نشر موقع "لايف سيانس"
تقريرا للصحفي بن تيرنر قال فيه إن أول
مركبة فضائية أمريكية تحاول الهبوط السلس على سطح
القمر منذ أكثر من 50 عاما، تعرضت لخسارة فادحة في الوقود الدافع، ما أدى إلى فشل مهمتها.
وانطلقت المركبة الفضائية "بيريغرين"، المملوكة لشركة "Astrobotic Technology" الأمريكية الخاصة، من كيب كانافيرال بولاية فلوريدا، على متن صاروخ فولكان في الساعة الـ2:18 صباحا بتوقيت شرق الولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي.
وواجهت مهمة الوصول للقمر صعوبات فنية منعت المركبة الفضائية "بيريغرين" من توجيه ألواحها الشمسية نحو الشمس، بعد ست ساعات فقط من الرحلة.
ومع تضاؤل طاقة بطارية المركبة، فقد وجد المهندسون حلا مكنهم من إمالة المركبة وشحن الألواح.
لكن الأخبار السيئة جاءت في التحديث الرابع من الفريق، حيث حدث تسرب في المركبة الفضائية، ما أدى إلى فقدان وقود الصاروخ اللازم للهبوط على سطح القمر.
وقال ممثلو "أستروبوتيك" في بيان: "لسوء الحظ، يبدو أن الفشل في نظام الدفع يتسبب في خسارة فادحة للوقود".
و"يعمل الفريق على محاولة تثبيت هذه الخسارة، ولكن بالنظر إلى الوضع، فقد أعطينا الأولوية للحصول على أكبر قدر من العلوم والبيانات التي يمكننا جمعها".
لقد أحبط هذا الخطأ أول جهد أمريكي منذ عام 1972 - وأول رحلة تجارية على الإطلاق إلى القمر، تحاول الهبوط الآمن على سطح القمر.
ويعني ذلك أن حمولتها التي تحتوي على رفات العديد من أعضاء فريق "Star Trek" والحمض النووي لرؤساء الولايات المتحدة السابقين ستُفقد في الفضاء.
وكانت المركبة الفضائية التي يبلغ وزنها 1.3 طن (1.2 طن متري) بحاجة إلى إعادة توجيه محركها لإطلاق نفاثات متقطعة متحكم بها أثناء هبوطها على القمر.
وكان من المقرر أن تتخذ "بيريغرين" مسارا دائريا إلى مكان الهبوط النهائي، حيث يفترض بداية أن تقوم بمحاولة الهبوط في 23 شباط/ فبراير.
ومن المقرر أن تقوم مركبة الهبوط بنشر خمس حمولات تابعة لوكالة
ناسا (كلفت الوكالة 108 ملايين دولار لتجهيزها) و15 تجربة أخرى على القمر.
وذكر التقرير، أنه تم تصميم الأدوات "التي تشمل أجهزة لقياس مستويات الإشعاع والجليد السطحي والمجالات المغناطيسية" لجمع البيانات حول موارد القمر والمخاطر المحتملة على السكن البشري.
ومن المثير للجدل أن المركبة الفضائية تحمل رفاتا بشريا، بما في ذلك رفات كاتب الخيال العلمي آرثر سي كلارك ومؤلف ستار تريك المبدع جين رودينبيري وزوجة وابن رودينبيري ونيشيل نيكولز وجيمس دوهان وديفورست كيلي، الذين لعبوا أدوار نيوتا أوهورا ومونتغمري سكوت والدكتور ليونارد ماكوي، على التوالي، في مسلسل الخيال العلمي الكلاسيكي.
وتم تخزين عينات من الحمض النووي لرؤساء الولايات المتحدة جورج واشنطن، ودوايت آيزنهاور، وجون إف كينيدي، ورونالد ريغان، إلى جانب الرفات.
ولكن مع بقاء 40 ساعة فقط من الوقود الدافع في المركبة الفضائية، فإن الهدف المحدث لشركة أستروبوتيك هو جعل مركبة الهبوط قريبة من القمر قدر الإمكان.
وقال ممثلو "أستروبوتيك": "في هذا الوقت، الهدف هو جعل ’بيريغرين’ أقرب إلى المسافة القمرية قدر الإمكان قبل أن تفقد القدرة على الحفاظ على موقعها الموجه للشمس وتفقد طاقتها لاحقا".
وتعد شركة أستروبوتيك، الشركة الأولى من بين ثلاث شركات أمريكية ترسل مركبة هبوط إلى القمر هذا العام، إلى جانب شركتي Intuitive Machines وFirefly Aerospace، حيث دخلت في شراكة جديدة بين القطاعين العام والخاص مع وكالة ناسا، التي سترسل خمس بعثات أخرى إلى القمر في عام 2024.
وترى الشراكة أن وكالة ناسا تعمل بمثابة "الزبون"، حيث تأخذ مقعدا خلفيا للشركات في ما يتعلق بتصميم المركبات الفضائية وتخطيط المهام - وهو ترتيب تقول وكالة ناسا إنه سيخفض التكاليف، ويعزز سرعة التطوير، ويشجع الابتكار.
وعلى هذا النحو، ذكرت "ناسا" أنها تستطيع تحمل بعض الإخفاقات، ومع ذلك فإن خسارة المهمة لا تزال كبيرة.
وقال توماس زوربوشن، المدير المساعد لمديرية المهام العلمية التابعة لوكالة ناسا، في مؤتمر صحفي عام 2019: "سنعمل على تحفيز سرعة الإنجاز بالتمويل".
وقال زوربوشن في مقابلة عام 2022: "نريد أن نبدأ بالتسديد نحو المرمى".