يواصل
الاحتلال الإسرائيلي الضغط على سكان
قطاع غزة في المحافظات الشمالية من خلال عمليات
الإبادة الجماعية والمجازر المروعة التي يرتكبها بحقهم لإجبارهم على النزوح إلى
جنوبي القطاع لتنفيذ مخططه بإفراغ قطاع غزة من سكانه.
تكشف الأرقام الرسمية التي تصدرها المنظمات
الفلسطينية والأممية مدى تمسك الفلسطينيين في أرضهم ورفضهم أي محاولة ينتهجها
الاحتلال للتهجير القسري واقتلاعهم من أرضهم، موجهين صفعة كبيرة للاحتلال
الإسرائيلي.
يقول
الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إن أكثر من 807 آلاف فرد يمثلون نحو 152 ألف
أسرة ما زالوا يقيمون في محافظتي غزة وشمال غزة والتي تشمل تجمعات "أم
النصر-القرية البدوية، بيت لاهيا، بيت حانون، جباليا ومخيمها، مخيم الشاطئ، مدينة
غزة، مدينة الزهراء، المغراقة، وجحر الديك" بالرغم من البطش الذي يمارسه
الاحتلال الإسرائيلي من قتل للمدنيين وتدمير للمباني السكنية فوق رؤوس ساكنيها،
ولكافة المرافق المدنية من مستشفيات ومدارس ودور عبادة ومخابز ومنشآت.. الخ.
ثلثا سكان المحافظات الشمالية باقون
ويضيف
الجهاز أن هذه الأعداد المتبقية من الفلسطينيين من أصل 1.2 مليون فلسطيني كانوا
يقيمون في تلك المحافظات منهم 448 ألفا في محافظة شمال غزة، و754 ألفا في
محافظة غزة وذلك عشية عدوان الاحتلال على القطاع.
أي أن
نحو ثلثي سكان محافظتي الشمال ما زالوا يقيمون في مناطق شمال القطاع، في حين نزح
نحو ثلث سكان محافظتي الشمال أي ما يقارب 400 ألف نسمة إلى محافظات وسط وجنوب قطاع
غزة "دير البلح، خانيونس،
رفح" ليكون عدد المقيمين حالياً في محافظات
وسط وجنوب القطاع 1.43 مليون نسمة.
من
جانبه بين المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن عدد النازحين بفعل الغارات
الإسرائيلية في جميع أنحاء القطاع بلغ نحو 1.5 مليون نازح في آخر إحصائية نشرها
المكتب يوم أمس الخميس.
أرقام
دقيقة ومنهجية في الإحصاء
وبينت الإحصائيات
التي وثقها الجهاز معتمدا على بيانات فعلية رصدت الواقع في قطاع غزة قبل وأثناء
العدوان على القطاع باستخدام بيانات شركات الاتصالات الفلسطينية ووزارة الاتصالات
وتكنولوجيا المعلومات، ومسح إنفاق واستهلاك الأسرة الفلسطيني للأرباع الثلاثة الأولى من العام 2023، والمسح الأسري لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات للربع
الثالث من العام 2023، بالإضافة إلى الإسقاطات السكانية.
إصرار
على الصمود ورفض للتهجير القسري
وكان
جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ بدء عمليات التوغل البري في قطاع غزة طالب بشكل مستمر،
أهالي شمال غزة بالنزوح جنوبا مدعيا أن هذه المناطق آمنة، لكن معظم سكان تلك
المناطق أكدوا صمودهم في منازلهم وعدم النزوح ورفضهم للتهجير.
في حين
يؤكد الفلسطينيون، رفضهم التهجير بما في ذلك في أثناء إنقاذهم من تحت الأنقاض، حيث
يؤكدون أن استشهادهم على أراضيهم أهون من تكرار النكبة.