واصلت قوات
الاحتلال ارتكاب مجازر جديدة بحق المدنيين، تخللها عمليات
قصف لمستشفيين مركزيين في خانيونس جنوب قطاع
غزة، بالتزامن مع اشتباكات ضارية تخوضها المقاومة في شتى مناطق ومحاور التوغل.
واستهدف جيش الاحتلال السبت، بقصف جوي ومدفعي مكثف محيط مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر
الفلسطيني، فيما شن سلسلة غارات عنيفة بمحيط مستشفى غزة الأوروبي بمدينة خانيونس.
ولأكثر من مرة، قالت "الهلال الأحمر" و"وزارة الصحة بغزة"، إن هناك خشية من تكرار ما حدث مع المستشفيات الواقعة شمالي قطاع غزة، بدءا من استهداف محيطها وصولا إلى قصفها المباشر ومحاصرتها واعتقال من فيها، مع مستشفيات جنوب القطاع.
وخلال الحرب المتواصلة في غزة، استهدف الاحتلال العديد من المنشآت الطبية وسيارات الإسعاف، وكانت في البداية تستهدف بشكل أساسي المنشآت الطبية شمال ووسط القطاع، ثم انتقلت إلى المؤسسات الواقعة جنوبا مع اتساع رقعة المعارك البرية بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مطلع كانون الأول / ديسمبر الماضي.
اشتباكات وعمليات
وفي محافظتي غزة وشمال القطاع، تركزت الاشتباكات بين الفصائل المسلحة وقوات الجيش في المنطقة الشرقية لبلدة جباليا شمالي القطاع، وذلك بعد مرور نحو أسبوعين على الانسحاب الإسرائيلي من المحافظتين وتمركزه عند الأطراف قبل أن يعيد توغله لعدة مناطق قبل أيام.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة في المنطقة الشرقية لحيي الزيتون والتفاح، شرق مدينة غزة، وفي محيط منطقة أنصار جنوب غرب غزة، وشمال مخيم الشاطئ شمال غرب المدينة.
وانسحب جيش الاحتلال مطلع الشهر الجاري من عدة مناطق بمحافظتي غزة والشمال، واللتين توغل فيهما ضمن عمليته البرية، التي بدأها في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وتزامنا مع الاشتباكات، استهدفت طائرات الاحتلال والآليات المدفعية بقصف عنيف عدة منازل في منطقة تل الزعتر، وشرق جباليا، ما أسفر عن شهداء وجرحى.
وقالت كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، إن مقاتليها "يخوضون معارك ضارية من مسافة صفر مع قوات العدو المتوغلة شرق جباليا".
كما نشرت "القسام" مشاهد لاستهدافها آليات إسرائيلية قالت إنها متوغلة شرق بلدة جباليا، فيما قالت سرايا القدس، الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، في بيان إن مقاتليها "قنصوا جنديا جنوب مدينة غزة".
وأوضحت في بيان آخر، أنها أوقعت عددا "من الآليات العسكرية للاحتلال في كمين هندسي محكم بالعبوات شديدة الانفجار، ما أدى لتدمير الآليات وإيقاع الجنود فيها بين قتيل وجريح شرق مدينة غزة".
وفي المحافظة الوسطى، تواصلت الاشتباكات والقصف الإسرائيلي للمخيمات الواقعة هناك خاصة البريج والمغازي.
وقالت "سرايا القدس" في بيان، إن مقاتليها استهدفوا "دبابة ميركافا صهيونية بقذيفة تاندوم في محور التقدم شمال مخيم النصيرات".
وتبقى مدينة خانيونس، جنوبي القطاع، مركز الاشتباكات ومحور التوغل الأبرز للجيش الإسرائيلي.
وتستمر مساعي الاحتلال لإحراز تقدم ملموس في عمليتها البرية بمدينة خانيونس، الأمر الذي تفشله ضربات "المقاومة" هناك.
يأتي ذلك وسط استهداف مواقع ومنازل ومحيط مستشفى الأمل، ما أسفر عن وقوع أكثر من 10 شهداء بحسب مصادر محلية.
وقالت "القسام"، في بيان، إن مقاتليها قصفوا "حشود العدو المتوغلة شمال وجنوب مدينة خانيونس بقذائف هاون.
فيما قالت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في بيان، إنها "تخوض اشتباكات ضارية مع قوات العدو الصهيوني بالأسلحة الرشاشة والمناسبة شرق وجنوب المدينة".
وأضافت في بيان آخر، أن مقاتليها "استهدفوا بقذائف الهاون تمركزا للاحتلال يستخدمه في القيادة والسيطرة بمحيط مسجد الشهداء بالمدينة".
وفي واقعة تحدث لأول مرة، ألقت طائرات حربية إسرائيلية في وقت سابق السبت، منشورات على مدينة خانيونس تحمل صورا وأسماء لـ69 إسرائيليا قال الجيش إنهم محتجزون لدى الفصائل في القطاع، مطالبا الفلسطينيين بالإبلاغ حال تعرفهم على أي منهم.
ويقدر الاحتلال وجود حوالي "136 رهينة ما زالوا محتجزين في قطاع غزة"، وفق تقارير إعلامية متطابقة، وتصريحات مسؤولين إسرائيليين.