نشرت صحيفة
الإندبندنت مقالا للصحفي الأمريكي جون سوبيل، أشار فيه إلى أن الخطر الأكبر على المستقبل السياسي للرئيس الأمريكي السابق دونالد
ترامب، يكمن بـ"فمه المافيوي" والاتهامات الموجهة له بشأن الانتخابات في
جورجيا عام 2020.
وجاء في المقال أنه إذا "فشل محامو ترامب في السيطرة عليه وجعله يهدأ، فإنه سيجد نفسه في ورطة حقيقية"، مستدركا أنه لا أحد يستطيع كبح جماح الرئيس الأمريكي السابق.
وذكر أن ترامب سيحاسب بموجب "قانون ريكو"، وهو قانون المنظمات الفاسدة التي تمارس الابتزاز، والذي تم تصميمه لإسقاط المافيا، مما يعني أن ولاية جورجيا توجه اتهامات لترامب بأنه كان "زعيم عصابة".
ويواجه ترامب 41 اتهاما منها: "أقوال وكتابات كاذبة، وانتحال صفة موظفين عموميين، والتزوير، وتقديم مستندات مزورة، إضافة إلى التآمر احتيالا على الدولة، والسرقة والحنث في اليمين".
وبلغ إجمالي الاتهامات ضد ترامب 91 تهمة في أربع قضايا جنائية، وهي تفوق عدد الرؤساء الأمريكيين الذين سكنوا البيت الأبيض.
وجاء في المقال أن "ترامب عندما كان رئيسا كان يلجأ إلى لغة الغوغاء عندما يجد نفسه في مأزق"، إذ وصف محاميه السابق، مايكل كوهين، الذي تعاون مع الحكومة في التحقيقات بأنه كان "جرذا"(واشي)، بينما أشاد برئيس حملته الانتخابية، الذي رفض عقد صفقة مع المدعين وسُجن بسبب مشاكله مع سلطة الادعاء، ووصفه بأنه "رجل لم يستطع الفدراليون كسره".
ويرى الكاتب أن اتهامات ولاية جورجيا تبقى هي الأكثر خطورة من بين جميع لوائح الاتهام، وذلك لحقيقة أن ترامب قد تم اتهامه بأنه رئيس منظمة إجرامية في محاولته لقلب نتيجة الانتخابات الرئاسية، وهذا يعني أنه ليس هو وحده الذي يواجه التهم، هناك 18 متآمرا آخر.
وقال إن واحدا أو اثنين منهم معروفون، وهما: رودي جولياني، محاميه الشخصي والعمدة السابق لنيويورك، وكذلك ديتو مارك ميدوز، آخر رئيس لموظفي البيت الأبيض في عهد ترامب.
وأضاف أن هناك الكثير من الأشخاص في ذيل قائمة الاتهامات، وهؤلاء سيبحثون عن عقد صفقة مع الادعاء لتحسين موقفهم القانوني، لذلك أمام الادعاء فرصة جيدة، "لأنهم إذا أرادوا قطع رأس الثعبان، يجب عليهم ملاحقة الحلقات الأضعف في السلسلة".
وشرح الكاتب أنه من أسباب كون جورجيا تمثل تهديدا لترامب هو أن الاتهامات تهُم الولاية فقط وليست اتهامات فيدرالية، يعني هذا أنه حتى لو فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية وعاد إلى البيت الأبيض سيظل ملاحقا في جورجيا.
ويحق للرئيس أن يعفو عنه نفسه في الجرائم الفيدرالية، لكنه لا يملك سلطة العفو عن نفسه في جرائم داخل الولايات، ما يعني أن ترامب لن يمكنه السيطرة على المتهمين الآخرين، لأنهم قد يعقدون صفقة مع الادعاء في ولاية جورجيا، لتخفيف الأحكام ضدهم، ولن يمكنه أيضا طلب دعمهم له في القضية.
كما جاء في المقال الإشارة إلى مكمن خطر آخر لترامب يتمثل في "فمه"، فقد نشر بعد اتهامه في واشنطن ما يشبه التهديد للمدعين هناك، على منصته الجديدة للتواصل الاجتماعي "تروث سوشال".
وقد تم تحذيره رسميا من أنه إذا هدد أي شخص منخرط في نظام العدالة، أو كشف عن معلومات سرية، فيمكن إلغاء الكفالة واحتجازه في السجن.
وينصح الكاتب بأنه يجب على محامي ترامب السيطرة عليه وإغلاق فمه بإحكام، "لكن لم أر أبدا أي شخص قادر على كبح جماحه لهذه المدة الطويلة".
وكان ترامب على منصة "تروث سوشال" قال مؤخرا عبارة "إذا لاحقتموني سوف ألاحقكم"، وذلك بعد الدفع ببراءته من اتهامات بأنه دبر مؤامرة جنائية لتغيير نتيجة انتخابات عام 2020، وتقويض إرادة الناخبين والتشبث بالسلطة.