تتواصل التحذيرات الإسرائيلية الصادرة عن شخصيات بارزة، من خطورة الضرر الذي أصاب جيش
الاحتلال بسبب الأزمة الداخلية، منذ تولي الحكومة اليمينية الحالية برئاسة بنيامين
نتنياهو الحكم.
وأوضح مسؤول أمني إسرائيلي كبير، أن "الجيش قد يفقد جهوزيته خلال نحو شهر في حال استمرار الحكومة بالتشريعات القضائية"، حيث تستمر الاحتجاجات الرافضة للتغيرات القضائية التي تقودها حكومة الاحتلال الحالية.
الجيش تضرر
وبحسب ما أورده موقع "i24" الإسرائيلي، أكد المصدر الأمني أن "الجيش سيواجه مشاكل خاصة في سلاح الجو"، موضحا أن رئيس الوزراء نتنياهو قرر اعتماد الخط الذي يقوده رئيس الأركان، هرتسي هليفي، ووزير الأمن، يواف غالانت، في محاولة لتهدئة الأوضاع وإعادة جنود الاحتياط الرافضين للخدمة احتجاجا على خطة التشريعات القضائية للحكومة إلى صفوف الجيش.
وحذر المسؤول، أنه "في غضون شهر تقريبا، سنواجه مشكلة في جاهزية الجيش للحرب، خاصة في سلاح الجو، إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن، لذلك، الجهد الرئيسي هو بذل كل ما في وسعنا لمنع فقدان الكفاءة".
ولفت الموقع، إلى أن "نتنياهو في الأيام الأخيرة، تبنى خط رئيس الأركان ووزير الأمن في محاولة لإعادة جنود الاحتياط إلى الجيش، فنتنياهو يريد العمل بهدوء، بمساعدة الإقناع والتأييد أمام المجندين، حتى لا تتضرر كفاءة الجيش الإسرائيلي".
وخلال زيارته لمنطقة "جبل دوف" قرب الحدود مع لبنان، وجّه غالانت رسالتين: الأولى لحزب الله، حذر فيها نصر الله من مواجهة مع إسرائيل، وأخرى لمكتب نتنياهو في القدس المحتلة، مفادها؛ أن استمرار التشريع لخطة إصلاح القضاء يضر بصلاحية الجيش.
وقال غالانت: "أحذر
حزب الله ألا يرتكب خطأ، إذا تطور الصراع سنعيد لبنان إلى العصر الحجري، لن نتردد في استخدام كل قوتنا عندما يتعلق الأمر بأمن إسرائيل"، وفق قوله.
إيزنكوت: نتنياهو وغالانت يرسمان صورة خاطئة
بدوره، أكد عضو الكنيست ورئيس الأركان السابق، الجنرال غادي إيزنكوت، أن "وضع جنود الاحتياط الذين توقفوا عن التطوع، أسوأ من الصورة التي قدمها رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الأمن يوآف غالانت"، مضيفا: "هناك قدر كبير من التعقيد، وأزمة قوات الاحتياط أخطر مما يعرض على الجمهور".
وأوضح في
مقابلة مع موقع "وللا"، أن "كفاءة الجيش لا تبنى في يوم ولا يتم تدميرها في يوم واحد ولكن لا شك أن الشقوق التي تنفتح (في الجيش) مقلقة للغاية"، محذرا بشدة مما "سيصيب الجيش في الأشهر المقبلة، في حال استمر هذا الواقع".
وأضاف: "هناك أيضا ضرر نراه بالفعل اليوم في بعض الوحدات و الأسراب في سلاح الطيران، حيث توقف العديد من الطيارين عن التطوع، لذلك، أقترح عليهم ألا يغمضوا أعينهم، بل أن يروا الواقع".
وشدد إيزنكوت، على وجوب "تسييج الجيش النظامي والخدمة الدائمة وشرح استقامة الطريق والالتزام الكبير، يجب أن نكون أكثر مسؤولية من القيادة"، منتقدا "سلوك غالانت فيما يتعلق بإلغاء سبب المعقولية والثورة القانونية، الواقع ساء وكان من المتوقع أن يتخذ موقفا أكثر صرامة لمنع هذه الخطوة (المصادقة على إلغاء حجة المعقولية)، هو أقسم الولاء لإسرائيل وليس لحزب "الليكود".
ونبه إلى أهمية أن يقوم وزير الأمن بـ"إجراءات فورية بشأن الأمور التي حدثت في عهده، السلطة في وزارة الأمن والإدارة المدنية انتقلت إلى بتسلئيل سموتريتش (وزير المالية أيضا)، وهذا خلق حالة من الفوضى في المناطق وفوضوية في القيادة".
وقال: "أتوقع منه أن يمارس مسؤولياته وألا يدع سموتريتش يقوم بأعمال شغب في الضفة الغربية، حتى يتمكن الجيش الإسرائيلي من القيام بمهامه، إذا لم يحدث ذلك، سنشهد تدهورا خطيرا هناك، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يوقف التحركات التالية ومنها؛ وقف الرغبة في تولي السيطرة السياسية على لجنة تعيين القضاة والرغبة في تمرير قانون أساس "دراسة التوراة وقانون يتجاوز التجنيد الإجباري..".
وحذر آيزنكوت، أنه في حال تم تمرير هذه القوانين وغيرها "سيكون ذلك بمثابة ضربة قاتلة للجيش الإسرائيلي باعتباره "جيش الشعب"، علما أنه بعد ما مر به المجتمع الإسرائيلي في الأشهر الأخيرة، لن يتم قبول التملص والتهرب، ستكون هذه مأساة للمجتمع الإسرائيلي وللأرثوذكس المتطرفين، وأقترح ألا يكونوا جشعين للسلطة".
وردا على سؤال: "هل تثق برئيس الوزراء لحماية مصالح إسرائيل؟"، أجاب نافيا بالقول: "لم أعد أثق في نتنياهو"، مضيفا: "عندما أرى السياسة المترددة في استخدام القوة في الساحة الشمالية، عندما ينتهك حزب الله السيادة ويطلق الصواريخ المضادة للدبابات والصواريخ، ويفعل أفعالا لم يفعلها منذ 17 عاما، فأنا أثق به أقل من ذلك بكثير، فهو أق من قائد لكنه يقود ويتأخر".
ورأى عضو الكنيست، أن "رئيس الوزراء مع ليفين (وزير العدل) وسموتريتش، قادوا منعطفا استراتيجيا سلبيا لإسرائيل"، لافتا أن "الوضع زاد سوءا؛ إيران في حالة ارتياح استراتيجي في العلاقات مع روسيا، في الاستعداد الأمريكي للتوصل إلى اتفاق، أمر رائع؛ أن تحاط إسرائيل بخطتها الخانقة، في نفس الوقت الذي يتقدم فيه البرنامج النووي الإيراني".