يبدي قادة الانقلاب في
النيجر تمسكهم بالسلطة، مهددين باستخدام القوة ضد أي تدخل عسكري خارجي، وذلك قبيل ساعات من انتهاء مهملة المجموعة الاقتصادية الأفريقية "
إيكواس" لإعادة السلطة إلى الرئيس المعزول، محمد
بازوم، قبل التدخل عسكريا.
وأمهلت "إيكواس" قادة الانقلاب أسبوعا لإعادة السلطة إلى بازوم، وذلك خلال اجتماع زعماء المجموعة الطارئ في نيجيريا 30 حزيران/ يوليو الماضي، وإلا فإن خيار
التدخل العسكري لن يكون مستبعدا؛ ما يعني انتهاء المهلة اليوم الأحد.
"مساعدة فاغنر"
في السياق ذاته، نقلت "أسوشييتد برس" عن مسؤول عسكري غربي أن قادة الانقلاب في النيجر طلبوا المساعدة من مجموعة "فاغنر" الروسية.
وذكرت الوكالة أن أحد قادة الانقلاب زار مالي، وأجرى اتصالات مع أحد قادة "فاغنر"، وأبلغه بحاجة قادة الانقلاب لمساعدة المجموعة العسكرية الروسية الموجودة في مالي للتعامل مع التدخل العسكري المحتمل لـ"إيكواس"، مشيرة إلى أن "فاغنر" تدرس الطلب.
ضغط دولي متواصل
يتصاعد ضغط المجتمع الدولي على الانقلابيين في النيجر، وسط تباين في الموقف الدولي، خصوصا دول جوار النيجر التي يرفض معظمها التدخل العسكري.
بدوره، أكدت الخارجية الفرنسية دعمها "بحزم وتصميم" لجهود "إكواس" لدحر محاولة الانقلاب.
وقالت في بيان إن "مستقبل النيجر واستقرار المنطقة بأكملها على المحك".
والجمعة، اجتمع القادة العسكريون لدول المجموعة في العاصمة النيجيرية أبوجا لمناقشة سبل التعامل مع أحدث انقلاب في منطقة الساحل الأفريقي، بينما قال مفوض الشؤون السياسية والأمن في المنظمة الإقليمية عبد الفتاح موسى إنه "تم في هذا الاجتماع تحديد كل عناصر التدخل المحتمل، بما في ذلك الموارد اللازمة، وكذلك كيف ومتى سننشر القوة".
وأضاف: "نريد أن تنجح الدبلوماسية ونريد نقل هذه الرسالة لهم (المجلس العسكري) بوضوح، بأننا نمنحهم كل فرصة للعودة عن ما قاموا به".
وشهدت النيجر الجمعة والسبت تظاهرات دعم للانقلابيين في مختلف أنحاء البلاد، رفع خلالها العلمان النيجري والروسي، إضافة إلى صور العسكريين الذين نفذوا الانقلاب، وفق التلفزيون الرسمي وصحفيين محليين.
الجزائر ترفض التدخل العسكري
وأعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أنه ضد أي تدخل عسكري في النيجر المجاورة.
وقال في مقابلة تلفزيونية مساء السبت: "نرفض رفضا تاما وقطعيا التدخل العسكري في النيجر"، مضيفا أن "ما يحدث في النيجر تهديد مباشر للجزائر".
وشدد على أن "التدخل العسكري لا يحل أي مشكلة بل يؤزم الأمور. الجزائر لن تستعمل القوة مع جيرانها".
وأضاف أن "الجزائر تتشارك حدودا بطول ألف كيلومتر تقريبا" مع النيجر، متسائلا: "ما هو الوضع اليوم في الدول التي شهدت تدخلا عسكريا؟"، في إشارة إلى ليبيا وسوريا.
ويحظى المجلس العسكري بدعم مالي وبوركينا فاسو، الدولتين المجاورتين للنيجر واللتين يحكمهما عسكريون بعد انقلابين في 2020 و2022.
وقال البلدان اللذان تم تعليق عضويتهما في هيئات "إكواس" إن أي تدخل مسلح في النيجر سيعتبرانه "إعلان حرب" عليهما أيضا، وسيؤدي إلى انسحابهما من الجماعة الاقتصادية.
كذلك، أعلنت تشاد المجاورة التي تعد قوة عسكرية مهمة، عدم مشاركتها في أي تدخل عسكري.
وفي بنين المجاورة للنيجر، أكد وزير الخارجية أولشيغون أدجادي بكاري أن الدبلوماسية تظل "الحل المفضل"، لكنه قال إن بلاده ستحذو حذو "إكواس" إذا قررت التدخل.
اكتسبت النيجر دورًا محوريًا في العمليات الفرنسية لمحاربة التنظيمات المتطرفة في منطقة الساحل منذ خروجها من مالي بطلب من المجلس العسكري الحاكم في هذا البلد في صيف 2022.
وشكلت النيجر في البداية قاعدة عبور للعمليات في مالي، قبل أن تستقبل القسم الأكبر من القوات الفرنسية في قاعدة جوية في نيامي. وسيكون انسحاب 1500 جندي فرنسي من النيجر بمثابة نكسة جديدة لباريس في حربها.
كندا تعلق المساعدات
قررت كندا تعليق مساعدات التنمية المباشرة لحكومة النيجر ردا على محاولة الانقلاب في البلاد.
وقالت وزيرة الشؤون الخارجية الكندية ميلاني جولي في بيان: "تقف كندا في صف المجتمع الدولي وتعبر عن دعمها لجهود الوساطة التي تقوم بها ’إيكواس‘ لإعادة النظام الدستوري في النيجر. يتعين إعادة الحكومة المنتخبة ديمقراطيا على الفور".
وأضافت الحكومة الكندية في بيانها أن التعليق سيشمل دعم كندا المباشر المرتبط بالميزانية لحكومة النيجر.
وفي 26 حزيران/ يوليو الماضي، أعلن عسكريون يطلقون على أنفسهم اسم "المجلس الوطني لحماية الوطن" (CLSP)، الإطاحة بنظام رئيس النيجر محمد بازوم، وتعليق العمل بالدستور، بدعوى تدهور الأوضاع في البلاد.