تحدث مقال نشرته صحيفة "
الغارديان" البريطانية عن الأسباب التي تجعل الرئيس الأمريكي السابق
دونالد ترامب، يخاف من مستقبله السياسي.
وجاء في المقال أن "قاعة المحكمة، وهيئة المحلفين، والحقيقة"، هي الأسباب التي تجعل الرئيس الجمهوري السابق يشعر بالخوف.
وافتتح المقال الذي كتبه جوناثان فريدلاند، بالقول كتبه يفتتح الكاتب مقاله بالقول "أنا ألوم الأب. فقد ربى فريدريك ترامب، والد الرئيس السابق، دونالد ترامب، أولاده، على الاعتقاد بأن العالم منقسم إلى رابحين وخاسرين وأنه لا توجد جريمة أكبر من أن تكون ضمن الفئة الأخيرة.
وتابع أن "موافقة الخاسر" شرط أساسي للنظام الديمقراطي: بدونها، لا يمكن أن يكون هناك تداول سلمي للسلطة. وقد استمر هذا النموذج في
الولايات المتحدة لمدة قرنين ونصف القرن، لكنها في عام 2020، صادفت رجلا يفضل تدمير بلاده على أن يكون خاسرا".
وأردف الكاتب، أن لائحة اتهام ترامب مكونة من 45 صفحة، مشيرا إلى أنه "يُتهم فيها بالتآمر لقلب نتائج انتخابات ديمقراطية، لإحباط إرادة الناخبين الذين رفضوه في
صناديق الاقتراع وبالتالي البقاء في السلطة، تتلوها محاكمة مرتقبة. ستكون أول محاكمة كبيرة وبهذا الحجم في العصر الحديث".
ويوضح الكاتب "أن لا شيء من هذا ينبغي أن يكون مفاجأة، فترامب لم يخف أبدا شخصيته ومن يكون أو ما كان ينوي فعله، ففي عام 2016، رفض أن يقول ما إذا كان سيقبل نتيجة الانتخابات التي خاضها ضد
هيلاري كلينتون، كما أنه لم يخف اعتقاده بأن مقعده في المكتب البيضاوي وضعه فوق القانون".
ويردف بالقول "يصر ترامب حاليا، وبمهارة عالية، على أنه ضحية وزارة العدل التابعة للرئيس لبايدن، حسب قوله، ما يشير إلى أن المدعين الفيدراليين المستقلين، في الواقع، مجرد متسللين حزبيين يقومون بتنفيذ مناقصات الرئيس. مع العلم" مشيرا إلى أن "ترامب هو من يتصور استخدام وزارة العدل كفريق اغتيال ضد أعدائه، فقد وعد، في حالة إعادة انتخابه ، بإصدار أمر بإجراء تحقيق جنائي مع الرئيس الحالي".
ويؤكد الكاتب، أن "أسلوب ترامب يجعل عدة مبادئ حاسمة على المحك في هذه الحالة، أبرزها الحقيقة. فقد تحدى ترامب هذه الفكرة منذ البداية، ليس فقط من خلال الكذب ولكن من خلال السعي لزعزعة ثقة الجمهور في فكرة أن الحقيقة ممكنة حتى".
وفي السياق نفسه، نشر الكاتب ما اعتبرها "أكاذيب محددة زعم فيها حدوث تزوير انتخابي حاسم في ولايات رئيسية من أجل بناء الكذبة الكبرى "الانتخابات مسروقة"، لقد بنى حقيقة بديلة على تلك الكذبة التي استمرت حتى يومنا هذا".
وتابع "حتى الآن، نجح ترامب في إقناع نصف البلاد بأنهم لا يستطيعون الوثوق بحقائق محرجة ومزعجة، بما في ذلك تلك التي كشفها المحققون الفيدراليون، لأنهم ببساطة عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي، أما القضاة فهم أدوات للدولة العميقة".
وختم الكاتب مقاله بالقول إن "هذا التكتيك أثبت أنه فعال بشكل ملحوظ، إذ أدى إلى تآكل أجزاء كبيرة من نظام الولايات المتحدة، وكسر ثقة الجمهور في الانتخابات ووسائل الإعلام وأشياء أخرى كثيرة. فهل ستتمكن قاعة المحكمة التي تستمع إلى قضية الولايات المتحدة الأمريكية ضد دونالد ترامب من إغلاق وإيقاف كل ذلك، والبقاء بعيدة عن تأثير أسلوب وطريقة ترامب المحرقة؟".
للاطلاع إلى النص الأصلي (
هنا)