كشف رجل الأعمال ورئيس نادي فنربهشة التركي علي كوتش، أسباب إلغاء مباراة كأس "
السوبر التركي" التي كان من المقرر لعبها بالعاصمة
السعودية الرياض في 30 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، وذلك في أول تعليق له على الحادثة التي أخذت بعدا سياسيا في الأوساط التركية.
وكان ناديا غلطة سراي بطل الدوري الممتاز، وفنربهشه بطل كأس
تركيا، قررا عدم لعب المباراة النهائية في اللحظات الأخيرة، بسبب رفض المسؤولين السعوديين دخول لاعبي الفريقين بقمصان تحمل صورة الزعيم التركي مصطفى كمال أتاتورك، ورفع شعارات وصفت بأنها تحمل مضامين سياسية.
في المقابل أشارت الجهة السعودية المنظمة، وهي "موسم الرياض"، إلى أن سبب إلغاء المباراة يعود إلى عدم التزام الفريقين بالاتفاق المبرم إثر إصرارهما على رفع صور وشعارات لأتاتورك، الأمر الذي يدخل في إطار الشعارات السياسية المرفوضة.
من المسؤول عن الأزمة الرياضية؟
وقال كوتش في لقاء متلفز مع قناة "
خبر تورك" المحلية، مساء الجمعة، إن المسؤول الأول عن فشل نهائي كأس "السوبر التركي" في الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية هو اتحاد كرة القدم التركي.
وطالب كوتش رئيس اتحاد كرة القدم التركي محمد بيوك إكشي، بالاستقالة من منصبه بعد الأزمة التي حاولت جهات محلية استثمارها لتحويلها إلى أداة ضغط سياسية، بحسب تعبيره.
وردا على سؤال عن ما إذا كان المسؤولون في السعودية تعمدوا التشديد على منع شعارات أتاتورك، أكد رجل الأعمال التركي أن الجهة السعودية المنظمة كانت "الأقل اختلاقا للمشكلات"، لافتا إلى أن المسؤولية تعود على الاتحاد التركي الذي لم يبلغ الفريقين بأي تفاصيل حول الاتفاق المبرم قبل التوجه إلى العاصمة السعودية.
وكانت مواقع التواصل الاجتماعي التركية ضجت بإشاعات تفيد بمنع السلطات السعودية رفع شعارات وصور لأتاتورك فضلا عن عدم السماح بقراءة النشيد الوطني التركي، في ظل ضخ إعلامي كثيف من قبل شخصيات معارضة ربطت الحدث بالسيادة الوطنية، زاعمة أن ما حصل يسيء إلى مؤسس الجمهورية التركية.
إلى ذلك، شدد كوتش على أن السلطات السعودية سمحت بقراءة النشيد التركي رغم أنه من غير المعتاد أن يتم إنشاد الأناشيد الوطنية للفرق قبل انطلاق المباريات.
وعن سبب قرار الناديين التركيين عدم اللعب، كشف كوتش أن إدارة فريقه "فنربهشه" أعدت تصميما خاصا يحمل صورة أتاتورك لقمصان اللاعبين خلال فترة الإحماء فقط للاحتفال بالذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، لافتا إلى أنه لم يخطر في باله أبدا أن يتم الاعتراض على هذه الخطوة، لا سيما في ظل تأكيدات اتحاد الكرة التركية على عزمهم إظهار أهمية الذكرى للعالم أجمع، بحسب تعبيره.
وشدد على أن ناديه أرسل قبل التوجه إلى الرياض صورا للقمصان من أجل الحصول على الموافقة، إلا أنه لم يتلق أي رد، موضحا أنه علم بوجود مشكلة لدى السعوديين في هذا الصدد عصر يوم انطلاق المباراة.
ولفت كوتش خلال حديثه، إلى أنه أراد رغم المنع السعودي "تجربة" خروج لاعبيه للإحماء بالقمصان التي تحمل صورة أتاتورك، إلا أن الأمن السعودي دخل إلى حجرات تغيير ملابس اللاعبين وصادر اللوحات التي تحمل شعارات أتاتورك، بحسب تعبيره.
وتابع بأن الفريقين التركيين رفضا النزول إلى الملعب وقررا العودة إلى تركيا، بناء على عدم رغبتهما في إجراء نهائي كأس السوبر في الذكرى المئوية دون الاحتفاء بأتاتورك.
هل تدخل أردوغان لإجراء المباراة في السعودية؟
وحول محاولة جهات سياسية "استثمار الحدث لأجل مصالح شخصية"، ندد كوتش بمحاولة المعارضة تحويل الحدث الرياضي إلى أزمة سياسية من شأنها أن تضر بالعلاقات بين البلدين، كما أنه ندد بسعي صحفيين مقربين من الحكومة، لتحميله مسؤولية ما جرى تحت مزاعم عمله على دعم المعارضة في الانتخابات المحلية القادمة.
وشدد رجل الأعمال التركي، على أن الأزمة نتجت عن سوء تخطيط من الاتحاد التركي لكرة القدم، وأنها حدث رياضي لم تتدخل به أي جهة سياسية.
وردا على سؤال المذيع حول ما إذا كان قرار إجراء المباراة في السعودية جاء بطلب من الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان من أجل تعزيز العلاقات بين البلدين، فقد نفى كوتش وجود أي صلة لأردوغان، مشددا على أنه لم يسمع حتى باسمه خلال كافة الاجتماعات التي انضم إليها في سياق التجهيز لنهائي البطولة التركية.
وكان أردوغان علق على إلغاء مباراة كأس "السوبر التركي" في الرياض، متهما أحزاب المعارضة باستغلال الحادثة.
وقال أردوغان خلال حفل توزيع جوائز "نجيب فاضل" الثقافية لعام 2023، السبت الماضي، إن "المعارضة لا تظهر للعلن في أي قضية تصب في مصلحة الوطن والشعب والديمقراطية التركية".
وشدد على أن "تحويل الرياضة إلى أداة للمنافسة السياسية اليومية، مهما كان السبب، أمر خاطئ، ولا يعود بالفائدة على الرياضة التركية"، معربا عن أمنيته في أن "تُذكر الرياضة التركية، لا سيما كرة القدم، بالإنجازات وليس بالسجالات".