في رابع أيام "عيد العرش" اليهودي، تواصلت الاقتحامات الكبيرة من قبل مجموعات
المستوطنين والمتطرفين للمسجد
الأقصى المبارك صباح اليوم، تحت حماية القوات الخاصة الإسرائيلية المدججة بالسلاح.
وبحسب متابعة "
عربي21"، فقد اقتحمت مجموعات استيطانية يهودية بأعداد كبيرة المسجد الأقصى من باب المغاربة صباح اليوم، وبدأت بالتجول بشكل استفزازي داخل الأقصى، وأدى المستوطنون طقوسا وصلوات تلمودية بداخله، وكل ذلك بحماية قوات
الاحتلال التي ترافقهم طوال فترة اقتحامهم.
وأفادت إدارة الأقصى المسجد الأقصى في تصريح خاص لـ"
عربي21"، أن إجمالي عدد المتطرفين اليهود والمستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى اليوم الثلاثاء، بلغ 519 متطرفا بينهم 13 من عناصر المخابرات، وذلك خلال الفترة الصباحية التي تمتد من السابعة صباحا وحتى الحادية عشر والنصف تقريبا.
وعن تفاصيل ما يجري مع المصلين وخاصة النساء وكبار السن، أوضحت إحدى المرابطات أن "قوات الاحتلال المتواجدة بكثافة على أبواب الأقصى، تمنع دخول جميع المصلين سوى الطلاب والمعلمين، وذلك بعد تفتيش حقائب الطلاب والمعلمات قبل دخولهم للحرم".
وأوضحت في حديثها لـ"
عربي21"، أنها ومجموعة أخرى كن يحاولن الدخول إلى الأقصى من عدة أبواب، لكن قوات الاحتلال لم تسمح لهن، وقامت بالاعتداء على بعض النساء المسنات اللواتي يحاولن دخول الأقصى.. منوهة إلى أنهن ما زلن يتوجهن إلى أبواب الأقصى المختلفة، في محاولة للدخول، لكن دون جدوى حتى الآن (الساعة الـ8:00 صباحا).
وأكدت المرابطة التي تقيم بجوار الأقصى، أن "قوات الاحتلال تحاول التنغيص على المصلين المسلمين، عبر منعهم من الدخول إلى الأقصى والسماح للمتطرفين اليهود باقتحامه"، موضحة أن "بعض المصلين القادمين من شمال فلسطين المحتلة، أيضا لم يسمح لهم بالدخول".
وأفادت بأن "قوات الاحتلال، أبلغتهم بأنه لن يسمح بالدخول من جميع الأبواب، إلا بعد الساعة الثالثة قبل العصر"، مشيرة إلى وجود أعداد كبيرة من النساء خارج الأقصى لم يسمح لهن بالدخول حتى الآن، وما زلن يحاولن ذلك.
استفزاز المسلمين
وخلال الأيام الماضية، تضاعف عدد المقتحمين للمسجد الأقصى وبلغ عددهم أمس في الفترتين الصباحية والمسائية 1489 متطرفا بينهم 7 من عناصر جهاز المخابرات الإسرائيلي، وفق ما أكدته إدارة المسجد الأقصى لـ"
عربي21".
وزادت انتهاكات المقتحمين وسلوكياتهم التي تمس بحرمة المسجد الأقصى؛ كمسجد خالص للمسلمين، وتمكن بعضهم من إدخال قرابين نباتية داخل الأقصى، إضافة لاستمرارهم في استفزاز مشاعر المسلمين والتضييق عليهم وإخراج بعضهم من المسجد، وإقامة المتطرفين لصلوات تلمودية والرقص والغناء داخل باحات المسجد، بجانب قيام قوات الاحتلال بالاعتداء على المرابطات المبعدات عن الأقصى عند باب السلسلة خارج الأقصى واعتقال بعضهم.
وتتنشر قوات الاحتلال بشكل مكثف في داخل مدينة
القدس المحتلة وخاصة في أزقة البلدة القديمة، وتقوم بنصب العديد من الحواجز العسكرية. وتتواجد أعداد كبيرة من عناصر قوات الاحتلال و"حرس الحدود"، على أبواب المسجد الأقصى المبارك، ويقومون بالتدقيق في هويات القادمين للصلاة في الأقصى وتفتيشهم واحتجاز هويات البعض ومنع آخرين من الدخول للمسجد الأقصى.
مسار الاقتحام
وتبدأ عملية اقتحام المسجد الأقصى من قبل المستوطنين في الفترة الصباحية في حدود السابعة والنصف صباحا من باب المغاربة، ومن ثم التجول في الساحات والوصول إلى المصلى المرواني، والمشي بجوار السور، والمرور من أمام باب الأسباط، ومن ثم باب حطة وباب المجلس والحديد وباب القطانين، وتنتهي بالخروج من باب السلسلة، وتمتد كل جولة لنحو ربع ساعة أو أكثر، وتنتهي الفترة الصباحية الساعة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر، ويتجدد اقتحام الأقصى في الفترة المسائية بعد الظهر والتي قد تمتد لنحو 60 دقيقة.
وتستغل الجماعات الاستيطانية وجماعات الهيكل المزعوم المتطرفة فترة الأعياد اليهودية، التي تمتد لـ22 يوما، وقد بدأت بما يسمى "رأس السنة العبرية" يوم 17 أيلول/ سبتمبر الماضي وتستمر حتى نهاية "عيد العرش" التوراتي يوم 9 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، من أجل شن اقتحامات واسعة للمسجد الأقصى، تترافق مع حالة توتر كبير في القدس والأقصى، والتي تتطور أحيانا إلى مواجهات مع قوات الاحتلال.
وبشكل مستمر، تعمل قوات الاحتلال على حماية المتطرفين المقتحمين للمسجد الأقصى ومنع حراس الأقصى من القيام بعملهم في حماية المسجد ومنع انتهاك حرمته من قبل المتطرفين. وفي بعض الأوقات تعتقل بعضهم وتعتدي على آخرين حينما يهمون بمنع المتطرفين من أداء صلواتهم التلمودية وشعائرهم الدينية التي تمس بعقيدة المسلمين وتنتهك حرمة مسجدهم وقبلتهم الأولى.