أكد أول سفير أردني لدى
الاحتلال مروان المعشر، أن فكرة القضاء على
المقاومة الفلسطينية في
قطاع غزة أثبتت فشلها، لأن القدرة العسكرية للمقاومة لا تزال موجودة في معظمها بعد 47 يوما من الحرب.
وقال المعشر (الذي شغل منصب نائب رئيس الوزراء الأردني أيضا)، في مداخلة هاتفية عبر برنامج إذاعي محلي، أمس الأربعاء، إنه بعد 15 ألف شهيد في غزة، ثبت أنه ليس هناك حل عسكري.
واعتبر أن
حل الدولتين واستمرارية نجاح طرحه، بحاجة إلى ثلاثة شروط غير متوفرة حاليا، وهي وجود إرادة سياسية جادة من الولايات المتحدة الأمريكية، يحدد فيها الهدف النهائي وهو إنهاء الاحتلال، وإيجاد حكومة إسرائيلية جديدة تكون راغبة بالسلام وتقبل بإنهاء الاحتلال، وإجراء انتخابات فلسطينية جديدة"، كما نقلت صحيفة عمون الأردنية.
وأوضح المعشر أنه "إذا لم تتوفر هذه الشروط، فإنه لا يمكننا الحديث عن حل دولتين"، مشيرا إلى أن "توفرها في هذه المرحلة غير مطروح، وبالتالي فإن حل الدولتين ليس ممكنا".
ورفض المعشر الحديث عن حالة انقسام بين قطاع غزة والضفة الغربية، مؤكدا أن هذا ما تريده "إسرائيل" وهو تكريس الانقسام، لكن الحقيقة هي أن كل الحجج التي تقود إلى عدم اجراء انتخابات هي حجج يمكن التغلب عليها.
وقال إنه لا بد من إجراء انتخابات فلسطينية تفرز قيادات جديدة، لأنه إذا أردنا إنهاء الاحتلال فلا بد لأي سلطة فلسطينية أن تحصل على شرعية متجددة، وهو أمر ليس موجودا اليوم.
وعلق المعشر على الهدنة المرتقب تنفيذها، بأنها مطلوبة لأن الغزيين تعبوا فعلا ولا بد من إدخال المساعدات إلى القطاع، ومن جهة أخرى تتعرض حكومة الاحتلال إلى ضغوطات كبيرة، مؤكدا في ذات الوقت أن الهدنة المؤقتة ليست هدفا، بل المطلوب حاليا هو التوصل إلى إيقاف الحرب بشكل دائم، وهو ما لا تريده "إسرائيل" ولا تريده كذلك الولايات المتحدة الأمريكية.
ودخل العدوان الإسرائيلي على غزة يومه الـ48، وسط تنفيذ الاحتلال مجازر وحشية في مناطق مختلفة من القطاع.
وارتقى خلال الساعات الماضية حتى صباح الخميس، عشرات الشهداء، فيما أصيب مئات الجرحى، في غارات عنيفة على مخيمي جباليا، والنصيرات ودير البلح.
وحتى مساء الأربعاء، وصلت الأرقام الرسمية لعدد الشهداء وفقا لوزارة الصحة إلى 14532، بينهم 6000 طفل، و4000 سيدة، ما يعني أن 69 بالمئة من الشهداء هم من فئتي الأطفال والنساء.
ومن المتوقع أن يتجاوز عدد الشهداء حاجز الـ15 ألفا خلال الـ24 ساعة المقبلة.