حذر رئيس المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) الجنرال ديفيد بترايوس؛ من
أن دخول
إسرائيل في حرب برية في
غزة يعني تورطها في حرب تدوم سنوات، وستواجه فيها كمائن
وقنابل متطورة، بما سيكون أضخم مما واجهه الأمريكيون في الصومال في التسعينيات وأدى
لانسحابهم بسرعة.
ولفت بترايوس إلى هجوم حركة
حماس ضد المستوطنات والقواعد العسكرية الإسرائيلية في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وأضاف بحسب صحيفة بوليتيكو: "إذا كانوا (حماس) مبدعين في الدفاع مثلما كانوا في الهجوم الفظيع البربري الذي تعجز معه الكلمات، حينها سنرى قنابل انتحارية، سترون قنابل محسّنة، ستكون هناك هجمات مفاجئة وكمائن.. داخل المدن سيكون تحديا صعبا للغاية".
وقال بترايوس، وهو أيضا ضابط
سابق في الجيش الأمريكي وخدم في العراق وأفغانستان، إن الانتقال إلى الاجتياح
البري بعد القصف الجوي "ربما يتحول إلى مقديشو مضخمة بسرعة كبيرة".
ويشير بترايوس إلى إسقاط طائرات هليوكبتر أمريكية في مقديشو
عام 1993، تبع ذلك قتال دموي بينما كانت القوات الأمريكية تكافح لإنقاذ الجنود بعد
تحطم طائراتهم، وأدى ذلك لمقتل وإصابة عدد من الجنود الأمريكيين خلال يومين.
وقال بترايوس إن خبرته مع الجيش الأمريكي في "محاربة
التمرد"، يجب أن تؤخذ كتحذير للجيش الإسرائيلي إذا مضى في الحرب البرية في
غزة.
وتابع: "من الصعب تصوّر أن وضعا صعبا أكثر من
الحالة بالتحديد، وقد كنت واحدا من قادة القوات (الأمريكية) في عدد من العمليات في
المدن"، مضيفا: "لا تستطيع أن تفوز ضد حروب التمرد في سنة أو سنتين. هي
عادة تستغرق عقدا أو أكثر، كما شاهدنا في العراق وكما شاهدنا في أفغانستان".
وتحدث بترايوس عن أن "إسرائيل تحتاج لخطة لإعادة
الخدمات الأساسية وإعادة بناء غزة، وتدعيم الحكمة في المنطقة عندما تعتبر أنها قد فازت
في المعركة ضد حماس"، كما قال.
وبينما تتحدث إسرائيل عن انتهاء الاستعدادات للحرب البرية في غزة، صدرت تحذيرات من ضباط إسرائيليين وغربيين سابقين وكتاب إسرائيليين وأمريكيين
مؤيدين لإسرائيل؛ من خطر الدخول في حرب برية في غزة لما سيترتب عليها من خسائر في
صفوف الجنود الإسرائيليين وتورطهم في حرب طويلة، وكذلك مع ارتفاع الخسائر بين المدنيين الفلسطينيين فإن الدعم الغربي لإسرائيل قد يتراجع.