أنهى منتخب
فرنسا مشوار نظيره
المغربي في كأس العالم للسيدات في كرة القدم بفوزه عليه 4 - صفر الثلاثاء، في أديلايد في طريقه إلى ربع النهائي. وقدمت اللاعبات المغربية أداء ملفتا خلال المباريات التي شاركن بها، كما لفتن الأنظار إليهن حيث تعتبر مشاركتهن أول مشاركة لمغرب وللعرب في
مونديال السيدات.
ونشرت صحيفة "
واشنطن بوست" مقالا، ترجمته "عربي21"، أشار إلى أن سباق النساء المغربيات في كأس العالم هذا الصيف قد يكون له تأثير ثقافي واجتماعي أكبر في من مشاركة الرجال في مونديال قطر.
وقال كاتب المقال، المؤرخ المختص بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا جراهام كورنويل، إنه عندما حقق فريق كرة القدم المغربي للرجال مسيرته التاريخية إلى نصف نهائي كأس العالم في كانون الأول/ ديسمبر، احتفل المشجعون في جميع أنحاء إفريقيا والشرق الأوسط بالانفراج الذي طال انتظاره.
"غيّرن نظرت المجتمع إليهن"
وتابع: في الأسبوع الماضي، أصبحت لبؤات الأطلس أول فريق عربي يتأهل إلى جولة خروج المغلوب من كأس العالم للسيدات، وهي لحظة يبدو أنها قد غيرت بالفعل بعض التقاليد في الدولة الواقعة في شمال إفريقيا. مشيرا إلى أن مشاركة النساء المغربيات في كأس العالم هذا الصيف سيكون لها تأثير ثقافي واجتماعي ملحوظ، لا سيما أن برنامج لعب المغربيات يبلغ من العمر 25 عاما فقط.
وذكر كورنويل، أنه "عندما فازت الولايات المتحدة بكأسها الثانية في كأس العالم عام 1999، كانت المرأة المغربية لا تزال لم تحقق سوى فوز واحد في أي مكان:، مضيفا أن "مسألة ما إذا كان ينبغي السماح للنساء بلعب كرة القدم كانت موضوع نقاش في المقاهي والصحف والتلفزيون والراديو حتى قبل أسبوعين، ولا يزال هناك الكثير من المتشككين".
يرى المقال أن مباراة المغرب الأولى، التي انتهت بخسارة 0-6 أمام ألمانيا البطل مرتين، لم تساعد أبدا، حيث أدت إلى تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، تمت مطابقة مقاطع من الأهداف الألمانية مع أغنية مغربية شعبية يحسب فيها المغني من واحد إلى 10.كما بين أن بعد الهدف السادس "طوبقت الأرقام من سبعة إلى 10 بصور الحياة المنزلية: ممسحة وغسالة ومطبخ ومولود جديد. كانت الرسالة الملمح إليها هي أن الخسارة كانت دليلا آخر على أن المنزل هو مكان المرأة الصحيح".
ومع ذلك، بعد أسبوع، حدث تحول ملحوظ شهد فوز منتخب المغرب على كوريا الجنوبية، 1-0، في أول فوز له في كأس العالم، ثم تمسك بطريقة ما بالتقدم 1-0 ضد هجوم متأخر من كولومبيا - حتى ذلك الحين، كان أحد فرق البطولة. اجتمع الفريق معا على أرض الملعب في بيرث، أستراليا، وهم يرفعون أصواتهم بالدعاء وينتظرون نتيجة مباراة ألمانيا وكوريا الجنوبية. مع ورود خبر يفيد بأن ألمانيا وكوريا الجنوبية قد تعادلت - مما يعني أن المغرب سيتقدم - أفسحت الهتافات الطريق لفرحة كبيرة. وقربت الكاميرات صورة رقية مزراوي المدافعة التي لم تلعب دقيقة واحدة في المباريات الثلاث. جثت على ركبتيها تهتف باكية من الفرح.
بحسب المقال، تغيرت النظرة إثر ذلك حيث تقدم المغرب إلى دور الستة عشر يوم الثلاثاء مع المستعمر السابق فرنسا، والتي هزم منتخبها للرجال منتخب الرجال المغاربة العام الماضي. وتباع: بعد فوز كولومبيا، أطلقت شركة كنور "Knorr"، وهي شركة حساء وأحد أساسيات المطبخ المغربي، إعلانا به صورة لكأس العالم ورسالة نصت على ما يلي: "لا شيء غير كنور ينتمي للمطبخ. مبروك لبؤات الأطلس".
كما أضاف: قالت مريم ولفاطمي، 27 عاما من خنيفرة، في مقابلة: "قبل أن تبدأ الفتيات باللعب، قال الناس، 'عودي إلى مطبخك'،" ولكن بعد فوزهن يقولون، 'نعم، إنهن لبؤات الأطلس'. تغير الجو العام بعد نجاحهن".
ويؤكد كورنويل أن التحول الثقافي مقصود، إذ أنه "نتاج عقود من الاستثمار في التدريب والمرافق والتجنيد من قبل الاتحاد الملكي، بقيادة رئيس الاتحاد صاحب الرؤية، فوزي لقجع، بإلهام وتشجيع من الملك محمد السادس".
إلى ذلك، افتتح عرض معاينة على شبكة التلفزيون الوطنية 2M بمحادثة بين اثنتين من الممثلات الكوميديات، إحداهن ترتدي زي الرجل. جادل الرجل في البداية بأن "كرة القدم للرجال؛ النساء أفضل حالا في الخبز "، ولكن بعد ذلك مقتنع بأن" الزمن قد تغير وحان الوقت لمشاهدة اللبؤات". المقطع رائع لأنه يتعامل مع تحفظات المغاربة بشكل مباشر - في أكبر محطة تلفزيونية في البلاد، بحسب ما أورد المقال الذي ترجمته "عربي21".
قالت بهية الهميدي، رئيسة قسم النساء في الجيش الملكي ونائبة رئيس البطولة الوطنية للسيدات: "في سن مبكرة يلعب الفتيان والفتيات كرة القادم في الشارع وعلى الشواطيء في سن معينة ولم يكن لدينا بنى تدعم الفتيات. لدينا الآن حقول في كل المناطق، حتى في البلدات الصغيرة".
يرى المقال أن الجيش الملكي استثمر في تنمية الشباب حاسما لكرة القدم في جميع أنحاء البلاد؛ خصوصا الأندية الأخرى تحاول محاكاة نجاحه.
لكن على الرغم من تقدم اللعبة المحلية، على نطاق عالمي، فإن إحدى أكبر القصص التي ظهرت من مسيرة الفريق في هذه الكأس كانت نوهيلة بنزينه، التي أصبحت أول امرأة ترتدي الحجاب في إحدى مباريات المونديال.
هجوم فرنسي على حجاب لاعبة مغربية
في الأسبوع الماضي على شبكة "CNews" الفرنسية المحافظة، وصفت فيليب غيبرت ارتدائها للحجاب بأنه "رجعي" وقالت إنه كان إهانة لزملائها في الفريق، الذين كانت تنتقدهم ضمنيا لعدم الاحتشام.
يقول معد المقال: كثير من المغاربة يضحكون ضحكة مكتومة على هذا. هناك، الأمر لا يشكل قضية. فالكثير من الرياضيات في جميع الرياضات يرتدين الحجاب، والكثير منهن لا يرتدينه.
في السياق، قالت زينب الصريري، مدربة ولاعبة محترفة سابقة من طنجة، "لا أحد يتحدث عن ذلك. سيركز الناس دائما على شيء غريب، لكن هنا ليس شيئا غريبا حقا. إنه شخصي. … هذا كل شيء."
من الشائع تماما رؤية العائلات ومجموعات الأصدقاء التي ترتدي فيها بعض النساء الحجاب والبعض الآخر لا يرتدينه. بالنسبة للجماهير المغربية، بنزينه هي مجرد مدافعة بطولية ألقت بجسدها حول منطقة الجزاء حيث تشبث المغرب بتقدم 1-0 في وقت متأخر ضد كولومبيا، على حد قول كورنويل.
وأضاف: بينما جاء منتخب الرجال إلى كأس العالم العام الماضي ويضم نجوما من بعض أكبر أندية كرة القدم الأوروبية، كانت النساء المغربيات غير معروفات نسبيا قبل بدء البطولة، حيث لا تزال شعبيتهن ضئيلة مقارنة بشعبية فريق الرجال، لكنهن في طريقهن للحاق بالركب. بالنسبة للكثيرين، يشعر اللاعبون بسهولة الوصول إليهم. بدأ المشجعون في الإشارة إلى اللاعبين بأسمائهم الأولى - وهو أمر لم يُسمع به فريق الرجال - ومتابعة كل ما ينشرن على انستغرام.
وعلى الصعيد الاجتماعي، يذكر المقال أن نجاح الفريق له أيضا شعور عميق بالأسرة، مستدلا بشباك، كابتن الفريق، التي تستذكر بانتظام وبإلهام والدها الراحل، النجم السابق الذي كان جزءا من المنتخب الوطني الذي فاز ببطولة المغرب الأفريقية الوحيدة في عام 1976. الشابات يتفرجن مع عائلاتهن.
ويختتم بقول الناصري: "إنهم يشبهونني، يشبهون أختي، بل يشبهون أمي التي ترتدي الحجاب – وكأننا مجموعة تنظر في المرآة". وخولة أرزاف، طالبة من الرباط تبلغ من العمر 22 عاما، التي تشاهد الألعاب مع شقيقها. إذ قالت: "لقد كان تحولا كبيرا، ليس فقط بالنسبة للنساء ولكن للرجال الذين يشاهدون الفريق ويدعمونهم".