شدد النائب
البحريني السابق، وعضو جمعية الوفاق المعارضة،
علي الأسود، على فشل الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع دولة
الاحتلال في تمييع القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن "طوفان الأقصى" قلبت المعادلة رأسا على عقب.
وقال الأسود في حديث خاص مع "عربي21"، على هامش مؤتمر "الحرية لفلسطين" الذي أقيم على مدى يومي الأحد والاثنين في مدينة إسطنبول التركية، إن "الدول العربية المطبعة اعتقدت أنها تسير في اتجاه التطبيع دون مواجهة من أحد ولكنها وُجهت بالدم الفلسطيني الغالي".
وأضاف أن الدول التي طبعت علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي لم تفد القضية الفلسطينية على الإطلاق، وذلك عكس تبريرها تطبيع العلاقات بحجة دعم الفلسطينيين بشكل أكبر.
واعتبر السياسي البحريني أن موقف المنامة مما يجري في قطاع
غزة "مخجل ولا يعبر عن الشعب في البحرين بمختلف طوائفه".
وتطرق الأسود إلى الصمود الفلسطيني في قطاع غزة في وجه الاحتلال رغم المجازر وحرب الإبادة الجماعية، مشددا على أن الشعب الفلسطيني يقدم نموذجا يحتذى به في الصمود والمقاومة.
ولليوم الـ103 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 24 ألف شهيد، فيما تجاوز عدد الجرحى حاجز الـ61 ألف مصاب بجروح مختلفة، فضلا عن الدمار الهائل في الأبنية والبنية التحتية.
إلى ذلك، نوه الأسود إلى أنه عبر التاريخ لم يواجه شعب ما يواجهه الشعب الفلسطيني من الاحتلال الإسرائيلي من عدوان وجرائم ضد الإنسانية.
وتاليا نص اللقاء كاملا:
بعد أكثر من 100 يوم على العدوان، كيف تقيّم الصمود الفلسطيني في وجه كل هذه المجازر والحرب الدموية المتواصلة؟
صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة هو صمود تاريخي، عبر التاريخ لم يواجه شعب بما وجه به الشعب الفلسطيني من هذا الاحتلال الغاشم وكل قوى الاستكبار العالمي. هذا الصمود هو نموذج يحتذى به ونموذج فريد على الإطلاق، يعطي لأحرار العالم دفعات وجرعات قوية لمواجهة الاستكبار العالمي.
كيف ينعكس أثر "طوفان الأقصى" على الدول العربية التي طبعت علاقاتها مع الاحتلال؟
هذا التطبيع الذي قامت به الدول العربية أطلقنا عليه وصف "التطبيع الرومانسي"، كانت تعتقد هذه الدول العربية المطبعة أنها تسير في اتجاه التطبيع دون مواجهة أو أي اعتراض من أحد ولكنها وجهت بالدم الفلسطيني الغالي، "طوفان الأقصى" أرجع القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد، وجدد القضية بالنسبة للجيل الجديد. لخمسين عاما قادما لن تستطيع هذه الدول أن تعمل بمعزل عن الوجود الفلسطيني.
الدول التي طبعت مع الصهاينة، اعتقدت بأن هناك تغير في المزاج العربي والإسلامي من حيث عدم فاعلية القضية الفلسطينية أو الوصول إلى حل في داخل فلسطين، بالتالي هم يتجهون إلى قضايا ثانوية من حيث الاندماج مع الإسرائيليين في قضايا التعليم والصحة وما إلى ذلك، ولكن ما أحدثه "طوفان الأقصى" غيّر كل المعادلة.
هل ساهمت هذه الاتفاقيات في إفادة الفلسطينيين، كما ادعت تلك الدول في تبريرها للتطبيع؟
لم تفيد أبدا، هذه دول ضعيفة أمام الاحتلال، ودول ثانوية وهامشية أمام الاحتلال، "إسرائيل" أرادت أن تستفيد مع فكرة التطبيع مع الدول العربية لتمييع القضية، لكنها فشلت كما فشلت في ذلك الدول المطبعة، كل ما يقوله حكام العرب من أن هذه العلاقة ستحدث تغييرا في الواقع الفلسطيني الداخلي قد دحضه "طوفان الأقصى" وانتهى.
كونك سياسيا بحرينيا، كيف تقيّم الموقف الرسمي في البحرين مما يجري في غزة اليوم؟
موقف البحرين موقف مخجل لا يعبر عن رأي الشعب البحريني بمختلف طوائفه وتوجهاته الداخلية، الجميع يعارض الموقف الرسمي عبر التظاهرات اليومية التي تخرج وعبر الاحتجاجات والوقفات، سلطات البحرين تواجه هذه الوقفات والتظاهرات بالاعتداءات وتوقيف النشطاء والمناصرين للقضية الفلسطينية.