قدم بحث جديد لعلماء في الفيزياء الفلكية تصورا جديدا حول عمر الأرض، يناقض تماما الأرقام السابقة التي توصل إليها علماء وقدروا فيها أن عمر الأرض يبلغ 14 مليار سنة.
وأثبتت
الدراسة الجديدة أن كوننا يبلغ حوالي 26.7 مليار سنة من العمر، وذلك على إثر الانفجار العظيم الذي حدث من قبل، ما يجعل العمر الفعلي للكون أقدم بمرتين مما كنا نظن.
ولسنوات، قام علماء الفلك والفيزياء بحساب عمر
الكون بشكل أساسي عن طريق قياس الوقت المنقضي منذ الانفجار العظيم ودراسة أقدم
النجوم، لكن الدراسة التي نُشرت في 7 تموز/ يوليو في مجلة "
الإشعارات الشهرية للجمعية الملكية الفلكية" يبدو أنها تؤكد أن التقديرات السابقة كانت غير دقيقة على نطاق واسع.
والدراسة الجديدة التي يشار إليها باسم "مشكلة المجرة المبكرة المستحيلة" حيرت العلماء لفترة طويلة، وهم يكافحون من أجل التوفيق بين سبب ظهور بعض المجرات بعد فترة طويلة من الانفجار العظيم، والتي يبدو أنها في الواقع أقدم بكثير من العمر المقدر للكون.
ولاحظ العلماء من خلال تليسكوب "جيمس ويب" التابع لـ"ناسا" أن المجرات والنجوم لديها مستوى نضج وكتلة مرتبطة عادةً ببلايين السنين من التطور الكوني.
ولفت العلماء إلى أن الضوء القادم من المجرات البعيدة والذي عرف بـ"الانزياح الأحمر" يشير إلى مسافة النجوم والمجرات من الأرض، ومن خلال تقدير المعدل الذي تتحرك به النجوم بعيدًا، يمكن للعلماء حساب مدى سرعة توسع الفضاء في كون لا متناهٍ في النمو.
لكن ما يسمى بـ "نظرية الضوء المتعب" التي نشأت في عام 1929 مع عالم الفلك السويسري فريتز زويكي قدمت تفسيراً بديلاً: ربما لا يرجع الانزياح الأحمر الذي نراه إلى ابتعاد المجرات عنا. بدلاً من ذلك، كانت فرضية زويكي أنه قد يكون ذلك بسبب فقدان الضوء لطاقته وتألقه بعد السفر لمسافة طويلة.
وتقترح الدراسة أنه إذا سمحنا لنظرية زويكي بالتعايش مع فكرة توسع الكون، فيمكننا إعادة تفسير الانزياح الأحمر باعتباره مزيجًا من هاتين الظاهرتين، وبالتالي الوصول إلى تقدير أكثر دقة لعمر الكون.
وعليه، فقد قدم العلماء فكرة الفيزياء الأساسية من عالم الفيزياء النظرية الإنجليزي بول ديراك، والتي تقول بأن الثوابت المزاوجة تحكم التفاعلات بين الجسيمات، ويعني ذلك أنه إذا تطورت هذه الثوابت، فإن الوقت الذي تستغرقه المجرات المبكرة التي لوحظت في تليسكوب "جيمس ويب" يمتد من بضع مئات من ملايين السنين إلى عدة مليارات من السنين.