بدأت
المساعدات
والقوافل الإغاثية تصل إلى مطار العريش وبعض الأماكن الأخرى في
سيناء في انتظار
قرار السماح بعبورها من
معبر رفح الحدودي مع قطاع
غزة، وسط اشتراط القاهرة دخول
المساعدات الإنسانية أولا قبل تمكين المواطنين الأمريكيين من مغادرة غزة.
وصباح السبت، أطلق
"التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي" في
مصر، الذي يضم جمعيات ومؤسسات
خيرية وأهلية، قافلة مساعدات شاملة تتجه إلى غزة.
وتضم القافلة
المصرية 110 شاحنات محملة بمساعدات إنسانية تتضمن ما يزيد على 1000 طن من المواد
الغذائية واللحوم و40 ألف بطانية و80 خيمة بجانب ما يزيد على 46 ألف قطعة ملابس
وأكثر من 290 ألف علبة من الأدوية والمستلزمات الطبية.
ودشّن "التحالف
الوطني" بالتعاون مع وزارة الصحة المصرية، وبنك الدم، أكبر حملة للتبرع بالدم
تحت شعار "قطرة دماء تساوي حياة" بكافة محافظات الجمهورية.
إمدادات طبية
إلى ذلك، كشف
مدير عام
منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أن "طائرة محملة
بإمدادات طبية من منظمة الصحة العالمية لدعم الاحتياجات العاجلة في غزة هبطت في
مدينة العريش المصرية، بالقرب من معبر رفح".
وأضاف غيبريسوس في
بيان نشر على موقع المنظمة الالكتروني: "نحن على استعداد لنشر الإمدادات
بمجرد السماح بوصول المساعدات الإنسانية عبر المعبر"، مجددا نداءه لإسرائيل
لإعادة النظر في قرارها بإجلاء 1.2 مليون شخص داخل غزة، محذرا من أنها "ستكون
مأساة إنسانية".
وتشمل الإمدادات
ما يكفي من الأدوية والإمدادات الصحية اللازمة لها وذلك لعلاج 1200 جريح و1500
مريض يعانون من أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم والسكري ومشكلات التنفس، بالإضافة
إلى الإمدادات الصحية الأساسية لتلبية احتياجات 300 ألف شخص، بمن فيهم الحوامل،
حسب البيان نفسه.
مساعدات تركية
وأعلن مدير
الهلال الأحمر المصري بمحافظة شمال سيناء، خالد زايد، الجمعة، استقبال مطار العريش
الدولي 60 طنا من المساعدات التركية إلى قطاع غزة، مؤكدا وصول أولى طائرات
المساعدات من المملكة الأردنية الهاشمية الخميس.
وفي تصريحات إعلامية
مساء الجمعة، قال زايد إن الهلال الأحمر المصري بانتظار التوصل إلى توفير ممرات
آمنة؛ من أجل إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة، منوها إلى "نجاح الهلال
الأحمر المصري في إيصال طنين من المساعدات والأدوية الطبية إلى نظيره الفلسطيني
خلال اليوم الأول من العدوان على غزة عبر معبر رفح".
ولفت زايد إلى أن
هناك 3 مستشفيات حكومية مصرية جاهزة لاستقبال المصابين من غزة حال السماح بذلك، مشيرا
إلى عدم وجود حديث حاليا عن تأسيس مستشفى ميداني.
وأشار مدير
الهلال الأحمر المصري إلى أنه "يجري حاليا استعداد لاستقبال طائرة إغاثية من
الهلال الأحمر الإماراتي"، موضحا أنهم مستمرون على مدار الساعة في تلقي
مساعدات وطلبات وهناك تنسيق مع الهلال الأحمر الفلسطيني فيما يريده من احتياجات.
ممرات آمنة
وبشأن موعد
إيصال تلك المساعدات، أجاب: "نقوم بتخزين هذه المساعدات وسننقلها لغزة حال وصول
مصر عبر مساعيها واتصالاتها المستمرة لعمل ممرات آمنة أو هدنة لإيصال المساعدات
الإنسانية عبر معبر رفح للأشقاء الفلسطينيين".
وتوجّه مدير
المشروعات بالهلال الأحمر التركي، إبراهيم ألطان، بالشكر إلى مصر والهلال الأحمر
المصري للتنسيق مع الجانب التركي بشأن استقبال المساعدات، وقال: "نحن نشكر
مصر ومؤسساتها لقبول مساعداتنا لإيصالها إلى غزة، ولا يوجد أي طريق سوى مصر".
وكان المدير
التنفيذي لفرع شمال سيناء في جمعية الهلال الأحمر المصري محمود فريد، قد صرّح بأنهم
توقفوا عن إرسال المساعدات إلى قطاع غزة بسبب توقف حركة المرور في معبر رفح الذي
يربط مصر بالقطاع المكتظ بالسكان.
إغلاق معبر رفح
وقال مصدر أمني
مصري لوكالة "رويترز"، تحدث شريطة عدم كشف هويته، إن قوات الأمن المصرية
عززت الأمن على جانبها من الحدود بما في ذلك وضع حواجز خرسانية، لكن التقارير
بأنها أغلقت المعبر غير صحيحة.
وأكد المتحدث
باسم الجيش
الإسرائيلي، السبت، أن الحدود لا تزال مغلقة، وأن أي عبور من قطاع غزة
إلى مصر سيجري بالتنسيق مع إسرائيل.
ويُشكّل معبر
رفح المخرج الرئيسي لسكان قطاع غزة، وخلال السنوات الماضية فرضت إسرائيل ومصر
قيودا مُشدّدة على حركة البضائع والأشخاص بالقطاع.
وتحدثت وسائل
إعلام إسرائيلية، في وقت سابق السبت، عن أن الولايات المتحدة طلبت من إسرائيل
تأجيل الهجوم البري على غزة إلى حين فتح "ممر إنساني"، وذلك بعد ساعات
من إعلان منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، أن
بلاده تجري اتصالات مع مصر وإسرائيل لفتح ممر إنساني في قطاع غزة.
دخول المساعدات
مقابل خروج الرعايا الأجانب
وفي وقت سابق من
يوم السبت، نقلت قناة "القاهرة الإخبارية" (خاصة مُقربة من السلطات
المصرية) عن مصادر لم تسمها، قولها إن القاهرة رفضت عبور رعايا أجانب معبر رفح من
غزة، واشترطت دخول مساعدات إلى القطاع.
وذكرت القناة أن
"السلطات المصرية رفضت أن يكون المعبر مخصصا لعبور الأجانب فقط، وأن الموقف
المصري واضح وهو اشتراط تسهيل وصول وعبور المساعدات لقطاع غزة".
وقال شهود عيان،
إن "الرعايا الأجانب انتظروا عدة ساعات أمام المعبر دون استجابة من السلطات
المصرية، ليغادروا من حيث أتوا"، وفق المصدر ذاته.
يأتي ذلك وسط
جهود مصرية ودولية للسماح بمرور مساعدات إغاثية للقطاع الذي تستهدفه إسرائيل
بالقصف لليوم الثامن، وسط تعنت من تل أبيب.
ولليوم الثامن
على التوالي، يتعرض قطاع غزة المُحاصر منذ 2006، لغارات جوية إسرائيلية مكثفة دمرت
أحياء بكاملها، حيث أطلق الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية سماها "السيوف
الحديدية".
وفجر 7 تشرين الأول/
أكتوبر الجاري، أطلقت حركة "حماس"، وفصائل فلسطينية أخرى في غزة، عملية
"طوفان الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين
الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد
الأقصى في القدس الشرقية المحتلة".