يُعرف
الرياضيون بتفانيهم والتزامهم بالرياضة، واستخدام أقصى إمكانياتهم الجسدية والعقلية لتحقيق التميز. ومع ذلك، فإنه يأتي وقت يتعين عليهم فيه التخلي عن مسيرتهم والانسحاب من اللعبة؛ حيث يمكن أن يكون
التقاعد عملية انتقال شاقة وصعبة للعديد من الرياضيين لأنهم يتركون وراءهم الرياضة التي كرسوا حياتهم لها.
ونشر موقع "
سبورتنغ فري" التركي تقريرًا، ترجمته "عربي21" قال فيه إنه مع استمرار روح المنافسة لديهم؛ يلجأ العديد من الرياضيين إلى طرق أخرى لمتابعة شغفهم وبناء حياتهم المهنية؛ متسائلًا: ما هو الاتجاه المعتاد لمسيرة الرياضي بعد تقاعده؟ واستعرض عددًا من المسارات المهنية التي يكمل فيه الرياضيون حياتهم المهنية بعد اعتزالهم الرياضي:
أن يصبحوا مدربين
أوضح الموقع أن واحدة من أكثر الطرق شيوعًا للرياضيين المتقاعدين لاستكمال حياتهم المهنية هي أن يصبحوا مدربين؛ حيث يمتلك العديد من الرياضيين ثروة معرفية وخبرة في رياضتهم يمكنهم نقلها إلى الجيل القادم، كما أن التدريب هو وسيلة لمساعدة الرياضيين المتقاعدين على مواصلة الانخراط في الرياضة التي يحبونها وتطوير مواهبهم المستقبلية. ومن الأمثلة الرائعة على رياضي متقاعد أصبح مدربًا ناجحًا هو مايكل جوردان؛ الذي بعد تقاعده من كرة السلة، أصبح مالكًل ومدربًا لفريق شارلوت هورنتس.
البث التلفزيوني
بحسب الموقع؛ فهذا طريق آخر شائع للرياضيين المتقاعدين؛ حيث يتمتع العديد من الرياضيين المخضرمين بالكاريزما ومهارات الاتصال اللازمة للتميز أمام الكاميرا، مما يجعلهم مرشحين مثاليين للتعليق والتحليل الرياضي، كما يوفر البث الرياضي أيضًا فرصة للبقاء منخرطًا في الرياضة ومشاركة الأفكار والخبرات مع المعجبين. ومن بين الرياضيين المتقاعدين المشهورين الذين انتقلوا إلى البث الرياضي شاكيل أونيل وتشارلز باركلي وتيري برادشو.
ريادة الأعمال
يمكن للرياضيين المتقاعدين أيضًا الاستفادة من مكانة المشاهير والعلامات التجارية الخاصة بهم ليصبحوا رواد أعمال أو أصحاب أعمال؛ حيث قام العديد من الرياضيين السابقين ببناء أعمال تجارية ناجحة، بدءًا من المطاعم إلى خطوط الملابس؛ حيث يمكن أن تستفيد هذه المبادرات أيضًا من خبراتهم وتجاربهم في رياضتهم الخاصة. فعلى سبيل المثال؛ استثمر بايتون مانينغ لاعب دوري كرة القدم الأمريكية المتقاعد في العديد من الشركات، بما في ذلك أسهم في 21 توكيلًا لمطعم بابا جونز، والملكية المشتركة لاثنين من فرق البيسبول في الدوري الأصغر.
المتحدثون الرسميون
وأشار الموقع إلى أن هناك مسارًا وظيفيًّا آخر محتملًا للرياضيين المتقاعدين؛ وهو أن يصبحوا سفراء رياضيين أو متحدثين رسميين لمجموعة متنوعة من المنتجات والعلامات التجارية، والتي قد يشمل أي شيء بدءًا من المعدات الرياضية إلى السيارات الفاخرة. ويعتبر يوسين بولت هو أحد الأمثلة البارزة على انتقال رياضي متقاعد بنجاح ليصبح متحدثًا رسميًا، فبعد تقاعده من ألعاب القوى؛ أصبح بولت سفيرًا لعدد من العلامات التجارية البارزة، بما في ذلك بوما وهابلوت.
وبين الموقع أن هناك اتجاهًا ناشئًا آخر في صناعة الرياضة؛ فمع تزايد شعبية المراهنات الرياضية وقبولها على نطاق واسع، تتطلع العديد من مواقع المراهنات إلى رعاية الرياضيين والشراكة معهم؛ حيث يمكن أن تكون هذه الرعاية في شكل حوافز نقدية أو محتوى حصري أو مزايا أخرى مثل الحصول على أسهم في شركات المضاربات، مما يسمح لهم بالمشاركة في نجاح المنصة ونموها.
ولفت الموقع إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تجعل مواقع المراهنات الرياضية على استعداد للدخول في شراكة مع الرياضيين. مثل خبراتهم في رياضاتهم، مع فهم عميق للعبة وتعقيداتها، وهو يمكن مواقع المراهنات من تزويد عملائها بأكثر المعلومات دقة وحداثة.
وعقدت بعض مواقع المراهنات الرياضية بالفعل صفقات مع رياضيين متقاعدين، فعلى سبيل المثال؛ دخلت شركة المراهنات "فان دويل" في شراكة مع مات هاسيلبيك، لاعب الوسط السابق في اتحاد كرة القدم الأميركي ومحلل محطة "إي إس بي إن" الحالي، لتزويد عملائها بالمحتوى الحصري ونصائح الرهان.
يجب التعامل مع الصفقات بحذر
وحذر الموقع من أنه ليس كل شخص في صناعة الرياضة يدعم هذا النوع من الرعاية؛ حيث يرى النقاد أن رعاية المراهنات الرياضية يمكن أن تخلق تضاربًا في المصالح للرياضيين وتضر بنزاهة الرياضة، ولكن - وفق الموقع - فإنه بالرغم من هذه المخاوف، فمن الواضح أن المراهنات الرياضية أصبحت جزءًا شائعًا ومقبولًا بشكل متزايد في صناعة الرياضة. نظرًا لأن المزيد والمزيد من الدول تقنن المراهنات الرياضية، فمن المحتمل أن نرى المزيد من الرياضيين يتشاركون مع مواقع المراهنة في المستقبل، غير أنه من المهم أن تتم هذه الرعاية بطريقة أخلاقية وشفافة، مع إرشادات وإشراف واضحين لضمان عدم المساس بنزاهة الرياضة.
واختتم الموقع التقرير بالقول إنه لا يوجد اتجاه "نموذجي" واحد لمسيرة الرياضي بعد تقاعده؛ حيث يستمر العديد من الرياضيين في أن يصبحوا مدربين أو مذيعين أو رواد أعمال أو سفراء للعلامة التجارية، غير أنه مع استمرار تطور صناعة الرياضة، قد نرى المزيد من الرياضيين المتقاعدين الذين يتشاركون مع مواقع المراهنات الرياضية. وعلى الرغم من أن هذه الرعاية قد تكون مثيرة للجدل، إلا أنها تمثل فرصة جديدة ومثيرة للرياضيين لمواصلة المشاركة في صناعة الرياضة ومشاركة أفكارهم وخبراتهم مع المعجبين.