شن عضو مجلس شورى سعودي سابق، هجوما غير مسبوق على
الإمارات، بسبب دورها في الحرب باليمن.
وقال محمد آل زلفة، وهو باحث وأكاديمي سعودي بارز، إن الإمارات ركزت على قضايا تخص انفصال جنوب
اليمن عن شماله، قبل أن تنسحب عسكريا "بطريقة غير محسوبة"، وتترك
السعودية تقاتل الحوثي وحدها.
وحول طموح الإمارات بانفصال جنوب اليمن، وبسط نفوذها على جزر يمنية، قال آل زلفة "يبدو أن الإمارات ذهبت بعيدا في مشاريعها أكثر من قدراتها، وأكثر من إمكانياتها".
وأضاف: "لا نستطيع أن نقارن بين السعودية والإمارات، لا سيما أنها كانت تريد منافسة قطر في التدخل بقضايا دولية وإقليمية، وللأسف هذه الدول أقحمت نفسها بقضايا أكبر من حجمها مع احترامي وتقديري لحجم أي دولة بصرف النظر عن عدد سكانها".
وجاءت تصريحات آل زلفة على قناة قضائية يمنية، خلال برنامج حواري عن واقع الحرب في اليمن، رافضا الاتهامات الملقاة على حكومة بلده بأنها أخطأت في الدخول بالحرب.
ولاحقا، شن الإعلام الإماراتي هجوما عنيفا على آل زلفة، محرضا السلطات السعودية على ضرورة محاسبته.
وقال الأكاديمي عبد الخالق عبد الله: "محمد آل زلفة كان يمدح الإمارات وأشاد بنجاحها في تحرير عدن سابقا، فما الذي يجعله ينقلب على مواقفه ويقلب المديح إلى انتقادات مجانية؟ تناقض يؤكد أن موقف آل زلفة يعكس وجهة نظر آخرين، وليس وجهة نظر شخصية".
بدورها، نشرت صحيفة "العرب" اللندنية المحسوبة على الإمارات، تقريرا تحريضيا على آل زلفة، متسائلة: "من يحرك ويوقف الانفلات الإعلامي السعودي ضد الإمارات؟".
وأضافت الصحيفة، أن "ما يثير الاستغراب هو صمت الجهات الرسمية في السعودية على تصريحات آل زلفة التي تعمّد فيها بأسلوب مستفز السعي للاستنقاص من دور الإمارات وقواتها وشهدائها وجرحاها في تحقيق الاستقرار باليمن، وتحرير عدن من الحوثيين".
وذهبت الصحيفة إلى أبعد من ذلك بالتلميح إلى وقوف الحكومة السعودية خلف هذه الحملة، وقالت: "ماذا ستفعل السلطات السعودية لضبط هذا الانفلات وجعْل العلاقة مع الإمارات خطا أحمر على الجميع الالتزام بعدم تخطيه؟.. لأن ترك الحبل على الغارب يعني استنتاجا آخر، وهو أن الأمر مقصود".
بدوره، رد آل زلفة على الهجمة الشرسة ضده، قائلا في تغريدة عبر منصة إكس (تويتر سابقا): "لن تفسد تعليقات العوام والجهلة محبتي واحترامي لدولة الإمارات العربية المتحدة حكومة وشعبا، وتقديرا عاليا لجيشها المتكون من قبائلنا العربية الأصيلة بشجاعته وإقدامه".
وأضاف: "أما رأيي تجاه بعض القضايا فهذا حق لي أبديه، ولا أقصد به التقليل من قيمة أحد، وليكن همنا الحفاظ على أمن واستقرار بلدينا".
يشار إلى أن العلاقة بين الإمارات والسعودية أخذت بالانحدار خلال الشهور الماضية، مع توقف الزيارات كليا بين ولي العهد محمد بن سلمان، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد.
وبحسب تقارير غربية، فإن القطيعة شبه التامة بين الرجلين تعود لأسباب أبرزها التنافس على النفوذ بالمنطقة.