استبعد البيت الأبيض، الثلاثاء، فرضية ضلوع روسيا في
انقلاب النيجر، مؤكدا أن الولايات المتحدة لم تغير قرارها بشأن وجودها في الدولة الواقعة في غرب
أفريقيا.
وردا على سؤال حول تورط موسكو المحتمل في الاضطرابات الراهنة في النيجر، فقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي للصحفيين إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن "ليس لديها ما يشير إلى أن روسيا كانت وراء الانقلاب، أو تدعمه عسكريًا بأي شكل من الأشكال".
وجاء حديث كيربي بعد ساعات من اتهام مساعد الرئاسة الأوكراني ميخايلو بودولياك لروسيا بالوقوف وراء الانقلاب، حيث قال في بيان: "من الواضح تماما الآن أن روسيا تقف وراء ما يسمى بالانقلاب العسكري في النيجر".
وتابع المسؤول الأوكراني بالقول إن ثمة "تكتيكا روسيا قياسيا: تحويل الانتباه واغتنام الفرصة وتوسيع الصراع"، مضيفا أن المجالس العسكرية في بوركينا فاسو ومالي المجاورتين، حيث تلعب مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية "دورًا نشطًا"، تساهم في الاعتقاد بأن لدى روسيا "سيناريو عالميا لإثارة عدم الاستقرار وتقويض النظام الأمني العالمي".
من ناحية أخرى، قال جون كيربي منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي الأمريكي للصحفيين، إن الإدارة لم تتخذ بعد أي قرار بشأن مستقبل المساعدات التي تقدمها الولايات المتحدة للنيجر.
في المقابل، أكد المسؤول الأمريكي أن الولايات المتحدة لن تحذو حذو حلفاء أوروبيين في إجلاء مواطنيها من النيجر في الوقت الراهن، مشيرا إلى عدم وجود خطر داهم جراء الانقلاب.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، إن واشنطن "على علم بالتأكيد بجهود تبذلها فرنسا ودول أوروبية أخرى لإجلاء مواطنيها. في الوقت نفسه، لا مؤشرات لدينا تفيد بوجود تهديدات مباشرة للمواطنين الأمريكيين أو لمنشآتنا، لذا فنحن لم نغيّر موقفنا في ما يتعلّق بتواجدنا في النيجر في الوقت الراهن".
ويتمركز في النيجر نحو ألف جندي أمريكي كانوا يؤازرون الرئيس المخلوع محمد بازوم، في مكافحة الجماعات المسلحة المنتشرة في منطقة غرب أفريقيا.
وقال كيربي إن البيت الأبيض لا يزال يعتبر أن هناك "نافذة" مفتوحة للدبلوماسية لحل الأزمة في النيجر، لكنّه أشار إلى أن الولايات المتحدة "تراقب الأمور على مدار الساعة".
وتابع: "نحض المواطنين الأمريكيين المتواجدين في النيجر على أن يجعلوا من سلامتهم أولى أولوياتهم".
وأشار كيربي إلى أن القوات الأمريكية المتواجدة في النيجر لا تشارك في عمليات الإجلاء الجوية التي يجريها الأوروبيون.
وقال: "لا قرار باستخدامهم بأي شكل للمساعدة في جهود الإجلاء التي تقودها دول أخرى"، كما أنه لفت إلى عدم وجود "أي قرار متّخذ بشأن نشر مزيد من القوات هناك أو في الجوار".
وأضاف: "إذا تعيّن علينا إجراء تعديلات فسنجريها"، مشيرا إلى عدم وجود ما يستدعي ذلك في الوقت الراهن.