طالعتنا مواقع
التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام
بهروب المصارع الشاب أحمد بغدودة، واختفائه من الفندق
بتونس، مقر إقامة المنتخب
المصري، مثيرا الكثير من علامات التعجب.
وقد انبرت كثير
من الأقلام الصحفية، وكذلك البرامج التلفزيونية، ترافقها في هذا منهجية هجوم منظمة
في مواقع التواصل الاجتماعي على شخص بغدودة، وكأن هذه الحملات القاسية أرادت تصدير
صورة ذهنية لبغدودة للرأي العام المصري، مفادها العقوق والجحود ونكران الجميل، أيضا
الهروب المخزي، وكذلك الكليشيه الجاهزة؛ باع وطنه ومنتخبه من أجل حفنة دولارات،
متناسيا فضل مصر والنيل والفول والطعمية والبتنجان، وما إلى ذلك من كليشيهات
بلاستيكية حفظها الرأي العام المصري عن ظهر قلب من تجربة مماثلة للاعب الكرة
المصرية عصام الحضري بنفس الظروف المباشرة.
وقد كان الغرض من
كل هذا، الإعدام المعنوي لبغدودة، وانبرى بعض المسؤولين بتصاريح ساخنة ملتهبة مليئة
بالوعيد والثبور وعظائم الأمور، لفرض عقوبات رادعة ساحقة ماحقة محلية وإقليمية
ودولية لردع هذا الهارب الخطير الجاحد المارق لكي يصبح عبرة لمن يعتبر.
انقلب السحر على الساحر ولم تؤتِ الحملة أُكلها، فهذه الحملات الظالمة أدت إلى تعاطف الرأي العام مع بغدودة، بل والدفاع عنه وحقه في اختيار مستقبله وتقرير مصيره، بل وأكثر من هذا، تحول هذا التعاطف إلى شبه هجوم عنيف على السادة المسؤولين عن الرياضة في مصر
ولكن انقلب السحر
على الساحر ولم تؤتِ الحملة أُكلها، فهذه الحملات الظالمة أدت إلى تعاطف الرأي
العام مع بغدودة، بل والدفاع عنه وحقه في اختيار مستقبله وتقرير
مصيره، بل وأكثر من هذا، تحول هذا التعاطف إلى شبه هجوم عنيف على
السادة المسؤولين عن
الرياضة في مصر، بعد حلقة قاسية على قلوبنا جميعا، عندما تمت استضافة
والد بغدودة، باكيا على مرأى ومسمع من الجميع لعجزه وعجز بغدودة، عن توفير حذاء واضطراره
إلى استعارة حذاء من صديقه، وأن المسؤول قام بخصم كثير من أموال مكافأة بغدودة
بدعوى استحقاقات وخلافه.
وأمام هذا
الظلم والاستهانة
الواقعين على كنز قومي وبطل مصر في المصارعة ومطلوب دوليا، استطاع بغدودة أن يجد
لنفسه الطريق في باريس وغادر غير آسف على ما تركه.
وكذلك تعلقت كل
قلوب المصريين ببغدودة، وتمنّوا له النجاح في مشواره الجديد وصبّوا جام غضبهم على
منظومة الإدارة بقطاع الرياضة؛ التي تُفقد مصر كنوزا قومية بسبب ضيق الأفق والجشع
والإهمال.
فأرجوكم كونوا أو
حاولوا أن تعطوا الفرص ولا تكونوا حارقين لها.. أرجو ممن يهمه الأمر.