لا تتوقف آلة الخراب والحرب الإسرائيلية عن تدمير كل ما يمكن أن يفاقم من معاناة الإنسان
الفلسطيني المحاصر في قطاع
غزة المحاصر للعام الـ17 على التوالي.
وبالتزامن مع استمرار المقاومة الفلسطينية بقيادة "كتائب القسام" الجناح المسلح لحركة
حماس في خوض عملية "طوفان الأقصى" لوقف العدوان الإسرائيلي المتواصل ضد كل ما هو فلسطيني في الأراضي المحتلة، تواصل طائرات الاحتلال ارتكاب المجازر البشعة يوميا بحق العائلات الفلسطينية، حيث عملت على إبادة وقتل الأطفال والنساء والرجال، ومسح مناطق عن الوجود وتغيير معالمها في مختلف محافظات القطاع الخمس.
خراب وتدمير متعمد
ومن بين القطاعات الهامة التي طالها الدمار، الصيادون ومراكبهم المتواضعة، حيث أكد نقيب الصيادين الفلسطينيين نزار عياش، أن "قوات
الاحتلال الإسرائيلي، دمرت وحرقت أعدادا كبيرة من مراكب الصيادين الفلسطينيين المتوقفة على طول ساحل بحر غزة خلال عدوانها المستمر على قطاع غزة".
وأوضح في تصريح خاص لـ"عربي21"، أن "العديد من لانشات الصيد غطست في حوض الميناء نتيجة القصف الإسرائيلي، إضافة إلى تدمير شباك الصيادين"، منوها إلى أنه "تم تدمير العشرات من مراكب الصيادين في مختلف محافظات القطاع من الشمال وحتى الجنوب".
وأفاد عياش، بأن هناك "مراكب وحسكات أحرقت بالكامل وأخرى تضررت بشكل كبير بعد استهدافها من قبل زوارق البحرية الإسرائيلية بالقذائف"، لافتا إلى أنه "لا يمكن لطواقم النقابة الوصول إلى مراكب الصيادين على البحر من أجل الوقوف بشكل دقيق على حجم الأضرار والتدمير الذي أصابها".
وتساءل باستنكار: "هذه مراكب وقوارب للصيد متوقفة على شاطئ البحر وهي لا تتحرك من مكانها، لماذا يقوم الاحتلال بتدميرها؟".
وأضاف: "هذا خراب وتدمير إسرائيلي متعمد، فقط لا غير".
وأشار إلى أن "الاحتلال يسعى أثناء هذا العدوان إلى إيذاء الشعب الفلسطيني في كل شيء وفي جميع مناحي الحياة، مع تركيزه على ضرب أي مقومات اقتصادية لغزة المحاصرة، بما فيها قطاع الصيد"، مبينا أن "أحد الصيادين لديه أربعة مراكب، تم حرقها بالكامل، ماذا سيعمل بعد ذلك ولديه أولاد والعديد من الأسر؟ وهذا فقط أحد الصيادين".
وذكّر نقيب الصيادين، أن "حرب الاحتلال على الصيادين مستمرة منذ 17 عاما، ولكنها تجلت بوضوح خلال الحرب الحالية المستمرة حتى الآن".
أين المجتمع الدولي؟
وأعرب عياش عن استهجانه لموقف المجتمع الدولي والعربي تجاه ما يجري من عدوان همجي إسرائيلي على قطاع غزة منذ 18 يوميا، وقال: "لا أشعر أن هناك مجتمعا دوليا ولا حتى عربيا، ألا يكفي كل ما حدث من جرائم إسرائيلية وعدوان مستمر على كافة أبناء شعبنا، ومن بينهم الصيادين؟".
وشدد النقيب خلال حديثه لـ"عربي21" على أهمية عمل كافة المؤسسات الدولية من أجل إنهاء الحرب على قطاع غزة، مطالبا بسرعة العمل على "رفع الحصار البري والبحري بالكامل وترميم ما تم تدميره وحرقة، لأن الصيادين لا يقدرون على إصلاح مركب متضرر واحد، علما بأن الاحتلال ومنذ سنوات يمنع إدخال المواد والأجهزة الأساسية الضرورية لعمل قطاع الصيد الذي يضم نحو 1500 قارب للصيد مختلفة الحجم".
وفي السنوات التي سبقت عدوان 2023، استمر الاحتلال في التضييق على الصيادين أثناء عملهم داخل البحر في القطاع؛ وقد يعمل باستمرار على إطلاق النار عليهم ومصادرة قواربهم واعتقالهم.
ويشهد القطاع الذي يمتد على مساحة 360 كلم مربع، بطول 41 كلم، وعرض يتراوح بين 6 و12 كلم، ترديا صعبا في مجمل الأوضاع الحياتية؛ الإنسانية والاقتصادية والمعيشية والصحية، نتيجة العدوان والحصار الإسرائيلي المشدد؛ البري والجوي والبحري.
ولليوم الثامن عشر على التوالي، تواصل طائرات الاحتلال استهداف مختلف مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين بشكل مكثف ومتزامن، واستهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين، وتدمير الطرق وشبكات المياه والاتصالات وانقطاع خدمة الإنترنت عن مناطق واسعة في القطاع بالتزامن مع غياب شبه تام للكهرباء، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية، والذي يرتقي بحسب مراقبين إلى "جرائم حرب" يعاقب عليها القانون الدولي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر ارتفاع عدد الشهداء إلى 5087 شهيدا؛ بينهم 2055 طفلا و1119 سيدة، والجرحى لأكثر من 15273 إصابة بجروح مختلفة، مؤكدة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات فلسطينية بأكملها.
وفجر السبت تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس عن بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".