جدد
الأزهر فتواه
فيما يتعلق بنوع الحيوان المذبوح للأضحية.
وقال
الأزهر في فتوى على موقع "مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية" إنه "لا
تجزئ
الأضحية إلا من بهيمة الأنعام (الإبل والبقر والضأن)، ولا يجزئ الاشتراك في أقل
من سُبْع بقرة أو ناقة، وتجزئ الشَّاة من الضَّأن أو المَعْز عن الشخص الواحد وأهل
بيته مهما كثروا".
وثار
جدل في الأيام السابقة بعد أن أفتى الداعية المثير للجدل الدكتور سعد الهلالي
بجواز الأضحية بالدجاج.
وقال
مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية إن "من شروط الأضحية أن تكون من بهيمة الأنعام،
وهي: الإبل والبقر والغنم بسائر أنواعها، وتشمل الجاموس والمعز، ولا يُجزئ غيرها من
الحيتان والطيور وسائر الحيوانات؛ لقول الله سبحانه وتعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا
مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ
ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}.
[الحج: 34]".
ونقل المركز قول
العلماء السابقين: "قال الإمام ابن قدامة: (وَلَا يُجْزِئُ فِي الْأُضْحِيَّةِ غَيْرُ بَهِيمَةِ
الْأَنْعَامِ). ويقول الإمام النووي: (فَشَرْطُ الْمُجْزِئِ
فِي الْأُضْحِيَّةِ أَنْ يَكُونَ مِنْ الْأَنْعَامِ، وَهِيَ الْإِبِلُ وَالْبَقَرُ
وَالْغَنَمُ، سَوَاءٌ فِي ذَلِكَ جَمِيعُ أَنْوَاعِ الْإِبِلِ، وَجَمِيع أَنْوَاعِ
الْبَقَرِ، وَجَمِيع أَنْوَاعِ الْغَنَمِ مِنْ الضَّأْنِ وَالْمَعْزِ وَأَنْوَاعِهِمَا،
وَلَا يُجْزِئُ غَيْرُ الْأَنْعَامِ مِنْ بَقَرِ الْوَحْشِ وَحَمِيرِهِ وَغَيْرُهَا
بِلَا خِلَافٍ)".
وأكدت
الفتوى أن حكم الأضحية هو أنها "سُنَّةٌ مؤكدة على القادر عليها من المسلمين،
على قول جمهور الفقهاء، وهو الرَّاجح، واستدلوا بحديث سيدنا رسول الله ﷺ: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ
أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا» [أخرجه
مسلم]؛ فقوله ﷺ: «وأراد أحدكم» دليل على سُنيّة الأُضْحِيَّة وعدمِ
وجوبها".
"بينما
ذهب الحنفية إلى أنها واجبة على المقيمين الموسرين".
وحول الأضحية بالدجاج
قالت الفتوى إنه "لا وجهَ مَقَاصِدِيَّ معتبرٌ لدفع فقير للتضحية بما تيسر عنده من
الطيور
أو نحوها مما لا يُجزئ، مع كون الأضحية غير واجبة عليه؛ بل في ذلك تكليفٌ بما لم يُكلِّفه
الشرع به، ومشقّةٌ وتعسيرٌ، وإلزامٌ بما استقر رُجُوحُ القولِ فيه: إنه من السنة المؤكدة
على المستطيع".
وعقب
الأزهر بقوله: "وبقاء ما استقرَّ من الأحكام الصَّحيحة المناسبة للمجتمع، المراعية
للحال والمآل على صورتها؛ لمن أهم مظاهر حُسن الفَهم، والتَّفَقُّه، والتَّرفُّق بالنَّاس،
كما أنها من دليل رحمةِ شريعة الإسلام الغراء".
وَصَلَّىٰ
اللَّه وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، وَعَلَىٰ آلِهِ وصَحبِهِ
والتَّابِعِينَ، والحَمْدُ للَّه ربِّ العَالَمِينَ.