دعا حزب العدالة والتنمية
المغربي حكومة
بلاده إلى الإدانة الصريحة والقوية للجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق
الفلسطينيين في غزة، والعمل على مراجعة علاقات التطبيع مع الاحتلال في ظل الجرائم
التي ترتكبها قواته في قطاع غزة منذ ثلاثة أسابيع.
جاء ذلك في كلمة لعبد الله بوانو، رئيس
المجموعة النيابية للعدالة والتنمية، في مداخلة المجموعة، خلال المناقشة العامة
لمشروع قانون المالية لسنة 2024، داخل لجنة المالية والتنمية الاقتصادية، المنعقدة
مساء أمس الخميس 26 أكتوبر الجاري.
وقال بوانو في كلمته التي نقلتها صحيفة
"الأيام" المغربية: "إنه من الصعب مناقشة مشروع قانون المالية دون
الحديث عن فلسطين"، مذكّرا بأن "جرائم ومجازر الكيان الصهيوني، ليست
جديدة، ولم تنطلق سنة 1948، وإنما بدأت منذ سنة 1937"، ومشيرا إلى أن "الجميع
يتذكر مجزرة دير ياسين وصبرا وشاتيلا وجينين وغيرها من المجازر الوحشية".
وثمن بوانو، إصدار مجلس النوب لبيان حول
العدوان الإسرائيلي على غزة، على الرغم من أن المجلس اعتاد على عقد جلسات عامة
كلما استجد مستجد في القضية الفلسطينية، مشيدا بالمواقف الرسمية للمغرب، إزاء
الأوضاع في فلسطين، سواء في اجتماع وزراء الخارجية العرب، وفي مؤتمر السلام بمصر،
وفي اجتماع منظمة التعاون الإسلامي، وفي الأمم المتحدة، منوها عاليا بتعليمات
الملك بإرسال مساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين.
وعاد بوانو إلى تاريخ العلاقات الدبلوماسية
بين المغرب وإسرائيل، التي انطلقت في رأيه بشكل رسمي سنة 1996، وكانت تحت عنوان "دعم
لغة الحوار والتفاهم بدل لغة القوة والغطرسة للتوصل إلى سلام عادل وشامل".
وتابع بأن المغرب، وبعد أشهر من اعتلاء
الملك العرش، أعلن عن إغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي، يوم 23 أكتوبر 2000، في سياق
تميز بـ"انتكاسة عملية السلام عقب الأعمال اللاإنسانية التي ترتكبها القوات
الإسرائيلية منذ أسابيع في حق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل واستخدامها الآلة
الحربية لقتل المدنيين الأبرياء" و"الظروف الخطيرة التي خلقتها الحكومة
الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وموقفها المتعنت بإعلانها عن توقيف عملية
السلام، وكذا نظرا لمسؤولية المغرب والتزاماته في نطاق لجنة القدس التي يرأسها
الملك محمد السادس" حسب بلاغ وزارة الخارجية حينها، يوضح بوانو، معبرا عن
أمله بأن يتحرك المغرب بشكل أقوى، ويبادر وعلى رأسه الملك، لإيقاف العدوان
الإسرائيلي.
يذكر أن حزب العدالة والتنمية انتقد منذ
اليوم الأول لعملية طوفان الأقصى جرائم الاحتلال وأعلن وقوفه الكامل إلى جانب
الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال.
وتحدث الأمين العام لحزب العدالة والتنمية
عبد الإله بنكيران أكثر من مرة على صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي، وأعلن بوضوح
تأييده المطلق لحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال، ودعا المجتمع الدولي لتحمل
مسؤولياته إزاء الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين.
وأكد بنكيران أن المقصود اليوم ليس فلسطين،
بل كل الأمة الإسلامية، موجها نداءه لكل سياسيي العالم الإسلامي والعربي، مشيرا إلى
أن الصهاينة تجاوزوا كل الحدود وصاروا يستفزون الجميع ويعتدون على مقدسات المسلمين
وتجرؤوا على المسجد الأقصى وكانوا يسارعون إلى أخذه بشكل تام، إضافة إلى أنهم
يذيقون الشعب الفلسطيني العذاب، مُضيفاً أن إسرائيل اليوم لديها حكومة متطرفة
وترتكب تجاوزات بالجملة أفظعها الاعتداء على شرف الفلسطينيين والنساء بالخصوص.
يشار إلى أنه في 10 ديسمبر/ كانون الأول 2020،
أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، بعد توقفها عشرين
عاما، قاد إلى توقيع البلدين 12 اتفاقا في مجالات عديدة، بحسب الخارجية المغربية.
وترفض هيئات وأحزاب مغربية هذا التطبيع عبر
عدد من الاحتجاجات والفعاليات المختلفة.
ولليوم الـ21 على التوالي، يتعرض قطاع غزة
المحاصر منذ 2006، لغارات جوية إسرائيلية مكثفة في إطار عملية عسكرية سماها
"السيوف الحديدية" دمرت أحياء بكاملها، وأسقطت آلاف القتلى والجرحى من
المدنيين.
وفجر 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أطلقت
حركة "حماس" وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية "طوفان
الأقصى"، ردا على "اعتداءات القوات والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة
بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولا سيما المسجد الأقصى في القدس الشرقية
المحتلة".