سياسة عربية

سامح شكري يقر بتحكم الاحتلال في معبر رفح.. "الإسرائيليون يحددون القوائم"

وزير الخارجية المصري: "الفلسطينيون أنفسهم لا يرغبون في المغادرة ولا ينبغي تهجيرهم قسرا"- جيتي

اعترف وزير الخارجية المصري، سامح شكري بفقدان مصر لسيادتها على معبر رفح البري مع قطاع غزة، بعد تسليمها باتفاق يعطي فرصة للاحتلال الإسرائيلي بالتحكم في حركة المرور من المعبر.

وقال شكري بشأن استغراق خروج الأشخاص والجرحى من معبر رفح لوقت طويل؛ إن الأمر "يتوقف على الاتفاقات التي نبرمها مع إسرائيل وحماس، وبمساعدة السفير ديفيد ساترفيلد (المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط)، لذلك فالأمر منوط بالإسرائيليين لتحديد وتقديم قوائم بأسماء الأشخاص الذين يمكنهم الخروج".

من جهة أخرى، اعتبر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، قبول دخول النازحين الفلسطينيين إلى الأراضي المصرية "انتهاكا للقانون الإنساني الدولي"، مؤكدا أن بلاده "لم تشارك في أي حصار على غزة، ولم تساهم في عزلها".

وقال شكري، في مقابلة مع قناة "سي إن إن" الأمريكية، بشأن استضافة النازحين الفلسطينيين: "هذا الأمر يعد انتهاكا للقانون الإنساني الدولي، وأن أي شكل من أشكال النزوح سواء كان داخليا أو خارجيا يعدّ انتهاكا، ولن نكون طرفا بشكل ضمني في مثل هذا الانتهاك".

وتعد مصر المنفذ الوحيد على قطاع غزة، إذ تستقبل المساعدات الدولية القادمة من مختلف أنحاء العالم، ليتم إدخالها إلى القطاع المحاصر الذي نزع أكثر من ثلث سكانه، عبر بوابة رفح الحدودية، فيما تؤدي القاهرة دورا في الوساطة بين حركة "حماس" و"تل أبيب"، وهو ما أثمر عن أول هدنة إنسانية بشراكة قطر والولايات المتحدة يوم 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، واستمرت 7 أيام.


ولفت وزير الخارجية المصري، إلى أن "الفلسطينيين أنفسهم لا يرغبون في المغادرة، ولا ينبغي تهجيرهم قسرا"، مشددا على أن "تصفية القضية الفلسطينية عن طريق إبعاد الفلسطينيين عن أراضيهم أمر غير مقبول، وهو انتهاك للقانون الإنساني الدولي"، بحسب الوكالة الرسمية.

وحول ما تتلقاه مصر من انتقاد بشأن دورها في محاصرة القطاع، قال؛ إن "مصر لم تشارك في أي حصار على قطاع غزة ولم تسهم في عزلها، وأن معبر رفح كان دائما مفتوحا"؛ مذكرا أن "معبر رفح في الأساس هو لعبور الأشخاص وليس البضائع"، ملقيا باللوم على الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف: "المعابر الإسرائيلية هي المسؤولة عن ذلك، وهو التزام القوة المحتلة التي هي إسرائيل لتوفير احتياجات الشعب الفلسطيني، لذلك فإن معبر رفح كان دائما مفتوحا ولم يتم إغلاقه، وما زال يدعم الشعب الفلسطيني".

وبحسب الهيئة العامة للاستعلامات المصرية (رسمية)، فإنه تم إدخال 3313 شاحنة مواد غذائية وإغاثية ووقود وغاز منزلي، واستقبال 682 مصابا، وإجلاء 11067 من المصريين والرعايا الأجانب من القطاع، منذ بدء المساعدات.

وأعلن الاحتلال الإسرائيلي فتح معبر أبو كرم سالم في "الأيام المقبلة"؛ من أجل تفتيش المساعدات التي تدخل إلى قطاع غزة. 


وتشير المعلومات التي حصلت عليها "عربي21"، إلى أن جنود الاحتلال يصادرون الأدوية والمسكنات، ويتلاعبون بطرود المساعدات التي تدخل من معبر رفح، وسط انتقادات تطال القاهرة بشأن صمتها على هذه التصرفات. 

"مافيا معبر رفح"
وشكلت الترتيبات الجديدة التي سلمت بها مصر لتشغيل معبر رفح بعد اندلاع الحرب على غزة، فرصة لصعود شبكة من "مافيا التنسيقات"، يتزعمها ضباط مصريون متنفذون يمارسون عمليات ابتزاز مالي، مقابل تسهيل الخروج من قطاع غزة. 

وكشفت مصادر محلية على اطلاع لـ"عربي21"، أن ضباطا في الأمن الوطني المصري وأجهزة أخرى تعمل على معبر رفح، يستغلون حاجة الفلسطينيين للسفر عبر معبر رفح، نظير مبالغ طائلة.


وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه؛ إن الإجراءات الصعبة للخروج من غزة عبر معبر رفح، وخضوع مصر للإملاءات الإسرائيلية الأمريكية بشأن طريقة المرور عبر المعبر الذي يعد فلسطينيا مصريا خالصا، شكلت فرصة لضباط مصريين من أجل الاغتناء والتربح غير المشروع، عبر طلب مبالغ هائلة قد تصل إلى 7000 دولار، مقابل تمكين الشخص الواحد من المرور من غزة باتجاه الأراضي المصرية.