فلسطين تلك القطعة التي تتوسط قلب العالم الإسلامي، والتي يتوج جبينها "المسجد الأقصى" مسرى نبي الإسلام، وعطر ترابها مولد المسيح عيسى بن مريم، وبارك كل شبر بها أبو الأنبياء إبراهيم الخليل، تمتد أزمتها في العصر الحديث من هزيمة الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى (1914- 1918).
حينها سقطت فلسطين في فخ الانتداب البريطاني، وخططه باقتطاعها من حاضنتها العربية والإسلامية وتسليمها للعصابات الصهيونية لتكون وطنا قوميا لليهود، وفق وعد "بلفور" الشهير عام 1917، والذي فتح لهم باب الهجرة الجماعية من أنحاء العالم بين عشرينيات وأربعينيات القرن الماضي، ما تبعه إعلان دولة
الاحتلال عام 1948.
منذ ذلك الحين، خاض الفلسطينيون والعرب العديد من الحروب منها "نكبة 1948"، وضياع فلسطين وظهور أزمة الشتات الفلسطيني، ثم الاعتداء الإسرائيلي على مصر بحرب العام (1956)، ثم "نكسة 1976"، التي ضاعت على إثرها الضفة الغربية وقطاع
غزة وسيناء والجولان من مصر وسوريا، و"حرب الاستنزاف" (1967- 1970).
وفي الأثناء، جاء "نصر أكتوبر" (1973) بتعاون مصري سوري ودعم عربي، ليوقف اتفاق السلام المصري الإسرائيلي في "كامب ديفيد" (1978)، أوار الحرب مع مصر، لتتغول الآلة العسكرية الإسرائيلية على
لبنان عامي (1982)، و(2006)، وعلى قطاع غزة أعوام (2008)، و(2012)، وغيرها حتى طوفان الأقصى 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
"الحرب الأبشع"
ومنذ ذلك التاريخ تشن إسرائيل أبشع حروبها الدموية بحق العرب والفلسطينيين على قطاع غزة، والتي فاقت نتائجها بالأرقام حروب العرب وإسرائيل مجتمعة، من حيث "عدد الشهداء، والجرحى، والمفقودين، والمهجرين، وعدد المجازر، ودمار البنية التحتية".
وقال تقرير لـ"نيويورك تايمز"، الأمريكية إن حرب غزة الحالية الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين خلال 75 سنة منذ إعلان وجود إسرائيل.
ووفق أرقام فلسطينية رسمية فإن أعداد شهداء فلسطين خلال 100 يوم من حرب الإبادة الدموية الإسرائيلية على غزة، بلغ 23 ألفا و843 شهيدا، 70 بالمئة من النساء والأطفال، فيما بلغ عدد جرحى غزة أكثر من 60 ألفا، والضفة الغربية أكثر من 4 آلاف، وهناك أكثر من 6700 مفقود تحت الأنقاض.
وعن النازحين الفلسطينيين والمدنيين الذين يواجهون "خطر المجاعة الكارثية"، تؤكد إحصائيات نقلتها وكالة "أسوشييتد برس"، أنهم 576 ألفا و600 نازح (26 بالمئة من سكان القطاع)، فيما يصل عدد المهجرين بغزة إلى 1.9 مليون (85 بالمئة من سكان غزة)، فيما لا يحصل 90 بالمئة من نحو 2.3 من سكان القطاع على الطعام ليوم كامل.
كما أن دمار البنية التحتية البالغ 45- 56 بالمئة من مباني غزة ما بين بيوت مدمرة وأخرى متضررة، طال مستشفيات القطاع لتصبح 27 مستشفى، من أصل 36، خارج الخدمة، بجانب تدمير 142 مسجدا و3 كنائس ونحو 69 بالمئة من المدارس.
وعن خسائر الاحتلال؛ تؤكد الأرقام أنه مع صمود
المقاومة الفلسطينية منذ طوفان الأقصى، وخلال 100 يوم من المعارك قُتل 1200 من جيش الاحتلال والمستوطنين، فيما بلغ إجمالي عدد المصابين 12 ألفا و536 إسرائيليا.
وبينما وصل عدد النازحين الإسرائيليين من المستوطنات 249 ألفا و263 مستوطنا (2.6 بالمئة من السكان)، فقد بلغ عدد أسرى الاحتلال لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نحو 253 إسرائيليا أفرجت المقاومة عن 121 منهم، وقُتل 33 بالقصف الإسرائيلي على غزة، ولدى المقاومة نحو 132 إسرائيليا.
وأعلنت "تل أبيب" وعبر بيانات رسمية أن 23 ألفا و169 قتيلا من جيشها راحوا بالمعارك التي خاضتها إسرائيل منذ احتلال فلسطين عام 1948.
واعترفت وفق إحصائية رسمية نشرتها في أيار/ مايو 2014، أن أكثر قتلاها بحروبها مع العرب كانت بحرب النكبة، بمقتل 6500 إسرائيلي، تليها حرب أكتوبر بـ2500، ثم حرب الاستنزاف بـ1000، ثم حرب النكسة بـ750، وحرب لبنان الأولى 1982 بنحو 650 جنديا.
وفي المقابل قتلت إسرائيل في حروبها ضد الفلسطينيين آلاف الشهداء، بينهم نحو 15 ألف فلسطيني بحرب العام 1948، ونحو 17 ألفا و825 شخصا في حرب لبنان الأولى عام 1982، و3 آلاف بمجزرة "صبرا وشاتيلا" وحدها في نفس العام، و1900 فلسطيني في حرب غزة 2008.
وبحسب ما ذكرته وكالة "أسوشييتد برس"، فلقد قتلت إسرائيل نحو 19 ألف عربي في اعتدائها على مصر وسوريا والضفة الغربية بحرب 1967، ملمحة إلى أنها قتلت مثل ذلك العدد بحرب 1973، من المصريين والسوريين.
وتزعم إسرائيل قتل حوالي 7 آلاف مقاتل من حركة حماس، بحسب تقرير "التايمز" البريطانية.
وعقدت "عربي21"، مقارنة بين نتائج ما يجري من مجازر إبادة جماعية وحرب دموية ترتكبها الآلة العسكرية الإسرائيلية بحق الفلسطينيين وبين نتائج أكبر خمس حروب خاضها العرب بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وأطماعه بالأراضي العربية.
"نكبة 1948"
هي أول حرب رسمية بين العرب وإسرائيل (1947– 1949)، عقب إنهاء الانتداب البريطاني على فلسطين، وإعلان قيام دولة إسرائيل في 15 أيار/ مايو 1948، وتوالى اعتراف دول العالم بها خاصة بريطانيا وأمريكا وروسيا، وإصدار الأمم المتحدة قرارها بتقسيمها لدولتين يهودية وعربية، في 29 تشرين الأول/ نوفمبر 1947.
وعلى غير موقفها الحالي بحق حرب الإبادة في غزة 2023، عارضت الدول العربية والجامعة العربية قرار التقسيم، وقررت الأخيرة إرسال جيوش مصر والأردن والعراق وسوريا ولبنان والسعودية بجانب المقاومة الفلسطينية لطرد العصابات الصهيونية "البلماخ، والإرغون، والهاغاناه، والشتيرن" (أيار/ مايو 1948- آذار/ مارس 1949).
الإحصائيات الرسمية الفلسطينية تقدر شهداء فلسطين بتلك الحرب بـ15 ألفا، وبين 3700 إلى 7 آلاف جندي من الجيوش العربية، فيما تشير إحصائيات إسرائيل لـ 5600 قتيل صهيوني.
وعلى طريقة ما يجري الآن في غزة، ارتكبت العصابات الصهيونية عشرات المجازر بحق الفلسطينيين، وقاموا بهدم أكثر من 500 قرية وتدمير المدن الفلسطينية الرئيسية وتحويلها لمدن يهودية، مع استبدال أسمائها بأخرى عبرية.
وبينما تسعى فيه إسرائيل لتهجير نحو 2.3 مليون فلسطيني من غزة جرت إثر نكبة 1948، عمليات تهجير 700 ألف فلسطيني وتجريد من تبقى من جنسيته الفلسطينية، فيما يعيش اليوم غالبية الفلسطينيين (13.7 مليون نسمة) بالشتات نتيجة تلك الحرب.
وظهرت أسماء أبطال المقاومة في حرب غزة 2023، مثل يحيي السنوار، ومحمد الضيف، والناطق الرسمي باسم كتائب القسام أبي عبيدة، كان بطل حرب فلسطين 1948، هو الشهيد عبدالقادر الحسيني، الذي وصل من مصر بفرقة "جيش الجهاد المقدس".
وتماما كما أن للدعم الغربي دورا كبيرا في دعم الاحتلال بمواجهة طوفان الأقصى 2023، فإنه بفضل الأموال التي جمعتها رئيسة الوزراء الإسرائيلية لاحقا، غولدا مائير من أمريكا، وقرار رئيس الاتحاد السوفييتي جوزيف ستالين بدعم إسرائيل، فقد حصلت العصابات الصهيونية على السلاح، وهزمت الجيوش العربية.
وإزاء تلاشي دور الجامعة العربية في الحرب الجارية الآن، فقد خصصت الجامعة في عام 1948، مبلغ مليون جنيه إسترليني، ودعمت "جيش الإنقاذ" بـ 10 آلاف بندقية و3 آلاف متطوع.
وفي الوقت الذي لا يُسمح فيه للمتطوعين المناصرين للفلسطينيين بدخول القطاع الآن، فقد شهدت حرب فلسطين 1948، حضورا لافتا للمتطوعين وخاصة من "كتائب جماعة الإخوان المسلمين".
"نكسة 1967"
(5 حزيران/ يونيو 1967)، يوم مر عليه نحو 56 عاما وهو من أحد أسوأ أيام العرب بالعصر الحديث حيث شهد تدمير إسرائيل سلاح الجو بمصر وسوريا والأردن والعراق، واحتلال سيناء، والجولان، في ستة أيام فيما عُرف بـ"النكسة".
تداعيات تلك الحرب منذ أكثر من نصف قرن ما زالت قائمة، حيث احتلت إسرائيل ثلاثة أضعاف ما سيطرت عليه عام 1948، وبينها الضفة وغزة والقدس الشرقية، وبينما تواصل حتى الآن احتلال الجولان، فقد تمت استعادة سيناء وفق اتفاقية "كامب ديفيد" التي كبلت مصر ببنود مثيرة للجدل.
وكما تقوم الآلة العسكرية الإسرائيلية والطائرات الغربية المعاونة لها بقصف المدنيين بآلاف الأطنان من القذائف المميتة في غزة، فإن إسرائيل ألقت على القواعد الجوية بتلك الدول، قنابل تزن الواحدة منها 180 رطلا، مع دعم عسكري واقتصادي أمريكي أوروبي.
دمرت إسرائيل حينها نحو 70 إلى 80 بالمئة من العتاد العسكري لتلك الدول وخاصة مصر، فيما لحق الضرر بنحو 2 إلى 5 بالمئة فقط من عتادها العسكري.
بعض التقديرات تشير إلى مقتل ما بين 15 إلى 25 ألفا من الدول العربية، وإصابة حوالي 45 ألفا، وتهجير نحو 300 ألف فلسطيني من الضفة وغزة إلى الأردن وغيرها، وفي المقابل مقتل نحو 650 إلى 800 إسرائيلي، وإصابة ألفين.
"نصر أكتوبر 1973"
مر نصف قرن على 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1973، الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها مصر وسوريا على قوات الاحتلال في سيناء وهضبة الجولان، بدعم عربي.
وعلى عكس الخلاف العربي الحالي حول أزمة غزة وإزاء الحرب الإسرائيلية الحالية على القطاع، فقد شهدت حرب 1973، تعاونا بين الجيشين السوري والمصري للهجوم على خط بارليف الذي بنته إسرائيل بالضفة الشرقية لقناة السّويس، وخط آلون في هضبة الجولان.
وعلى غرار مبادأة المقاومة الفلسطينية في الهجوم على منطقة غلاف غزة والمستوطنات الإسرائيلية في عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فقد استخدم الجيش المصري عنصر المفاجأة بحرب 1973، وهاجم إسرائيل يوم "عيد الغفران" اليهودي.
وكما كسرت عملية طوفان الأقصى شوكة الاحتلال الإسرائيلي، وأظهرت وفق مراقبين ضعفه وترهل قواته وعجز آليات وضعف مخابراته؛ نجحت حرب أكتوبر في الجانب المصري بعبور قناة السويس وتحطيم أسطورة "الجيش الذي لا يقهر".
وكما تواصل عناصر المقاومة الفلسطينية بشكل يومي تكبيد الاحتلال الخسائر في الأرواح وتدمير معداته وآلياته بأسلحة بدائية؛ فقد نجحت القوات المصرية في تدمير "خط بارليف" الذي صنعت منه إسرائيل أسطورة.
وكما يعجز الاحتلال في السيطرة على قطاع غزة لأكثر من 100 يوم من عدوانه الآن، فإنه فشل في السيطرة على مدينتي السويس والإسماعيلية المصريتين بعدما أحدث ما عُرف بالثغرة بين الجيشين الثاني والثالث المصريين، لكنه على الجبهة السورية رد القوات السورية وأعاد احتلال هضبة الجولان.
وعلى نفس المنوال الذي حشدت فيه أمريكا بوارجها وأساطيلها البحرية قرب الشواطئ الإسرائيلية ومدت إسرائيل بما يلزمها من سلاح وعتاد بمواجهة المقاومة الفلسطينية في غزة الآن، قامت واشنطن بعمل جسر جوي بلغ 27 ألفا و895 طنا، لإنقاذ إسرائيل خلال حرب 1973.
وفي الوقت الذي تستخدم فيه المقاومة الفلسطينية الآن الأنفاق لإدارة عملياتها العسكرية ضد الاحتلال، نجح المصريون في 1973، في تدمير خط بارليف وعبور قناة السويس بفكرة بدائية مستخدمين خراطيم المياه، وسد فتحات أنابيب المواد المشتعلة للتغلب على نيران النابالم المشتعلة على سطح القناة.
وكما نجحت المقاومة في أسر العديد من الجنود والقيادات الإسرائيلية فقد نجح المصريون في أسر القائد عساف ياجوري في حرب 1973.
ومع عدم استخدام العرب أي من الأوراق الرابحة لديهم لدعم المقاومة الفلسطينية في 2023، إلا أنهم نجحوا في 17 تشرين الأول/ أكتوبر 1973، بقيادة الملك فيصل آل سعود في استخدام سلاح النفط العربي ضد الغرب وإسرائيل.
"حرب لبنان 1982"
نجح الاحتلال في تحييد أكبر دولة عربية وأقوى جيش عربي بعقده اتفاقية سلام مع مصر عام 1978، لكنه وبعد نحو 4 سنوات بدأ عمليات انتقامية ضد دول وكيانات عربية أضعف، فكان اجتياحه للبنان الأول عام 1982، في توقيت عاش فيه البلد العربي الكائن شمال فلسطين حربا أهلية داخلية.
في حربها التي بدأتها آذار/ مارس 1978، في مسعى منها إلى التخلص من وجود منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان، احتلت إسرائيل جنوب لبنان حتى عام 2000، بنحو 76 ألف جندي وألف دبابة، وأقامت شريطا عازلا سلمت إدارته لميليشيا لبنانية موالية لها، ما دفع الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات ومنظمته لترك لبنان إلى تونس.
ومع ما ترتكبه يوميا الآلة العسكرية الإسرائيلية من مجازر بقطاع غزة راح ضحيتها الآلاف في أرقام لا تتوقف عن العد، إلا أن حرب لبنان الأولى شهدت إحدى أفظع جرائم إسرائيل الوحشية والمعروفة بـ"صبرا وشاتيلا"، حين قتلت قوات الكتائب اللبنانية بدعم إسرائيلي، ثلاثة آلاف فلسطيني.
وتشير التقديرات إلى أن قتلى الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ما بين 17 و19 ألف لبناني وسوري وفلسطيني، فيما فقد الجيش الإسرائيلي 376 جنديا فقط.
"حرب لبنان 2006"
لم تكتف إسرائيل بما ارتكبته من جرائم في لبنان عام 1982، لتقوم في 12 تموز/ يوليو 2006، بعدوان جديد على جنوب وشرق البلاد والعاصمة بيروت، استمر نحو 34 يوما من القتال بمواجهة "حزب الله" اللبناني.
في المواجهات ووفق أرقام متضاربة، تراوحت حصيلة القتلى الإسرائيليين بين 118 و121 شخصا، فيما سقط من حزب الله نحو 250 مقاتلا، كما قُتل بين 1000 و1200 شخص، وجرح بين 480 و1100 جريح، وأكثر من مليون تعرضوا للتهجير.
وزعمت إسرائيل حينها أن لديها أسماء أكثر من 430 مقاتلا من حزب الله، وأنها تقدر مجموع موتى حزب الله بأكثر من 800 مقاتل.
وفقا لمجلس الإنماء والإعمار للحكومة اللبنانية فقد بلغت الخسائر اللبنانية نحو 3.5 مليار دولار أمريكي، مليارا دولار للمباني، و1.5 مليار دولار للبنية التحتية، فيما كلفت تلك الحرب الاقتصاد الإسرائيلي 1.6 مليار دولار.
وكما تواصل الآلة العسكرية الإسرائيلية قصف المشافي والمدارس والمخيمات في غزة في حرب 2023، فقد شن الجيش الإسرائيلي هجوما جويا على جنوب لبنان عام 2006، مستهدفا محطات الكهرباء ومطار بيروت وشبكة من الجسور والطرق، للضغط على حزب الله للإفراج عن أسيرين إسرائيليين أسرهما الحزب.
وفي الوقت الذي يبدو التراجع الرسمي العربي عن تأييد مقاومة غزة في مقابل تصاعد الدعم الشعبي العربي لها، فإنه انقسم الرأي العام العربي عام 2006، بين الرفض الرسمي والتأييد الشعبي لحزب الله، خاصة بعد عملية "الوعد الصادق" بأسر إسرائيليين اثنين.
"سلسلة من المجازر"
وإزاء تصاعد عدد المجازر الإسرائيلية التي تتم بشكل يومي ضد نحو 2.3 مليون مدني في غزة لتتعدى ألفي مجزرة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، يجدر التذكير بأكثر مجازر الاحتلال دموية بحق الفلسطينيين والعرب طوال ثلاثة أرباع قرن مضى.
وبين عامي (1948 و1949)، ارتكبت العصابات الصهيونية أفظع المجازر بحق الفلسطينيين ودمرت نحو 400 قرية، وجرى تهجير نحو 650 ألف فلسطيني، بينها مجزرة "دير ياسين" نيسان/ أبريل 1948، التي راح ضحيتها 250 فلسطينيا.
وفي مجزرة قرية الطنطورة أيار/ مايو 1948، قتلت القوات الصهيونية أكثر من 200 فلسطينيا، دُفنوا بمقبرة جماعية، فيما قُتل نحو 400 آخرين بمجزرة "اللد" في حزيران/ يونيو 1948.
وشهدت مجزرة كفر قاسم، 29 تشرين الأول/ أكتوبر 1956، قتل الاحتلال الإسرائيلي بالتزامن مع هجومه على مصر عام 1956، نحو 49 فلسطيني بساعة واحدة.
ومع ما يشهده مخيم خان يونس جنوب غزة من مجازر يومية الآن، شهد المخيم في 3 تشرين الثاني/ نوفمبر 1956، مذبحة راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيا، ثم مجزرة ثانية بعد 9 أيام راح ضحيتها 275 فلسطينيا، ثم باليوم ذاته قتل نحو 100 من سكان مخيم رفح.
ولا ينسى الجيل الحالي مجزرة "الأقصى الأولى"، 8 تشرين الأول/ أكتوبر 1990، التي قتل خلالها جيش الاحتلال 21 فلسطينيا في باحات المسجد الأقصى بالقدس.
وأيضا مجزرة "الحرم الإبراهيمي"، شباط/ فبراير 1994، حيث قام المتطرف الإسرائيلي باروخ جولدشتاين بإطلاق الرصاص على المصلين بصلاة الفجر بالحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل وقتل 29 فلسطينيا.
وفي مجزرة جنين نيسان/ أبريل 20021، قتلت قوات الاحتلال 59 فلسطينيا في مخيم اللاجئين الفلسطينيين بعد احتلاله 10 أيام.
لم تكتف إسرائيل بما ارتكبته من مجازر في فلسطين لتنتقل إلى مصر، منفذة مجزرة مصنع أبو زعبل 12 شباط/ فبراير 1970، حين استهدف طيران الاحتلال 70 عاملا مصريا في مصنع بالمنطقة شمال القاهرة.
ولم تكن مجازر إسرائيل بحق أطفال غزة هي الأولى حيث سبقتها مجزرة مدرسة بحر البقر الابتدائية بمحافظة الشرقية شمال القاهرة، في نيسان/ أبريل 1970، لتفجع أهالي 30 تلميذا وتلميذة بموتهم بالقصف الجوي وتحت الأنقاض.
من فلسطين ومصر إلى لبنان التي شهدت مجزرة مخيم "صبرا وشاتيلا" في أيلول/ سبتمبر 1982، والتي راح ضحيتها حوالى 3 آلاف فلسطيني ولبناني.
ثم مجزرة قانا في 18 نيسان/ أبريل 1996، حيث قتلت قذائف المدفعية الإسرائيلية 106 لبنانيين وأصابت 150 آخرين.