نشرت صحيفة "
نيزافيسيمايا"
الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن كشف الحكومة الإسرائيلية للبنتاغون عن نيتها إنشاء
منطقة أمنية في المناطق الحدودية مع
لبنان؛ لمنع هجمات حزب الله ومقاتلي
حماس في
لبنان.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن إدارة بايدن طلبت من حليفها -رداً على ذلك- منح وقت
للدبلوماسيين، بينما يخشى ممثّلوها أن يتجاوز نطاق الصراع قطاع غزة.
وحسب موقع "أكسيوس"، فإن
الجانب الأمريكي تلقى إشارة من إسرائيل بشأن الاستعداد لإقامة منطقة عازلة على
الحدود مع لبنان. ووفقًا لهذه البيانات، فقد أثير الموضوع في محادثة بين رئيس
الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ووزير الدفاع لويد أوستن.
دعت الحكومة الإسرائيلية إلى التوصّل
إلى اتفاق بوساطة أمريكية مع لبنان، يتضمّن انسحاب قوات حزب الله مسافة 10
كيلومترات؛ لمنع المسلحين من قصف المواقع الإسرائيلية على طول الحدود أو تكرار
سيناريو الغزو البري لحماس الذي حدث في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. وقد
عبّر نتنياهو وغالانت عن رغبتهما في ملاحظة تقدم في الأسابيع القليلة المقبلة، إلا
أن أوستن طلب منهما ترك الوقت للدبلوماسية، وعدم اتخاذ خطوات من شأنها تصعيد
التوترات في المنطقة.
ذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تحثّ
قوات الدفاع الإسرائيلية على التخفيف من حدة العمليات في قطاع غزة، وذلك باستخدام
المزيد من القوات البرية، وتقليل الضربات الجوية. بهذه الطريقة، يريد البيت الأبيض
تقليل عدد الضحايا المدنيين، وزيادة إمدادات المساعدات الإنسانية. لكن أكد مسؤولو
البنتاغون علنًا أنهم لا يستطيعون أن يملوا على إسرائيل الشروط والموعد النهائي
لعملية برية.
في هذه الأسابيع، يحاول أعضاء حزب الله
استهداف المواقع الأكثر حساسية لدى الجيش الإسرائيلي ويتجلى ذلك في تنفيذه هجومين
على مواقع تتمركز فيها أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية. وقد ذكر حزب الله أن
"مقاتلي المقاومة الإسلامية نفذوا ضربات مدفعية على موقعين لإطلاق نظام القبة
الحديدية للدفاع الصاروخي بالقرب من قرية كابري اليهودية"، مشيرا إلى أن
الهجمات بدأت تعبيرا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني المعارض للعدوان الإسرائيلي
على قطاع غزة.
أشارت الصحيفة إلى أن القيادة
الإسرائيلية اقترحت تطبيق مفهوم المنطقة العازلة على أراضي قطاع غزة؛ لمنع تكرار
التسلل البري إلى أراضيها، وقد أحاطت إدارة بايدن ودول العالم العربي علما بذلك،
لكنها لم تقدم لهم أي تفاصيل، ما أثار الكثير من الشكوك حول الهدف الحقيقي
للمبادرة.
وأوردت الصحيفة أن هناك افتراضات واسعة
النطاق مفادها أنه حتى بعد الانتهاء من العملية البرية في غزة والبحث عن الأسرى،
لن يتمكّن نتنياهو من سحب قواته العسكرية من الأراضي الفلسطينية.
وتستبعد دراسة أجراها مركز ستراتفور
التحليلي المقرب من أجهزة الاستخبارات الأمريكية، إنجاز إسرائيل عملية فعالة في
لبنان قبل انتهاء الأعمال العدائية الرئيسية في قطاع غزة. وأشارت الدراسة إلى أنه
"حتى في حالة تفضيل إسرائيل استخدام التصعيد السريّ أو المحدود والضغط
الدبلوماسي لإقامة علاقات مستقرة مع حزب الله وحماس على الحدود الشمالية، وعلى
الرغم من الاستفزازات العسكرية الكبيرة التي يقوم بها المسلحون، فإن الجيش
الإسرائيلي حاليًا ومع استمرار العمليات البرية الكبرى في قطاع غزة يعاني نوعا من
الإرهاق".
في المقابل، يعتقد المحلّلون أن حكومة
نتنياهو تريد تجنّب الحرب في المنطقة. وقد ورد في الدراسة التي أجراها مركز
ستراتفور: "في حين أن التوصل إلى اتفاق دبلوماسي جزئي أو غير رسمي أمر ممكن،
من المستبعد انسحاب حزب الله من الحدود الجنوبية أو الضغط على حماس لمنع شن هجمات
مستقلة على شمال إسرائيل، ما يعني أن إسرائيل ستكون مضطرة إلى مواجهة المزيد من
الهجمات المتقطعة".
وأضافت الدراسة: "قد يوافق حزب
الله على إنشاء خطوط اتصال غير مباشرة مع إسرائيل لمنع الصراع من خلال وكيل، ومن
المرجح أن يكون منفتحًا على إيجاد طريقة لإعادة التفاوض على قواعد الاشتباك مع
إسرائيل لمنع حرب أخرى. لكن هذه الديناميكية ستكون غير مستقرة، وتخضع لضغوط إضافية
في كل مرة يهاجم فيها الفلسطينيون شمال إسرائيل".
ووفقًا لمركز ستراتفور، فإن خطط إسرائيل
لمرحلة ما بعد الصراع في غزة تشمل إعادة
الاحتلال العسكري لمعظم القطاع خلال عام
2024، الأمر الذي سيشكل مصدر إزعاج لحزب الله، الذي يقدم نفسه كمدافع عن مصالح
الفلسطينيين.