جرح
ثلاثة من المتظاهرين في محافظة
السويداء جنوب سوريا، إثر استهدافهم من قبل عناصر
حزب "البعث" الحاكم، بإطلاق نار مباشر، الأمر الذي دفع بشيخ "طائفة
الموحدين
الدروز"
حكمت الهجري، إلى تصعيد خطابه تجاه نظام
الأسد، من خلال إصداره
فتوى تجيز "الجهاد" ضد المليشيات الإيرانية.
وتداول
ناشطون وشبكات محلية مقاطع فيديو وصورا تظهر اللحظات الأولى من استهداف عناصر حزب
البعث للمتظاهرين، في أثناء محاولتهم إغلاق مقر الحزب في السويداء، ما أسفر عن
إصابة ثلاثة بجروح طفيفة.
والتقى
الشيخ حكمت الهجري، أبرز "مشايخ العقل" للطائفة الدرزية في السويداء مع
المصابين، وأكد ضرورة الاستمرار في الاحتجاجات السلمية، لكنه دعا في الوقت نفسه
إلى "الجهاد" ضد إيران، باعتبارها قوة احتلال في سوريا.
وأضاف:
"المليشيات الإيرانية محتلة لأراضينا والجهاد ضدها واجب".
وقال
الهجري في مقطع فيديو، إن استخدام العنف من المتظاهرين السلميين من قبل حزب البعث
أمر متوقع، داعيا إلى توعية المحتجين إلى الانتباه من الفتنة التي يسعى حزب "البعث"
إليها، لكنه هدد في الوقت نفسه بأن "أي جهة ستأتينا بالسوء فسوف تلقى مصير كل
معتد أتى أرضنا غازيا".
وشدد
شيخ الطائفة الدرزية على ضرورة استمرار المظاهرات في الساحات والميادين حتى تحقيق
المطالب، مضيفا أن "الساحات لنا.. يوما ويومين، شهرا وشهرين، سنة وسنتين.. ولن
نتراجع".
وأغلق
متظاهرون في بلدة المزرعة بريف السويداء جنوب سوريا مقرا لحزب البعث، في أعقاب حادثة
إطلاق النار على المحتجين، فيما حول المتظاهرون في بلدة الغارية مقر الحزب إلى
روضة للأطفال، تحمل اسم الحرية.
وجدد
المتظاهرون وقفاتهم الاحتجاجية، الخميس، لليوم الـ25 على التوالي، للمطالبة بإسقاط
النظام السوري ورحيل بشار الأسد، إضافة إلى تطبيق القرار الأممي الخاص بالحل في
سوريا 2254.
الكاتب
والسياسي السوري المنحدر من السويداء، حافظ قرقوط، قال إن كلمة الشيخ حكمت الهجري
تأتي للتأكيد على ضرورة استمرار الاحتجاجات، ضد الطغمة الحاكمة والاحتلالات
الموجودة على الأرض السورية وأهمها الاحتلال الإيراني، الذي يمارس النهب والسرقة
وتهريب المخدرات وسرقة مقدرات الدولة السورية.
وتوقع
في حديثه لـ"عربي21"، أن يكون لموقف الشيخ الهجري تأثير على مستوى سوريا
وأيضا لمخاطبة العالم بهذه الشخصية المركزية للطائفة الدرزية، خاصة أن خطابه أكد ضرورة
الانتماء إلى سوريا الوطن، والانتقال إلى الحرية، مع التشديد على الالتزام بالخيار
السلمي للاحتجاجات.
وفي
تعليقه على حادثة إطلاق النار على المتظاهرين، قال قرقوط، إن حادثة إطلاق النار
تزيد المحتجين شجاعة وإصرارا لتحدي النظام السوري، مشيراً إلى أن حراك السويداء لن
يتوقف وما زال يزداد زخما، لتحقيق أهدافه المتمثلة في الانتقال السياسي وتطبيق
القرارات الدولية ورحيل بشار الأسد، سيما أن الحراك يؤكد وحدة سورية ووحدة المطالب
استمرارا للثورة التي اندلعت عام 2011.