يواصل "
حزب الله"
اللبناني سحب عناصره من مناطق سورية مختلفة، كان آخرها الجبهات القريبة من جبهات المعارضة في شمال غربي
سوريا، على وقع الاشتباكات المحدودة التي تسجلها جبهة الجنوب اللبناني مع الاحتلال الإسرائيلي.
وقدرت مصادر محلية عدد العناصر الذين سحبهم الحزب من سوريا بنحو 1500. وقالت وكالة "الأناضول" التركية، إن الحزب استدعى عناصره من اللواء 46 بريف حلب الغربي ومن مدينة سراقب وقراطين شرق محافظة إدلب، ومن مناطق معرة النعمان وخان شيخون وكفر رومة وكفرنبل وحزارين جنوب إدلب، مؤكدة أن العناصر انتقلوا إلى منطقة القصير جنوب غرب محافظة حمص ومنها إلى لبنان.
من جانبه قال الصحافي السوري المقيم في لبنان محمد الشيخ لـ"عربي21" إن "حزب الله" بدأ باستدعاء عناصره من سوريا مع زيادة التوتر في الجنوب اللبناني، مؤكداً أن الاستدعاء الأخير، سبقه انسحابات مماثلة في القلمون بريف دمشق، والبادية السورية.
من يملأ الفراغ؟
وأوضح أن بعض المناطق التي انسحب منها "حزب الله" في سوريا، هي محصنة ويمكن بعدد قليل من العناصر في النقاط الثابتة تجاوز الفراغ، مثل مناطق القلمون البعيدة عن مناطق الاشتباك.
وبخصوص البادية، يرجح الشيخ أن تحل ميليشيات عراقية مكان انتشار عناصر "حزب الله"، لافتاً إلى استقدام تعزيزات عسكرية إلى سوريا من العراق، من جانب الميليشيات المدعومة من إيران.
وقال: "بالعموم يمكن للقوات والميليشيات التابعة للنظام السوري، سد الفراغ الذي سيخلفه انسحاب عناصر "حزب الله" إلى لبنان".
وفي السياق ذاته، أشار الباحث في الشؤون العسكرية والإيرانية ضياء قدور، إلى زيادة اعتماد "حزب الله" على المجموعات السورية التي دربها مثل "حزب الله السوري"، والميليشيات الأجنبية كـ"لواء فاطميون" الأفغاني، لتعويض سحب عناصره "التكتيكي" من سوريا.
وبيّن في حديثه لـ"عربي21" أن الانسحاب يعد مؤقتاً إلى حين انتهاء أحداث غزة، لافتاً إلى إعلان "حزب الله" عن عدم اعتزامه الدخول في مواجهات شاملة مع الاحتلال، وقال: "بالتالي يقوم الحزب بالاستنفار العسكري في جنوب لبنان، لرفع جاهزية قواته في حال أقدم الاحتلال على فتح الجبهات الشمالية".
ورغم سحب "حزب الله" لجزء كبير من عناصره في سوريا، يؤكد قدور أن لدى الحزب أعدادا كبيرة من المقاتلين من عناصره أو من الميليشيات التابعة له في سوريا، ما يمكنه من إعادة انتشاره في سوريا.
ولم يُعلن "حزب الله" عن عدد عناصره في سوريا، وتشير تقديرات عسكرية إلى أن عددهم يتجاوز 3 آلاف مقاتل، وتوضح أن العدد يتأثر بحسب المهام التي ينفذها الحزب في سوريا.
هل يؤشر ذلك إلى عدم اشتعال جبهة الجولان؟
ويؤشر استدعاء "حزب الله" لعناصره من سوريا إلى لبنان إلى عدم توسع الحرب في غزة إلى سوريا، وعن ذلك يصف المتحدث باسم "المصالحة السورية" التابعة للنظام السوري عمر رحمون في حديثه لـ"عربي21" تحركات "حزب الله" بـ"المعتادة" في سوريا ولبنان منذ بداية الحرب في سوريا.
وبموازاة ذلك، شدد رحمون على أن "الجبهة السورية مع الاحتلال لن تشتعل"، مرجعاً ذلك إلى أن "الوضع السوري لا يساعد على خوض حرب جديدة، بسبب الحرب الطويلة مع الفصائل المسلحة".
في المقابل، يرى المحلل السياسي الإيراني عدنان زماني أن الجبهة السورية لن تكون بمعزل عن أي تطورات قادمة، في حال توسع نطاق المواجهات في الأيام القادمة، وقال لـ"عربي21": "من المؤكد أن الجبهة السورية ستكون ضمن الجبهات التي تشهد تصعيدا لكن من المرجح أن يأتي ذلك بعد تصعيد من الجبهة في لبنان".
ويبدو لزماني أن إيران والجماعات المسلحة الشيعية قررت التخلي عن حماس وتجاهلت دعوات الحركة وقيادييها الذين طالبوا "محور المقاومة" بالتدخل وتخفيف الضغط على الحركة وانتقدوا ما سموه "الخطوات المترددة" و"المواقف الخجولة".
وقال إن "هذه الجماعات التابعة لإيران تكتفي الآن ببعض الأعمال "الخجولة" التي لن تكون عامل ردع لإسرائيل في المضي قدما بخطة القضاء على حماس في قطاع غزة".