سياسة دولية

ماكرون يتحدث عن انتهاء "ذروة العنف".. وإدانات ضد الاعتداءات على صحفيين

تعرضت 1105 مبان و209 مراكز للشرطة والدرك و12 ألف سيارة للحرق والتخريب- جيتي
تحدث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، بحذر عن انتهاء موجة الاحتجاجات العنيفة، وذلك خلال لقائه مع رؤساء بلديات المدن المتضررة.

هذا في الوقت الذي أدانت فيه منظمة "مراسلون بلا حدود"  الاعتداءات على الصحفيين خلال الاحتجاجات.

خطة إعمار

أعلن ماكرون أمام رؤساء البلديات عن مشروع "قانون طوارئ" للإسراع في إعادة إعمار المباني والمنشآت ووسائل النقل التي دمّرت.

وأعقب مقتل نائل (17 عاما) في 27 حزيران/ يونيو برصاص شرطي أثناء تفتيش مروري في ضواحي باريس، عدة ليال من أعمال الشغب والتدمير والنهب.

ونقل أحد المشاركين في الاجتماع عن ماكرون قوله: "سنقوم بتقديم قانون طوارئ لتجاوز جميع المهل، والتعجيل بالإجراءات من أجل عملية إعادة بناء أسرع بكثير".

وأبلغ ماكرون رؤساء البلديات بأن ما وصفه بـ"ذروة العنف الحضري" قد مرت بعد مضي 7 ليال متتالية من أحداث العنف، لكنه طالب بتوخي الحذر خلال الأسابيع المقبلة.

وقال، بحسب أحد المشاركين: "هل ستكون العودة إلى الهدوء دائمة؟ أتوخى الحذر حيال ذلك، لكن الذروة التي شهدناها في الأيام الماضية قد مرت".

ووعد ماكرون بدعم البلديات "لتتمكن بسرعة كبيرة من إصلاح" معدات كاميرات المراقبة المحطّمة، بالإضافة إلى تقديم مساعدات مالية لإصلاح "الطرق ومؤسسات البلدية والمدارس".

وبعد أن استمع إلى عدد كبير من رؤساء البلديات البالغ عددهم حوالي 250، أقرّ ماكرون بعدم وجود "إجماع في الصالة" على الحلول التي يتعيّن تقديمها بعد مقتل الشاب نائل.

ومن بين المشاريع المزمع القيام بها، دعا ماكرون إلى تغيير أسلوب بناء السياسات العامة و"توضيح الاختصاصات" بشأن الإسكان.

وزير الداخلية يحذر من كراهية الأجانب

من ناحية أخرى، حذر وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان من وصم الأجانب في فرنسا وتوجيه خطاب الكراهية ضدهم.

وقال دارمانان -أمام جلسة برلمانية في باريس- "المسألة اليوم تتعلق بالمجرمين وليس الأجانب. ومن بين 4 آلاف شخص تم اعتقالهم في الأيام القليلة الماضية، فإن أقل من 10 بالمئة ليسوا مواطنين فرنسيين، و40 منهم فقط يواجهون الاحتجاز انتظارا للترحيل".

وأضاف: "لا نريد كراهية الشرطة ولا كراهية الأجانب.. نريد حب الجمهورية.. من الممكن أن يكون لديك أصول مهاجرة وأن تأتي من الضواحي وأن تحب بلدك".

وشدد دارمانان على عدم إجراء أي تحقيقات ضد قوات الشرطة، مشيرا إلى أنه لم يكن جميع سكان الضواحي مسؤولين عن أعمال الشغب ولكن يوجد فقط عدد قليل من المجرمين.

"مراسلون بلا حدود" تندد

أدانت منظمة "مراسلون بلا حدود" الاعتداءات على الصحفيين في المظاهرات التي بدأت بعد مقتل شاب على يد الشرطة في البلاد.

وذكرت المنظمة (مقرها فرنسا)، في بيان الثلاثاء، أن 14 صحفياً أصيبوا في الاحتجاجات.

وأكدت أن الاعتداءات على الصحفيين "غير مقبولة"، ولفتت إلى أن معظم الهجمات وقعت في مدينة نانتير حيث قتل الشاب "نائل".

وأشارت إلى أنه تم خلال الاحتجاجات استهداف طواقم "ليبراسيون" و"لوفيغارو" و"لوبوان" الفرنسية بالإضافة إلى مراسلي وسائل إعلام دولية، وأفادت بأن بعض هؤلاء الصحفيين أصيبوا بجروح خطيرة.

وذكرت المنظمة أن بين الصحفيين الذين تعرضوا للاعتداء مصور يعمل في وكالة الأناضول ومراسل لشبكة الجزيرة لم تفصح عن اسمه.

وقال المصور الصحفي في وكالة الأناضول إبراهيم عزت، الذي تعرض للاعتداء، إن مجموعة من الأشخاص الملثمين، استولوا على كاميرتين وعدستين وبطاقة ذاكرة.

وتشهد فرنسا منذ أيام غضبا واسعا واحتجاجات تخللتها أعمال شغب ومواجهات مع الشرطة، تنديدا بمقتل الشاب نائل برصاصة في الصدر أطلقها شرطي من مسافة قريبة، بذريعة عدم امتثاله لدورية مرورية في ضاحية نانتير غرب العاصمة باريس.

حصيلة

وبحسب الأرقام التي نشرتها وزارة الداخلية الفرنسية، الثلاثاء، فإن 3486 شخصا أوقفوا، وأحرقت 12 ألفا و202 سيارة، فيما تعرضت 1105 مبان و209 مراكز للشرطة الوطنية والدرك أو الشرطة البلدية للحرق أو التخريب منذ ليلة 27 حزيران/ يونيو الجاري، وتعرضت حوالي 60 مدرسة لأضرار كبرى.

وقال وزير الاقتصاد برونو لومير إن "أكثر من ألف متجر تعرضت للنهب أو لهجمات أو أحرقت"، معلنا عن مساعدة "لكل حالة" وللأكثر تضررا إلى جانب دعم وعدت به شركات التأمين.

الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع