تشهد
مناطق شرق
سوريا توترا واشتباكات بين العشائر العربية من جهة وبين قوات سوريا
الديمقراطية "
قسد" من جهة أخرى، منذ ثلاثة أيام نتيجة خلافات بين
الأخيرة وبين "مجلس
دير الزور العسكري"، وسط مساع للتحالف الدولي لتهدئة
الأوضاع في المنطقة.
واندلعت
الاشتباكات بين عناصر "مجلس دير الزور العسكري" والعشائر من جهة، وبين قوات
"قسد" من جهة أخرى، إثر اعتقال "قسد" لقائد المجلس أحمد
الخبيل المكنى بـ"أبي خولة"، بعد دعوته لحضور اجتماع في مقر قائد
"قسد" مظلوم عبدي في الحسكة.
وأعلنت
"قسد" الأربعاء، عن عزل الخبيل بناء على أمر اعتقال صادر عن النيابة العامة
في شمال شرق سوريا، بسبب ارتكابه "جرائم وتجاوزات متعلقة بالتواصل والتنسيق
مع جهات خارجية معادية للثورة"، بالإضافة إلى ارتكابه "جرائم جنائية بحق
الأهالي وتجارة المخدرات".
واتهمت
"قسد" قائد مجلس دير الزور العسكري بسوء إدارة الوضع الأمني وممارسة دور
سلبي في زيادة نشاط خلايا تنظيم الدولة، مشيرة إلى أن الخبيل استغل منصبه في
مصالحه الخاصة والعائلية بما يخالف النظام الداخلي لقوات "قسد".
وترجع
الخلافات بين "قسد" ومجلس دير الزور العسكري الذي يعتبر ممثلا عن
العشائر في المحافظة الواقعة شرق سوريا، إلى محاولات القوات الكردية فرض هيمنتها
على المنطقة ذات الغالبية العربية، وتحجيم دور "المجلس" في المنطقة.
وكانت
عشائر "البكير" العربية، قد أمهلت قوات "قسد" 12 ساعة للإفراج
عن الخبيل وقياديين آخرين في مجلس دير الزور العسكري، قبل إعلان النفير العام ضد
"قسد" وهو ما لم تلتزم به الأخيرة، وسط دعوات وجهتها العشائر إلى
التحالف الدولي للتدخل في حل التوتر بين الطرفين.
النظام
يستغل التوتر شرق سوريا
وحاول
النظام السوري استغلال التوتر في شرق سوريا، عبر تبنيه النفير العام للعشائر،
وترويج أنباء عن نية العشائر العربية في دير الزور طرد قوات "قسد"
والقوات الأمريكية في إطار "تطهير كامل لريف دير الزور".
ونقلت
صحيفة "الوطن" شبه الرسمية، عن شيخ عشيرة قبيلة "البكارة" نواف البشير،
تأكيده أن انتفاضة العشائر لن تتوقف حتى تحقيق أهدافها "بطرد الغرباء من أكراد جبل
قنديل ومن يدعمهم من الأراضي السورية".
وأكد
البشير أن العشائر سيطرت على أجزاء واسعة من ريف دير الزور الغربي، كما أنه توقع أن
تتمكن العشائر من "طرد" قوات "قسد" خلال الـ72 ساعة القادمة.
سيناريوهات
إنهاء التوتر
الصحفي
والكاتب السوري المنحدر من دير الزور، فراس علاوي، أكد أن موقف العشائر إزاء ما
يجري في شرق سوريا ليس داعما لقائد المجلس العسكري أحمد الخبيل، وإنما جاء ضد
ممارسات "قسد" بحق المكون العربي في المنطقة.
وتوقع
علاوي في حديثه لـ"عربي21" أن يبدأ التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة
خلال الساعات القادمة بوضع آلية لإنهاء التوتر في دير الزور، مشيرا إلى أن
العشائر طلبت من التحالف أخذ دوره المنوط به سيما أنه الداعم لقوات
"قسد".
ورأى
أن إنهاء التوتر في دير الزور يعتمد على فكرتين، الأولى فرض تهدئة ومصالحة بين
العشائر والمجلس العسكري من جهة وبين قوات "قسد" من جهة أخرى، ومن ثم
التوافق على شخصية لقيادة "مجلس دير الزور العسكري" وإرضاء بعض القادة.
ورجح
أن يسعى التحالف لتشكيل جسم عشائري عربي جديد يضم في صفوفه مجلس دير الزور
العسكري، وهو ما يجعل تعاون العشائر العربية مع التحالف و"قسد" أفضل، في حال وضع شخصيات متوافق عليها، وإعطاء المكون العربي دورا أكبر في المنطقة.
واستبعد
علاوي إمكانية استغلال النظام السوري للتوتر الحاصل في دير الزور، لكنه حذر من أن
النظام قد يعمل على زيادة التوتر من خلال تجنيد خلايا تزيد الاحتقان بين العشائر
العربية و"قسد" عبر الاغتيالات أو التفجيرات وغيرها من أساليب نظام
الأسد.
وحول
حديث شيخ قبيلة "البكارة" نواف البشير عن نية العشائر طرد القوات
الأمريكية و"قسد" من دير الزور، أوضح الصحفي السوري أن مليشيا البشير تقع
على الضفة الثانية من نهر الفرات وهي بعيدة عن مناطق التوتر الحالي بين العشائر
العربية والقوات الكردية.
وأكد
أن العشائر العربية في مناطق شرقي الفرات تحمل فكر الثورة وبيئة حاضنة للثورة،
موضحا أن مهجري مدينة دير الزور لجأوا إلى تلك العشائر بعد تهجيرهم على يد النظام
السوري والمليشيات الإيرانية.
موقف
المعارضة
أدان
الائتلاف الوطني السوري المعارض، العدوان العسكري والممارسات الإجرامية التي
ترتكبها مليشيات "وحدات حماية الشعب" الكردية وقوات "قسد" بحق
أبناء منطقة شرقي الفرات، بهدف زرع الفتنة وإثارة القلاقل التي تؤدي إلى صدام داخلي
مباشر بين مكونات المنطقة.
واعتبر
الائتلاف أن "قسد" تتخذ من المشكلات بينها وبين شركائها ذريعة لاستباحة
مناطق دير الزور والقضاء على الحراك الثوري فيها، ولا سيما بعد مشاركة أبناء
المنطقة في مظاهرات داعمة لحراك السويداء ضد نظام الأسد.
وحذر
الائتلاف في بيان، الأربعاء، من أن تزيد هيمنة "قسد" على المنطقة، بسبب
مشروعها الانفصالي الذي ترعاه بمساعدة وتنسيق كيانات إرهابية مصنفة، مطالبا
المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات صارمة ضد "قسد" لقاء الانتهاكات والجرائم
التي ترتكبها ضد المدنيين، ومحاولاتها إحداث فوضى تضر بأمن المنطقة ونسيجها
الاجتماعي.
عشرات
القتلى
وبعد
ثلاثة أيام من الاشتباكات المتواصلة، أفادت مواقع إعلامية سورية، بأن عدد قتلى
"قسد" وصل إلى 70 عنصرا، بينما سقط 11 شخصا من العشائر العربية في دير
الزور، مشيرة إلى أن العشائر أسرت 35 عنصراً من قوات "قسد" منذ بدء
المواجهات.