمداد القوات"،
وسيسمحان "بحرية الحركة وإيصال المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء السودان".
وأكد
الجيش موافقته على الهدنة، لكنه أشار إلى "أننا سنتعامل بالرد الحاسم حيال أي
خروقات يقوم بها المتمردون خلال مدة سريانها".
وأكدت
قوات الدعم التزامها بـ"ما يخدم أغراض الهدنة الإنسانية لا سيما تسهيل إيصال المساعدات
(...) وفتح الممرات الآمنة للمواطنين".
مؤتمر
في جنيف
وتتزامن
الهدنة المعلنة مع مؤتمر لتنسيق الاستجابة الإنسانية ينطلق الاثنين، في جنيف.
ووفق
تقديرات الأمم المتحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف عدد السكان المقدّر بـ45
مليونا، للمساعدة في بلد كان يعد من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل النزاع.
وتسببت
المعارك في نقص المواد الغذائية والخدمات الأساسية. وتؤكد مصادر طبية أن ثلاثة أرباع
المستشفيات الواقعة في مناطق القتال باتت خارج الخدمة.
وأعلنت
السعودية التي تترأس المؤتمر بالشراكة مع دول وأطراف أخرى، أن المؤتمر هدفه "إعلان
التعهدات لدعم الاستجابة الإنسانية للسودان والمنطقة".
وأشارت
الأمم المتحدة في وقت سابق هذا الشهر إلى أن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدتها نالت
16 بالمئة فقط من التمويل المطلوب.
وقال
المتحدث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك: "من إجمالي 2.6 مليار دولار مطلوبة
للاستجابة الإنسانية هذا العام، لم نتلق سوى 400 مليون".