في ظل تصاعد
العدوان الإسرائيلي الدموي على قطاع
غزة لليوم الـ38 على التوالي، ورغم توقف العديد من المستشفيات والمراكز التابعة
لوزارة الصحة الفلسطينية عن العمل في القطاع، قالت مصادر إن إدارة المستشفى الأردني
الميداني في القطاع، رفضت استقبال أي جريح فلسطيني من جرحى العدوان الإسرائيلي.
ورغم الحاجة الماسة وعمق الأزمة التي تضرب
المنظومة الصحية في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي المستمر والذي تسبب في انهيارها، فإن جيش
الاحتلال واصل استهداف وقصف المستشفيات التي لا تزال تعمل رغم
الأوضاع الصعبة وتواصل العدوان والمعارك على الأرض بين المقاومة وجيش الاحتلال الذي اعترف بتكبده خسائر بشرية ومادية.
وعن حقيقة عمل المستشفى الميداني الأردني
بالتزامن مع الحرب، فقد أكد مصدر رفيع مطلع في قطاع غزة، أن "إدارة المستشفى
الأردني الميداني المتواجدين في قلب مدينة غزة، لم يستقبلوا أي جريح فلسطيني من
جرحى العدوان الإسرائيلي الذين قصفوا بالصواريخ خلال الأيام الماضية".
ونوه في حديث خاص لـ"عربي21"، إلى أن
"المستشفى الأردني أغلق أبوابه منذ بداية العدوان الإسرائيلي، وامتنع عن
استقبال المرضي والمراجعين ممن يحتاجون إلى العلاج كما كان عليه قبل العدوان".
وعن صحة الأنباء التي تتحدث عن استضافة
المستشفى الأردني لنازحين فلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي، فقد أن أكد هذا "غير
صحيح، وهو مغلق تماما".
وعلمت "عربي21" أن المستشفى الميداني
الأردني وبعد مناشدات، استقبل "خجلا" عددا قليلا جدا من الجرحى قبل
أيام، ومن ثم عاد وأغلق أبوابه أمام الجميع.
وجرى الحديث خلال الأيام الماضية عن قيام
السلطات الأردنية بعد التنسيق مع الاحتلال بعملية إنزال لأدوية ومستلزمات طبية من
الجو للمستشفى الأردني، لكن الكثير من المواطنين يتساءلون بدهشة: "مع رفض
المستشفى الأردني استقبال الجرحى والمرضى وحتى النازحين، لمن هذه الأدوية؟".
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، صورا لأسلاك شائكة نصبت داخل
المستشفى لإغلاق البوابات بالكامل، ومنع الدخول إليه.
ويظهر في الصور عدد من الفلسطينيين، المحتمين من القصف، يجلسون على
الأرصفة خارج المستشفى الميداني الأردني.
من جانبه نفى قائد قوة المستشفى الميداني الأردني في غزة، العقيد
الركن ثائر الخطيب، إغلاق منافذ المستشفى، وقال إن البوابة التي أغلقت غير مستخدمة
حاليا، أما بقية المداخل فهي مفتوحة لتلقي العلاج.
وقال إن المستشفى استقبل الأحد، 163 حالة، وتعامل خلال الأسبوع الأخير في الفترة 5- 11 تشرين الثاني، مع 817
حالة، تنوعت ما بين مراجعات وإصابات حرب "مباشرة وغير مباشرة"، بسبب
أعمال القصف في القطاع.
وخلال الأيام الماضية من العدوان، اشتدت
الأزمات التي تضرب المنظومة الصحية في القطاع المحاصر منذ 17 عاما، خاصة مع منع
الاحتلال إدخال الوقود لتشغيل المولدات لتوفير الكهرباء للمستشفيات والمراكز
الصحية في القطاع بالتوازي مع عدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية
والنقص الحاد في التجهيزات الطبية وامتلاء الأسرة، لإنقاذ جرحى العدوان ومتابعة
علاج المرضى المقيمين في المستشفيات حتى من قبل العدوان الذي بدأ يوم 7 تشرين
الأول/ أكتوبر 2023.
وأعلنت الوزارة عن خروج العديد من المستشفيات عن العمل، إضافة إلى سيطرة الاحتلال على
مستشفى النصر والرنتيسي شمال غزة وحصار مجمع الشفاء الطبي.
وتصاعدت التحذيرات الأممية والفلسطينية من
التداعيات الخطيرة لانهيار المنظومة الصحية في قطاع غزة جراء تصاعد واستمرار
والعدوان الإسرائيلي، ودخلت المنظومة الصحية التي تعصف بها أزمات عدة أوصلتها
لدرجة غير مسبوقة من توقف الخدمات الصحية تماما، بالتزامن مع مواصلة ارتكاب
الاحتلال لعشرات المجازر بحق المواطنين الفلسطينيين يوميا؛ وما ينتج عنها من أعداد
كبيرة من الشهداء والجرحى والنازحين، وحاجتهم الكبيرة لرعاية ومتابعة صحية حساسة.
وارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل إلى أكثر من 11180 شهيدا؛ بينهم 4609 أطفال و3100 سيدة والجرحى إلى أكثر من 28200 إصابة
بجروح مختلفة، بحسب آخر إحصائية صادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة
وصلت "عربي21"، حيث أكد أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عائلات
فلسطينية بأكملها، وبلغ عدد المجازر 1142 مجزرة، إضافة إلى وجود أكثر من 2700 بلاغ
عن مفقودين في مختلف مناطق القطاع، معظمهم من الأطفال.