قال رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق،
جون هوارد، إن "الاستعمار البريطاني كان أسعد شيء حدث لأستراليا"، وذلك في الفترة التي ستعمل فيها البلاد على إجراء استفتاء تاريخي، السنة الجارية من أجل الاعتراف بالسكان الأصليين؛ وسيتغير دستور
أستراليا في حالة نجاح التصويت، لمنح سكان البلاد الأصليين المساحة الأكبر في إبداء الرأي في القوانين والسياسات المتعلقة بهم.
وأضاف جون هوارد، في تصريحه الذي خلق موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، من حيث التعليقات التي انقسمت نحو وجهة نظر مفادها أن أكثر شيء جيد حدث لهذا البلد هو استعمار البريطانيين له، وذلك "لا يعني أنهم كانوا مثاليين بأي حال من الأحوال، لكنهم كانوا أكثر إفادة مقارنة بالدول الأوروبية الأخرى بدون شك".
وتوقّع رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق، إخفاق مبادرة "صوّت للبرلمان" التي أعلن عنها رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز، مطلع عام 2023، وهو أول استفتاء في أستراليا منذ عام 1999، مشيرا إلى أن التصويت سوف يقود البلاد نحو "ميدان جديد للصراع بخصوص كيفية مساعدة السكان الأصليين".
ووجه هوارد، اتهامه إلى من وصفهم بأنهم "أنصار المبادرة" بإخفاقهم في ترويجها لدى الأستراليين؛ بالرغم من أن حكومته وفق جملة من الآراء، قد أضعفت حقوق الأرض بالنسبة للسكان الأصليين، فيما علقت قانون التمييز العنصري، ورفضت الاعتذار لـ"الأجيال المسروقة"، وهم عشرات الآلاف من أطفال السكان الأصليين وسكان جزر مضيق توريس الذين أخذتهم الحكومة من عائلاتهم حتى منتصف ستينيات القرن الماضي.
وفي الوقت الذي يقول فيه أنصار التصويت بأنه "في حال نجاحه، فإنه سوف يصلح أحوال السكان الأصليين في أستراليا، الذين يواجهون تراجعا في متوسط العمر المتوقع، بالإضافة إلى سوء الظروف الصحية والتعليمية على نحو غير متكافئ مع الأستراليين البيض"، فإن معارضيه يصفونه بأنه "خطوة رمزية إلى حد كبير لن تنجح في تفعيل الإصلاح، بينما تقوض أيضا الهياكل الحكومية الحالية في أستراليا".
وتجدر الإشارة إلى أن عدّة استطلاعات للرأي، في الفترة الأخيرة، أوضحت تراجعا في الدعم العام للتصويت، بعد أن أصبح النقاش واسع النطاق.