أقالت قناة "TGRT" الإخبارية التركية مذيعة ومخرجا لديها بعد موجة انتقادات حادة طالت المؤسسة، وذلك إثر ظهور كوب يحمل شعار شركة "ستاربكس" خلال إحدى نشرات الأخبار الرئيسية، مشددة على رفضها القاطع للحادثة.
وضجت مواقع التواصل الاجتماعي التركية بمقطع مصور تظهر فيه المذيعة ميلتم غوناي وبجانبها كوب "ستاربكس" على الهواء مباشرة، في وقت تتعرض فيه شركة المقاهي الأمريكية إلى مقاطعة واسعة بسبب ارتباطها بالاحتلال الإسرائيلي الذي يشن حرب إبادة جماعية متواصلة ضد أهالي قطاع
غزة.
وانتقد ناشطون وصحفيون القناة التركية بشدة، وكتب الناشط فرقان بولوكباشه: "كأس ستاربكس في نشرة الأخبار الرئيسية TGRT، لقد اشترت إسرائيل لنفسها منفذا إعلاميا، وتناثرت دماء الأطفال
الفلسطينيين على الشاشة".
وأضاف في تدوينة عبر حسابه في منصة "إكس" (تويتر سابقا): "بعد اليوم، لن أشاهد TGRT ولو لثانية واحدة، وسأقطع تواصلي مع من يشاهدونها".
أما الصحفية بشرى ديده، فقد قالت عبر منصة "إكس" مخاطبة القناة: "ماذا يعني تقديم الأخبار بكوب ستاربكس؟ ما الرسالة التي تريدون توجيهها ولمن توجهونها؟ قفوا عند حدكم".
فيما كتب الناشط سليمان كورت ساخرا من القناة التركية، قائلا: "هل دفعتم ضريبة الإعلان الذي قدمتموه في نشرة الأخبار لأجل ستاربكس؟".
ولم تمض سوى ساعات قبل أن تعلق القناة التركية على الجدل الثائر بشدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث أصدرت بيانا صحفيا عبر منصاتها، أشارت فيه إلى فصل المذيعة ومخرجها المسؤول عن النشرة الإخبارية من عملهما على الفور، مشددة على مواصلة وقوفها إلى جانب الشعب التركي وأهالي قطاع غزة.
وجاء في البيان، إنه "في البث الإخباري لقناة TGRT شوهدت ميلتم غوناي، التي كانت مذيعة، وهي تقدم الأخبار مع كوب ستاربكس أمامها".
وأضاف: "وفقا لمبادئ مؤسستنا، يُمنع منعا باتا على المذيع الظهور بطريقة تعلن سرا عن أي شركة. لقد تم فصل مذيعة الأخبار والمخرج الذي تصرف بشكل مخالف لهذا المبدأ لسبب عادل".
وتابع: "مؤسستنا لديها فهم يعرف حساسيات الشعب التركي تجاه غزة ويدافع عنها حتى النهاية. ومن المستحيل تماما الموافقة على أي إجراء أو نشر مخالف لذلك. نحن لا نوافق على هذا التصرف من المذيعة والمخرج اللذين تم إنهاء عقود عملهما، وندينه بشدة".
وشدد على أنه "من الآن فصاعدا، ستواصل مؤسستنا الوقوف إلى جانب الشعبين الغزي والتركي وحماية حساسياتهما حتى النهاية".
يشار إلى أن
تركيا تشهد حملات مقاطعة واسعة الانتشار على مختلف الصعد للمنتجات والشركات المرتبطة بالاحتلال الإسرائيلي منذ بدء العدوان الوحشي على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول /أكتوبر الماضي.
وكان البرلمان التركي قد أصدر قرارا يقضي بحظر بيع المنتجات المرتبطة بالاحتلال في مرافقه، لكن أحزابا معارضة هاجمت حزب "العدالة والتنمية" غير مرة بسبب تواصل الأعمال التجارية مع "إسرائيل"، فيما تقول الحكومة إن التجارة المتواصلة تتعلق بشركات القطاع الخاص.