أعلن الجيش
السوداني، أنه يجري تحقيقا في أسباب انسحاب قواته من مدينة
ود مدني عاصمة ولاية الجزيرة، الاثنين الماضي.
وقال الجيش في بيان الثلاثاء، إن "قوات رئاسة الفرقة الأولى انسحبت أمس الاثنين من مدينة ود مدني، ويجري التحقيق في الأسباب والملابسات التي أدت لانسحاب القوات من مواقعها".
وأضاف أنه سيتم رفع نتائج التحقيق إلى "جهات الاختصاص"، ومن ثم إعلانها للرأي العام.
والاثنين، دخلت قوات الدعم السريع إلى المدينة بعد قتال ومواجهات عنيفة ضد الجيش منذ 16 كانون الأول /ديسمبر الجاري، ما تسبب بنزوح أكثر من 300 ألف شخص هروبا من القتال، بحسب المنظمة الدولية للهجرة.
وكشفت "الدعم السريع"، أن قائدها محمد حمدان دقلو "
حميدتي"، أصدر قرارا الثلاثاء بتكليف القائد أبو عاقلة محمد أحمد كيكل بمهام قيادة الفرقة في ود مدني.
وأضافت، في بيان، أن "تحرير ولاية الجزيرة من قبضة أعداء شعبنا (الجيش السوداني) خطوة في اتجاه تحرير كامل الوطن والتفرغ لبناء الدولة السودانية على أسس جديدة تحقق الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية".
وتقع "ود مدني" على بعد 170 كيلومترا تقريبا إلى الجنوب الشرقي من العاصمة الخرطوم في ولاية الجزيرة، وهي مدينة تكتظ بالنازحين من مناطق القتال كما أنها تمثل مركزا مهما للمساعدات.
واتسعت رقعة الصراع المتواصل بين الجيش وقوات الدعم السريع لتشمل تسع ولايات بعد انتقال المعارك إلى الجزيرة، وهي الخرطوم وولايات إقليم دارفور الخمس، وولايات إقليم كردفان الثلاث.
وولاية الجزيرة هي الثانية في عدد السكان والثقل الاقتصادي بعد العاصمة، وفيها أكبر مشروع زراعي في البلاد، ولديها موقع استراتيجي حيث تربط الخرطوم التي تبعد عنها 186 كيلومترا مع ولايات شرق البلاد، وتؤوي أكثر من نصف مليون نازح، أغلبيتهم من العاصمة.
ويخوض الجيش بقيادة رئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح
البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي، حربا متواصلة منذ منتصف نيسان /أبريل الماضي، ما تسبب بمقتل أكثر من 12 ألف شخص وما يزيد عن 6 ملايين نازح ولاجئ، وفقا لأرقام الأمم المتحدة.