سياسة تركية

هل يترك إمام أوغلو "الشعب الجمهوري" ويؤسس حزبا جديدا؟.. سيناريوهات محتملة

إمام أوغلو يخوض معركة التغيير ضد كليتشدار أوغلو- جيتي
يشتد "صراع العرش" داخل حزب الشعب الجمهوري، وسط مزاعم تشير إلى أن رئيس بلدية إسطنبول الذي أطلق حملة التغيير، قد يضطر لمغادرة الحزب وتشكيل حزب جديد، ما يثير التساؤلات حول إمكانية هذا التوجه وذلك قبل أشهر من الانتخابات المحلية التي ستجرى نهاية آذار/ مارس المقبل.

وبعد إنشائه موقعا إلكترونيا، ليستطلع آراء المواطنين بشأن عملية التغيير، قال إمام أوغلو الخميس الماضي، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، إن "المجتمع يريد تغيير زعيم وإدارة حزب الشعب الجمهوري، وأن يكون هذا التغيير على محور الجيل والرؤية".

وأضاف إمام أوغلو، أن "المجتمع يتوقع أن يتم تحديد رؤية وسياسات واضحة وفقا لتطلعاته، والتوصل إلى فهم شامل للديمقراطية والعلمانية"، و"بناء سياسة واقعية، وموقف مخلص لمبادئ أتاتورك".

ويرى مراقبون بأن تصريحات إمام أوغلو، تشكل "هروبا من الترشح لرئاسة بلدية إسطنبول"، وهي خطة تسعى لتضييق الخناق على زعيم الحزب كمال كليتشدار أوغلو.

مزاعم عن توجه إمام أوغلو لتشكيل حزب
وزعم النائب السابق عن حزب الشعب الجمهوري والكاتب الصحفي باريش يركاداش، أن إمام أوغلو الذي بدأ حركة التغيير ضد كليتشدار أوغلو، بدأ العمل على تأسيس حزب جديد.

وتابع يركاداش في لقاء تلفزيوني، بأن إمام أوغلو يعمل على صيغة من شأنها أن تسهم في تشكيل تحالف مع حزب الجيد، لافتا إلى أنه سيقرر نوع المسار الذي سيسلكه في الأيام المقبلة، ويجري حاليا التقييمات مع الدائرة الضيقة له بهذا الشأن.

وذكر أن إمام أوغلو يحصل على أفكار حول كيفية رسم خارطة الطريق، وهناك أكاديميون ومختصون يعملون معه، وهو يجري مناقشة بشأن إمكانية تشكيل حزب جديد، وعدد النواب من حزب الشعب الجمهوري، الذين قد ينضمون إليه.

من جهته زعم حسن سامي أوزفارنلي المستشار السابق لزعيمة حزب الجيد ميرال أكشنار، في تغريدة على حسابه في "تويتر"، أن منظمة "غولن" تعمل حاليا على إحداث شرخ داخل حزب الشعب الجمهوري، وتعمل على إحضار إمام أوغلو لتزعم حزب جديد.

ويشير مراقبون، إلى أن كليتشدار أوغلو الذي يدرك أن حزبه سيخسر رئاسة بلدية إسطنبول الكبرى في الانتخابات المحلية التي ستعقد في نهاية آذار/ مارس 2024، يريد ترشيح إمام أوغلو مرة أخرى، لينهيه سياسيا، في حين أن الأخير سيبذل قصارى جهده حتى لا يكون مرشحا، ومن ضمن خياراته تشكيل حزب جديد.

ثلاثة مسارات أمام إمام أوغلو
الكاتب في صحيفة "صباح" محمود أوفور، ذكر أن المسارات الثلاثة التي قد يختار بينها إمام أوغلو ستكون مغلقة أمامه، لاسيما أنه اتبع استراتيجية وكأنه لا يريد التخلي عن موقعه في حزب الشعب الجمهوري، ورئاسة بلدية إسطنبول، وإمكانية تأسيس حزب جديد.

لكنه في تصريحاته الأخيرة، يعطي الأولوية لرئاسة حزب الشعب الجمهوري، ويحاول تحويل مسار المؤتمر العام للحزب لصالحه، والأمر غير سهل عليه، فإذا كان مرشحا لرئاسة الحزب فسيخسر إسطنبول، وإذا دخل في سباق مع أوزغور أوزيلو وغوكهان غونايدن، فإنه سيواجه صعوبة في الحصول على النتيجة التي يريدها.

وأشار الكاتب إلى أن إمام أوغلو، لم يعد ترشحه لرئاسة بلدية إسطنبول مضمونا بالنسبة له بسبب العراك الحالي، حيث إنه سيخسر إمكانية الترشح لرئاسة البلدية عندما يخسر رئاسة الحزب في المؤتمر كونه لاعبا سياسيا فتح الحرب على كليتشدار أوغلو.

ونوه إلى أن إمام أوغلو الذي جاء من بيئة اليمين الوسط، والمقرب لزعيمة حزب الجيد أكشنار، ومع تشكيل الاعتقاد السائد بأنه لا يمكن الوصول إلى السلطة في ظل حزب الشعب الجمهوري، فإن ذلك يعزز فكرة الحزب الجديد لديه.

وحول تشكيل الحزب الجديد، يعتقد الكاتب أوفور أن إمكانية نجاح إمام أوغلو مع تشكيل حزب جديد أيضا صعبة، لأنه ليس من السهل تحقيق النجاح مع ترك حزب الشعب الجمهوري وتأسيس حزب. 

وتابع بأن هناك نماذج قامت بتأسيس أحزاب وفشلت، والفرصة الوحيدة لدى إمام أوغلو أن كليتشدار أوغلو خسر  الانتخابات كلها خلال الـ13 عاما، وأساء إدارة العملية ما بعد الانتخابات، منوها في الوقت ذاته إلى أن معضلته أنه شخصية لا تجرؤ على المخاطرة.

4 سيناريوهات لخارطة طريق إمام أوغلو
وستبدأ مؤتمرات المناطق الفرعية في 5 آب/ أغسطس، وفي المقاطعات في 16 أيلول/ سبتمبر وتنتهي في 15 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، وسيتم تحديد موعد المؤتمر العام من مجلس حزب الشعب الجمهوري بعد انتهاء مؤتمرات المقاطعات، وسط حديث عن إمكانية عقده في تشرين الثاني/ نوفمبر مع ترشح كليتشدار أوغلو له.

وتشير الكواليس بحسب صحيفة "ملييت"، إلى أن أربعة سيناريوهات محتملة أمام إمام أوغلو، أولها عدم الترشح لرئاسة بلدية إسطنبول والترشح لمنافسة كليتشدار أوغلو في المؤتمر العام للحزب..

أما السيناريو الثاني، فهو الترشح لرئاسة بلدية إسطنبول، مع دعم شخصية أخرى تنافس كليتشدار أوغلو..

والسيناريو الثالث، هو الترشح لرئاسة بلدية إسطنبول، وبعد الانتخابات الترشح لرئاسة الحزب من خلال عقد مؤتمر استثنائي.

والسيناريو الرابع أمام إمام أوغلو، هو الترشح لرئاسة بلدية إسطنبول، ويعمل على مدار  خمس سنوات من أجل أن يكون مرشحا لرئاسة الجمهورية.

وتذكر الكواليس، أن ترشح إمام أوغلو في المؤتمر العام لمنافسة كليتشدار أوغلو هو احتمال ضعيف، واسيناريو الأكثر ترجيحا، هو الترشح لرئاسة بلدية إسطنبول مع دعم مرشح في المؤتمر العام للحزب.

ونوهت المصادر للصحيفة، إلى أن إمام أوغلو يضع خطة لعدم خسارة إسطنبول، ولا يريد التخلي عنها، لأنه لا يريد أن يكون الشخصية التي تسببت في خسارة حزب الشعب الجمهوري في الولاية، كما أن هدفه ليس رئاسة الحزب بل رئاسة الجمهورية.

صيغة أوزغور أوزيل
وتشير مصادر مقربة لإمام أوغلو، إلى أنه قد يدلي ببيان مستقبلا، والإعلان أن مرشحه في المؤتمر العام هو أوزغور أوزيل (رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الشعب الجمهوري)، وأنه سيكون مرشحا لرئاسة بلدية إسطنبول في الانتخابات المحلية.

وأضافت أن أوزيل قد يصبح رئيسا لحزب الشعب الجمهوري، وإمام أوغلو بعد فوزه في انتخابات رئاسة بلدية إسطنبول، قد يتجه للترشح لرئاسة الحزب من خلال مؤتمر استثنائي.

وإذا خسر أوزيل المنافسة أمام كليتشدار أوغلو، فإن فريق التغيير الذي يقوده إمام أوغلو سيجري تقييما بشأن إمكانية التوجه إلى مؤتمر استثنائي.
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع