تحل اليوم الاثنين 21 آب/ أغسطس، الذكرى الـ54 لإحراق المسجد
الأقصى المبارك، على يد المتطرف اليهودي "مايكل دينيس".
وأشعل "دينيس" النيران عمدا في الجناح الشرقي من المسجد الأقصى المبارك، فيما هب المصلون بشكل جماعي لإطفاء الحريق، في عمل استغرق ساعات طويلة.
ولا تزال اعتداءات الاحتلال على المسجد الأقصى مستمرة بإقامة مشاريع وأنفاق، والحفر أسفل الحرم القدسي ما يهدد أساساته والأسوار الجانبية والساحات.
اقتحام بذكرى الإحراقأوضحت إدارة المسجد الأقصى المبارك التابعة لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس المحتلة، أن "عدة مجموعات من المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى من باب المغاربة صباح اليوم بحماية قوات الشرطة الإسرائيلية".
ولفتت في حديثها لـ"عربي21"، أن "عناصر الجماعات الاستيطانية قاموا بجولات استفزازية في باحات المسجد الأقصى، والعديد من المقتحمين للأقصى قاموا بأداء طقوس وصلوات تلمودية وانبطاحات في ساحات الأقصى".
وذكرت إدارة الأقصى، أن "أداء المستوطنين لصلواتهم التلمودية يتركز في عدة أماكن داخل الأقصى منها؛ منطقة الحوش عند باب الرحمة، بجوار باب القطانين، وأيضا مقابل مصلى قبة الصخرة".
وأفادت إدارة الأقصى، أن "هناك تواجد لقوات الاحتلال على أبواب المسجد الأقصى، حيث تقوم بتفتيش المصلين القادمين للصلاة في الأقصى حجز هوايات البعض"، معربة عن ألمها لقلة عدد المصلين والمرابطين داخل الأقصى.
بدوره، حذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس المحتلة وخطيب المسجد الأقصى، الشيخ عكرمة صبري، من خطورة استمرار الاقتحامات الإسرائيلية التهويدية للمسجد الأقصى المبارك.
وأوضح في تصرح خاص لـ"عربي21"، أن "هدف زيادة وتواصل هذه الاقتحامات، أن تصبح مألوفة لدينا ونستسلم لهذا الواقع الجديد".
ونبه الشيخ صبري، أن "اقتحامات المستوطنين للأقصى تطورت، حيث يقوم هؤلاء بارتداء الملابس الكهنوتية الخاصة بهم، وأيضا يمارسون صلوات تلمودية دينية في المنطقة الشرقة داخل المسجد الأقصى"، مؤكدا أن "العدوان الإسرائيلي على المسجد الأقصى، زاد وتطور".
تفاصيل مؤلمة
وكان الشيخ عكرمة صبري، روى سابقا كأحد الشهود على الحريق تفاصيل ما جرى.
وقال إنه "قبيل الساعة السابعة إلا ربعا من صباح يوم الخميس 21 آب/ أغسطس 1969، شاهدنا لهيب النار ينبعث من المسجد الأقصى وفي سماء مدينة القدس".
وتابع صبري حديثه عن الحريق الذي شبّ قبل 54 عاما: "كنت أسكن في حي واد الجوز، القريب من المسجد، وهرعت، كما خرج جميع جميع الناس رجالا ونساء وأطفالا وكبار سن، إلى المسجد لإطفاء الحريق (...)، لإطفاء الحقد العدواني ضد الأقصى".
وأردف صبري: "كان الناس ينقلون التراب في أوان يدوية، وينقلون الماء من البيوت المجاورة للمسجد الأقصى من أجل إطفاء الحريق"، مستذكرا تلك اللحظات الأليمة: "كان الناس يهللون ويكبرون، ولكنهم في ذات الوقت كانوا يبكون حزنا على ما حلّ بمسجدهم".
ولفت الشيخ صبري إلى أن الناس كانوا يصطفون في صفوف طويلة، في أثناء نقل التراب والماء لإطفاء الحريق، مضيفا أنه "حتى ذلك الحين، لم تكن سيارات الإطفاء قد وصلت إلى المسجد، من أجل إخماد الحريق".
وقال الشيخ صبري: "في الساعة العاشرة صباحا، حاولت سيارات الإطفاء التي قدمت من بلديات الخليل ورام الله وبيت لحم (بالضفة الغربية المحتلة) الوصول إلى القدس، ولكن سلطات الاحتلال عرقلت وصولها لبعض الوقت".
ويستذكر الشيخ صبري أنه "فقط بعد تدخل سيارات الإطفاء تم إخماد الحريق في ساعات العصر"، لافتا إلى أن الحريق كان قد التهم منبر صلاح الدين، والمحراب، وأجزاء كبيرة من الجهة الشرقية للمسجد.
وقال الشيخ صبري: "لقد التهم الحريق منبر صلاح الدين ومحراب المسجد والقبة فوق المنبر، وسقف المسجد من الجهة الشرقية، حيث كان السقف عبارة عن خشب ورصاص فكان الحريق سريعا"، منوها إلى أن "المواد التي تم استخدامها في إضرام الحريق شديدة الاشتعال، ولا توجد في الأسواق، وإنما تتوفر لدى الدول فقط، وهو ما يؤكد أن الحريق كان مدبرا".
الحريق لا يزال مشتعلا
قال الشيخ عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى: "لقد أخمد الحريق الذي أضرمه المجرم روهن في العام 1969 ومنذ ذلك الوقت تم ترميم المسجد الأقصى"، مضيفا أن "هناك حرائق من نوع آخر ما زالت مستمرة في المسجد الأقصى وهي الانتهاكات الإسرائيلية".
وأشار الكسواني في تصريحات سابقة إلى أن "الاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى والحفريات في محيطه ومحاولات إسرائيل التدخل في شؤون المسجد عبر فرض القيود على عمل دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، واعتقال وإبعاد المصلين". وأضاف: "كل هذه الانتهاكات هي بمثابة حرائق مستمرة".
ومنذ العام 2003، سمحت شرطة الاحلتال الإسرائيلية أحاديا ودون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية بمدينة القدس للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى من خلال باب المغاربة في الجدار الغربي للمسجد.
ومنذ ذلك الحين يقوم آلاف المستوطنين الإسرائيليين سنويا باقتحام المسجد بحراسة الشرطة الإسرائيلية، يوميا ما عدا الجمعة والسبت من كل أسبوع، وسط استفزازات للمصلين وحراس المسجد من خلال محاولة أداء طقوس تلمودية.
وبموازاة ذلك فقد تصاعدت الدعوات الإسرائيلية، خلال السنوات الماضية، لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا بين المسلمين واليهود.