ناشد مؤتمر فلسطينيو الخارج السلطات
المصرية
الإسراع بفتح معبر رفح ونجدة الشعب
الفلسطيني بالمساعدات الطبية العاجلة والسماح
باستقبال الجرحى وضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر ضد قطاع
غزة.
وقال المتحدث باسم مؤتمر فلسطينيو الخارج
زياد العالول في حديث خاص بـ "عربي21": "مجازر مخيم جباليا والمستشفى
الأندونيسي تفوق الوصف، والفلسطينيون يواجهون
حرب إبادة لم يشهد لها التاريخ
المعاصر مثيلا".
وأضاف: "معبر رفح هو الوحيد الذي من
شأنه أن ينقذ حياة أهل غزة من خلال إدخال المعدات الطبية الضرورية والسماح
باستقبال الجرحى والمصابين ممن يمكن إنقاذهم، لأن القطاع الصحي في غزة منهار ولم
يعد قادرا على تحمل المزيد".
وأعلنت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، أن قصفا إسرائيليا
أوقع "400 ضحية بين شهيد وجريح ودمر حيا سكنيا كاملا في مخيم جباليا شمال
قطاع غزة".
وقال متحدث الوزارة، إياد البزم، في مؤتمر
صحفي إن "الأعداد الأولية تشير إلى 400 ضحية بين شهيد وجريح إثر قصف إسرائيلي
دمر حيا كاملا في مخيم جباليا".
وذكر البزم أن "الاحتلال (الإسرائيلي)
ارتكب مجزرة بقصف حي سكني كامل في منطقة مخيم جباليا بـ 6 قنابل تزن القنبلة طنا
من المتفجرات دمرت حي بلوك 6 بشكل كامل".
وأوضح أن "العدد الأكبر من ضحايا القصف
الإسرائيلي بمخيم جباليا هم من الأطفال والنساء".
وتابع: "يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر
في ظل توسيع العدوان البري على قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الأخيرة".
وأردف: "قام الاحتلال بالدخول من محاور
عدة إلى قطاع غزة ومنها المحور الشمالي الغربي للقطاع وقام بتدمير كل الأحياء
السكنية التي أمامه، ما أدى إلى ارتكاب مجازر وتشريد الآلاف".
وأشار البزم إلى أن القوات الإسرائيلية
"ما زالت توسع من دخولها البري في منطقة جنوب مدينة غزة والمنطقة الشمالية
الغربية".
وفي القاهرة أكد السفير أحمد أبو زيد
المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية ومدير إدارة الدبلوماسية العامة، بأن سامح
شكري وزير الخارجية استقبل اليوم الثلاثاء بمقر وزارة الخارجية، فيليب لازاريني
المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين
(الأونروا)، وذلك للتشاور حول الأوضاع الإنسانية المتردية في قطاع غزة، وضرورة
ضمان النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية والإغاثية.
وذكر المتحدث الرسمي باسم الخارجية، في
تصريحات نشرها على موقع الخارجية المصرية، أن المناقشات بين الوزير شكري والمسؤول
الأممي تناولت بشكل مفصل الأوضاع الإنسانية المتردية في غزة، والكارثة المعيشية
التي باتت تحدق بأبناء الشعب الفلسطيني في القطاع، حيث أكد الوزير شكري في هذا
الصدد على التزام مصر الثابت تجاه بذل كافة الجهود اللازمة للحد والتخفيف من وطأة
المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الأشقاء الفلسطينيون، منوهاً إلى أن الممارسات
الإسرائيلية ضد أهالي القطاع من قصف وحصار وتهجير قسري تنتهك كافة أحكام القانون
الدولي والقانون الدولي الإنساني، وتتنافى مع أية مبررات يتم الدفع بها.
وأردف السفير أبو زيد، بأن المفوض العام
للأونروا حرص خلال اللقاء على التعرف على التحركات والاتصالات المصرية الرامية
لإنفاذ هدنة إنسانية فورية في غزة، تحفظ دماء الفلسطينيين المدنيين، وتبادل
الطرفان التقييمات حول الوضع الراهن للجهود المصرية، وكذلك بين مصر والأونروا
ووكالات الإغاثة والأطراف الدولية، في سبيل إيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية
بشكل مستدام وكامل وآمن عبر معبر رفح لتلبية الاحتياجات الملحة لأبناء الشعب
الفلسطيني.
وفي سياق متصل، أعرب الوزير شكري عن تقدير
مصر للدور الحيوي الذي تضطلع به الأونروا في خضم هذه الأزمة لتقديم الخدمات
الأساسية والمواد الإغاثية للشعب الفلسطيني، مستنكراً في ذات الوقت الاستهداف
الإسرائيلي الذي طال عدداً من المرافق التابعة لوكالة الأونروا، ووقوع عدد من
الضحايا والمصابين من الأطقم العاملة منذ بدء الأزمة في انتهاك خطير للوضعية
الخاصة للمقرات الأممية، وعلى نحو يقوض من
الدور المنوط بها في حماية المدنيين في
مثل هذه الظروف الحرجة.
كما أكد الوزير شكري على حرص مصر على تقديم
كافة أوجه الدعم الممكنة للأونروا، وكذلك استمرار التنسيق مع الأطراف الدولية
الفاعلة من أجل توفير الدعم المالي اللازم حتى تتمكن الوكالة من الاستمرار في
تقديم الخدمات الأساسية لأبناء الشعب الفلسطيني ووفق تكليفها الأممي.
ومن جانبه، تناول المفوض العام لوكالة
الأونروا الأوضاع المؤسفة داخل مرافق الوكالة في غزة والتي وصلت لأقصى طاقاتها
الاستيعابية، وما يحتمه الأمر من ضرورة السماح بدخول المساعدات ووقف إطلاق النار،
والنأي عن تكرار قطع الاتصالات داخل القطاع. واتصالاً بذلك، ثمَّن الدور الهام
الذي تضطلع به مصر لإيصال المساعدات الإنسانية إلى أهالي قطاع غزة، وكذا الجهود
التي تقوم بها لدعم استدامة خدمات وكالة الأونروا في مناطق عملياتها، مؤكداً حرص
الأونروا على استمرار التنسيق الوثيق مع مصر للعمل على التخفيف من وطأة المعاناة
الإنسانية التي يعيشها أهالي قطاع غزة.
هذا، واتفق الوزير شكري والمسؤول الأممي على
استمرار التشاور على مدار الأيام القادمة حول التحركات الكفيلة باحتواء الأزمة
الإنسانية في غزة.
ومنذ 25 يوما يشن الجيش الإسرائيلي حربا
مدمرة على قطاع غزة، أسفرت عن مقتل وإصابة آلاف الفلسطينيين، معظمهم مدنيون وتسببت
بوضع إنساني كارثي، وفق تحذيرات أطلقتها مؤسسات دولية.