قالت وسائل إعلام، مساء السبت، إن خلافات بين القادة والأطراف العربية
والغربية التي شاركت في "
قمة القاهرة للسلام"، حالت دون إصدار بيان
ختامي عقب انتهاء أعمال القمة، التي عُقدت في العاصمة الإدارية الجديدة في
مصر من أجل بحث تطورات
الأوضاع في قطاع
غزة.
ونقلت وسائل الإعلام عن مصادر دبلوماسية قولها إن "الخلافات دبت بين المجموعة
العربية المشاركة في قمة القاهرة، مع المسؤولين الأوروبيين الحاضرين، وذلك على
خلفية "وضع جملة (حق
إسرائيل في الدفاع عن نفسها)، وإدانة صريحة لحماس في
البيان الختامي"".
وظهرت تلك
الخلافات داخل الجلسة المُغلقة الخاصة بإصدار البيان الختامي للقمة، طبقا لما
أوردته المصادر ذاتها.
ولفتت المصادر إلى أن "هناك اختلافات بين المشاركين في القمة حول
المفاهيم والموقف السياسي من أطراف النزاع، مثل الموقف من حركة
حماس. لذا، قام ممثلو الغرب المشاركون في القمة بعرقلة صدور البيان الختامي".
وبحسب المصادر، سعى ممثلو الغرب إلى النص صراحة على "إدانة لحركة حماس
في البيان الختامي، ورفض إدانة إسرائيل بقتل آلاف المدنيين في غزة، أو المطالبة
بوقف عاجل لإطلاق النار ودخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المُحاصر".
ونتيجة لهذه الخلافات، أصدرت الرئاسة المصرية بيانا يُعبّر عن وجهة نظرها
في الأحداث المتفاقمة في غزة، ويشير إلى ما كانت تتطلع إليه القاهرة عبر دعوتها
لهذه القمة.
وأعلن الديوان الأميري بقطر، مساء السبت، مغادرة الأمير تميم بن حمد آل ثاني، مصر، فور انتهاء أعمال "قمة القاهرة للسلام"، من دون أن يلقي كلمة بلاده خلال تلك القمة.
ونقلت شبكة CNN عن مصادر دبلوماسية
عربية، قولها إن "عدم صدور بيان ختامي عن القمة كان معروفا بشكل مسبق، قبل
انعقادها، تقديرا للخلافات المحتمل ظهورها بين القادة والأطراف العربية والغربية
المشاركة في الحدث".
وذكر بيان الرئاسة المصرية أن "مصر لن تقبل أبدا بدعاوى تصفية القضية
الفلسطينية على حساب أي دولة بالمنطقة، ولن تتهاون للحظة في
الحفاظ على سيادتها وأمنها القومي في ظل ظروف وأوضاع متزايدة المخاطر
والتهديدات، مستعينة في ذلك بالله العظيم، وبإرادة شعبها وعزيمته".
وأكد البيان المصري الذي كان مليئا بالأخطاء اللغوية، وجرى تعديله أكثر من
مرة، على "الأهمية القصوى لحماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر والتهديدات،
وإعطاء أولوية خاصة لنفاذ وضمان تدفق المساعدات الإنسانية والإغاثية وإيصالها إلى
مستحقيها من أبناء قطاع غزة"، مُحذرا من "مخاطر امتداد رقعة الصراع الحالي
إلى مناطق أخرى في الإقليم".
وأضاف: "تطلعت مصر أيضا إلى أن يطلق المشاركون نداءً عالميا للسلام
يتوافقون فيه على أهمية إعادة تقييم نمط التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية على
مدار العقود الماضية، وبحيث يتم الخروج من رحم الأزمة الراهنة بروح وإرادة سياسية
جديدة تمهد الطريق لإطلاق عملية سلام حقيقية وجادة تُفضي خلال أمد قريب ومنظور إلى
إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود حزيران/ يونيو 1967 وعاصمتها القدس
الشرقية".
وصباح السبت، انطلقت "قمة القاهرة للسلام" بمدينة العاصمة
الإدارية الجديدة شرق العاصمة المصرية القاهرة بمشاركة دولية وعربية وأممية لبحث
تطورات القضية الفلسطينية، ووسط غياب بعض القادة والزعماء.
وترأس القمة رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي، وأعلن بدء أعمالها، وفق
بث نقله التليفزيون الحكومي.
وكانت قناة القاهرة الإخبارية، الخاصة المقربة من السلطات المصرية، نقلت
الجمعة عن مصادر لم تسمِّها أن "31 دولة و3 منظمات دولية تأكدت مشاركتها في
قمة القاهرة للسلام".