رغم انتهاء الحرب ضد تنظيم الدولة في
سيناء منذ نحو عام، إلا أن مقاتلي القبائل السيناوية لا زالوا يحذرون من تواجد التنظيم في شبه الجزيرة، ويحرضون على مواصلة العمليات ضده.
وانخرط المقاتلون البدو ضمن "
اتحاد قبائل سيناء" في مجموعات مسلحة نظمها وسلحها الجيش
المصري للقضاء على "الإرهاب" في سيناء، وتمكن هؤلاء من إحداث فارق في العمليات ضد التنظيم، على اعتبار أنهم الأكثر معرفة بالأرض، والأماكن التي يتواجد فيها عناصر "ولاية سيناء".
ونشر حساب "اتحاد قبائل سيناء"، التابع لشيخ قبيلة الترابين، براهيم العرجاني، الموالي لرئيس النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، صورًا قال إنها: "لجموع غفيرة من آلاف المتطرفين التكفيريين من كل محافظات مصر وخارجها".
وعلّق الحساب أن هذه الجموع خرجت في جنازة "3 عناصر منهم قضت عليهم القوات المسلحة في عملية خاصة"، مضيفًا أن هؤلاء العناصر كانوا ينصبون منصات صواريخ "لا تسمن ولا تغني من جوع"، على حد وصفه.
وأكد أن هذه الصواريخ بنظر لمجتمع الدولي تمثل "تهديدًا إقليميًا للدول المجاورة"، وتعطيها الذريعة للتدخل العسكري وحفظ حدودها.
واعتبر "اتحاد قبائل سيناء" أنه بهذه الصور يمكن فهم "مدى ارتباط هذه الجماعات بمنظومة دولية تهدف لاقتطاع جزء من الدولة المصرية سواء من الشرق أو الغرب أو الجنوب أو الشمال".
كما قال إن "العقلية الأمنية المصرية التي لازالت تتفوق بمراحل علي الدول الراعية للإرهاب، واستعانت بشيوخ القبائل، الذي قضى معظمهم شهداء لآله القتل والعربدة والظلم من تلك العناصر، التي اجتمعت من كل حدب وصوب وبدأت في الاستعانة بأبناء سيناء الشرفاء في تطبيق خططها ومتابعة تلك الجماعات وسير عملها".
وأشار إلى أن انطلاق "اتحاد قبائل سيناء" كان من أجل "الوحدة تجاه الخطر الذي يحدق بوطنهم ويستنزف مقدراتهم وينتهك حرماتهم، وها نحن اليوم بفضل الله وقواتنا المسلحة واتحاد قبائل سيناء نروي القصة من عمق سيناء منعمين بالأمن والأمان في ظل دولة قانون".
يذكر أنه في كانون الثاني/ يناير 2022، أصدر السيسي قرارًا بتعيين العرجاني عضوًا في مجلس إدارة الجهاز الوطني لتعمير شبه جزيرة سيناء، التي تعتبر هيئة اقتصادية عامة تتبع رئاسة مجلس الوزراء، كما يترأس العرجاني مجلس إدارة شركة "غلوبال أوتو" للسيارات، وهي شراكة مصرية خليجية.
ويقدّر عدد المقاتلين من أبناء القبائل والعائلات الكبرى في سيناء بألف مقاتل، من قبائل الترابين والسواركة والارميلات والبياضية والأخارسة والدواغرة، وتتسلح بأكثر من 600 قطعة سلاح خفيفة، و100 قطعة سلاح متوسطة المدى، و50 سيارة جيب مصفحة، جرى منحها للقبائل خلال فترة ملاحقة تنظيم الدولة.
بدوره، علق الضابط المصري السابق هشام صبري، على الصورة بأن "ضررها أكثر من نفعها وأنها اتهام صريح للجيش بالفشل".
وقال صبري في تصريحات نشرها عبر صفحته على منصة "إكس" (تويتر سابقا): "لو الكلام المكتوب ده صح، فمعناه إن إبراهيم العرجاني بيتهم الجيش المصري بالتقصير والفشل في مواجهة الإرهاب في سيناء".
يذكر أن السلطات المصرية تقود حملة أمنية ضد عناصر مسلحة منذ أكثر من 12 عامًا، إذ كانت أول حملة عسكرية كبيرة للقوات المسلحة المصرية في سيناء قد انطلقت عقب اندلاع ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، وذلك في أعقاب تصاعد أنشطة المسلحين في شبه الجزيرة.
ومنذ عام 2011 نفذ الجيش المصري 7 عمليات عسكرية لمواجهة المسلحين في سيناء، وتقول السلطات إن الأوضاع الأمنية استقرت بشكل كبير.