قالت المحللة السياسية الإسرائيلية، تسفي برئيل،
إن وزير خارجية الولايات المتحدة، أنتوني
بلينكن، حمل طلبا للرئيس التركي رجب طيب
أردوغان، من أجل إبعاد قادة حماس الموجودين في
تركيا إلى الخارج.
وأوضح في مقال له بصحيفة هآرتس العبرية، أن
بلينكن أوضح لأردوغان، أن حماس لن يكون لها أي دور، سواء في المفاوضات السياسية،
أو في حل "اليوم التالي لغزة"، وفق قوله.
ولفت إلى أنه عرض على الرئيس التركي أن يكون
مشاركا في دعم جسم فلسطيني آخر، يوافق على تحمل المسؤولية في إدارة القطاع، وكذلك
أن يقيم علاقات وطيدة أكثر مع السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس.
وأضاف: "دبلوماسي تركي أخبرني أن
بلينكن فحص إمكانية استعداد تركيا لتكون جزءا من تحالف دول ستعمل على إعادة
الإعمار في
غزة بعد الحرب".
ونقل عن المصدر
التركي تساؤل أردوغان ما إذا كان في جيب بلينكن موافقة إسرائيلية على جسم فلسطيني
معين لإدارة القطاع، وإذا كان الجواب لا، فما الذي ستفعله واشنطن لتفرض على
إسرائيل الموافقة على إدارة فلسطينية لغزة، وهو السؤال ذاته الذي سمعه بلينكن من
نظيره الأردني أيمن الصفدي.
وقال المحلل
الإسرائيلي، إن "ملك الأردن هو الأكثر قلقا في هذه الأثناء، بعد تكريسه الكثير
من الوقت من أجل الحديث عن الضفة الغربية، والخشية من طموحات إسرائيل لترحيل
الفلسطينيين إلى الأردن".
وتابع: "حتى
قبل عقد اللقاء بين بلينكين وزعماء قطر والإمارات والسعودية ومصر، يمكن التقدير دون مخاطرة بأن هذا سيكون السؤال الذي سيقف في مركز المحادثات في اللقاءات، لأنه
حتى لو أن زعماء هذه الدول كانوا يرغبون، لكن هم لا يريدون المشاركة في إدارة غزة
أو الاستثمار في إعادة الإعمار، قبل أن يتم التوصل إلى موافقة إسرائيل على الطريقة
التي ستدار بها غزة، وطالما أن الولايات المتحدة لا تستطيع أو لا تريد استخدام
الضغط على إسرائيل، فإنه لا يوجد ما يمكن التحدث حوله".
وشدد على أن "النتيجة الحاصلة هي أن الدولة
العظمى الأقوى في العالم تعمل كشرطي محلي يعالج كل قطاع على حدة، لبنان، غزة، والبحر الأحمر، وبدلا من مواجهة المهمة الاستراتيجية التي يمكنها ويجب عليها
القيام بها، توجد الآن تداعيات خطيرة".
وقال إن ما تقوم به الولايات المتحدة يتسبب في أن "يكون في إسرائيل شعور من
غياب الحاجة الملحة للتخطيط للمرحلة التي ستعقب الحرب، وحتى ولو ظاهريا، وهي تبعد
الحاجة إلى تحديد ما الذي سيعتبر ‘نجازا لأهداف الحرب، ليس فقط كشعار مثل تصفية
حماس وإزالة التهديد الأمني الذي يواجه سكان الغلاف، بل حتى إعادة المخطوفين، الهدف
الذي يبدو إلى الآن بعيدا جدا".