نشر موقع "
بلومبيرغ" تقريرا
قال فيه؛ إن حملة
مقاطعة العلامات التجارية
الأمريكية مثل ستاربكس وكوكا كولا، عززت من المنافسين المحليين لها في الشرق
الأوسط؛ فمنذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة، توقفت نيّرة أحمد، 19 طالبة علوم
الاتصال في القاهرة عن الذهاب إلى مقهى ستاربكس القريب منها؛ لأن اسم المقهى ظهر
على قائمة العلامات ومحلات الوجبات السريعة التي وزعت على منصات التواصل في مصر
لمقاطعتها.
وقالت: "اعتدت أنا وصديقاتي على الذهاب على ستاربكس في كل وقت، والآن، أصبح
الشراء منه يمثل عارا، هذا أقل ما يمكنني أن أفعله، لماذا علي الشراء من العلامات
الأجنبية؟".
واندفع الكثيرون في العالم العربي
والعالم الإسلامي مثل باكستان، بغضب ضد الولايات المتحدة وأوروبا لعدم الضغط على
إسرائيل ووقف الحرب على غزة، حيث توقفوا عن شراء العلامات الأجنبية بشكل خفض من مبيعات بعضها، وخلق صداع علاقات عامة
للأخرى.
وقالت شركة تصنيع مشروبات غازية محلية
في مصر؛ إن مبيعاتها تضاعفت ثلاثة أضعاف؛ لأن المستهلكين رغبوا عن شراء الكوكا
كولا وبيبسي. وحذر في الأسابيع الماضية، المدير التنفيذي لمجموعة
ماكدونالدز،
كريس كيمبنجنسكي بأن شركته "لاحظت ردة فعل تجارة حقيقية" في الشرق
الأوسط نظرا لحملات التضليل الإعلامي التي نشرت عنها.
وفي الوقت نفسه، تراجعت حصة سلسلة
مطاعم أمريكانا الدولية، وهي الشركة المسؤولة عن دجاج كنتاكي، وبيتزا هات
وكريسبي كريم، وهارديز في الشرق الأوسط، بنسبة 27% في سوق البورصة السعودية وفي
الفترة التي أعقبت الحرب، حيث توقع محللون أن مبيعاتها ستتأثر بسبب الحرب. وهي
ردة فعل تعكس عصرا جديدا في كيفية إدارة الأزمات في عالم الماركات الاستهلاكية
الكبرى، حيث يخلط المشترون الغاضبون بين التجارة وسياسات الحكومات.
وأصدرت عدة شركات بيانات أكدت فيها
حياديتها السياسية، إلا أن حركة المقاطعة تزايدت منذ اندلاع الحرب وعلامات عن
انتشارها الواسع.
وقال فواز جرجس، أستاذ سياسات الشرق
الأوسط في مدرسة لندن للاقتصاد؛ إن عمليات المقاطعة مثيرة؛ لأنها كثيفة وعابرة
للدول ويقودها السكان الشباب و"حتى الآن، سواء ماكدونالدز أو ستاربكس، فقد
تضررتا"، مضيفا أن الشبان هم من الذين ينفقون بشكل واسع وواعون بما يجري
وناشطون جدا.
وفكرة أن الولايات المتحدة تحابي
إسرائيل "تؤثر في الحقيقة على هذه الشركات؛ لأن أمريكا متواطئة، ومديرو الشركات هم جزء من الإمبراطورية الأمريكية التجارية والمالية والقوة
الناعمة".
وفي ظل الاضطرابات الجيوسياسية
المتصاعدة، تواجه الماركات العالمية مشكلة التعامل مع سيناريوهات استقطابية تسهم
في تكبيرها منصات التواصل الاجتماعي. وسحبت شركات ماكدونالدز وكوكا كولا عملياتها
من روسيا خلال العامين الماضيين بسبب النقد الدولي لغزو الرئيس فلاديمير بوتين
لأوكرانيا.
ويمنح الشرق الأوسط الماركات عشرات
الملايين من المستهلكين الشباب ودفع النمو، في وقت تعاني الأسواق المتطورة من
حالة إشباع. لكن المنطقة تضع وبالتحديد صعوبات عملياتية وسياسية.
وفي الأردن، لا تزال محلات ستاربكس
وماكدونالدز فارغة بشكل عام، مع أن المقاطعة بدأت في تشرين الأول/أكتوبر.
ويرى المارة عادة كراس فارغة وأكشاكا يشغلها العمال والباعة، وهم في حالة استرخاء.
وفي المتاجر بالأردن، تم وضع علامة
على العلامات الأجنبية تصفها بـ"سلع مقاطعة".
وفي الكويت، مقاهي ستاربكس الحافلة
بالزبائن لا يدخلها إلا أعداد قليلة منذ بداية الحرب. ودعمت المقاطعة مبيعات
المقاهي المحلية.
وفي رد على سؤال لبلومبيرغ، أحالت
ستاربكس إلى بيان لها قالت فيه: "ليست لدينا أجندة سياسية، ولا نستخدم
أرباحنا لتمويل أي حكومة أو عمليات جيش في كل مكان، ولم يحدث أبدا"، وليس
لديها محلات في إسرائيل.
وقال مارك كالينوسكي، مدير إيكويتي
ريسريتش؛ إن تأثر المبيعات قد يحد من شهية الماركات المعروفة للتوسع في الشرق
الأوسط، مع أن التنوع الجيوسياسي لماركات مثل ماكدونالدز قد يترك أثره على
النتائج الإجمالية.
لكن أصحاب شركات محلية قالوا؛ إن
المقاطعة للعلامات الأجنبية ترك أثرا إيجابيا على مبيعاتهم.
وقال معاذ فاعوري، صاحب سلسلة مقاهي إسطرلاب؛ إنه يحاول التقليل من المنتجات الأمريكية
والفرنسية قدر الإمكان، والاستعاضة عنها بمواد محلية.
وقال؛ إن تجارته ازدهرت بأماكن في عمان بعد المقاطعة بنسبة 30%.
وفي مصر، زادت مبيعات مشروبات "سبيرو
سباتس" التي تعود إلى 100 عام، التي
كانت تعاني من مشاكل بسبب عدم الإقبال عليها.
وقال مديرها التجاري يوسف عطوان: "فجأة، تلقينا طلبات متزايدة من المتاجر والمطاعم التي تحاول التعامل مع
الطلب" و"يذهب العملاء إلى المطاعم إما للسؤال عن ماركتنا، أو يرفضون
تناول الماركات على قائمة المقاطعة".
ويبلغ عدد سكان مصر 105 مليون نسبة
60% منهم تحت سن الثلاثين. وتواجه الماركات حماس المستهلكين، فقد توقفت سارة
المصري عن شراء قطع التنظيف الخاصة بجلاية الصحون، حيث كانت تستخدم ماركة "فيري"
التي تصنعها شركة بروتيكتر أند غامل كو، التي وضعت على قائمة المقاطعة. وقامت
باختراع مادة التنظيف بنفسها كبديل عن المادة السابقة.
وفي تركيا، دفع المسؤولون لمقاطعة
كوكا كولا، مع أنه متوفر في المطاعم والمتاجر. وطالب البرلمان التركي في تشرين
الثاني/نوفمبر بإزالة كوكا كولا من كافيتريات البرلمان.
وسنعرف أثر المقاطعة عندما تعلن شركات
الصودا الأمريكية عن أرباحها في شباط/فبراير. إلا أن التوزيع انخفض في تركيا
بنسبة 22% مما أثار القلق.
وظهرت آثار المقاطعة في كل من مصر
والأردن والكويت. وفي الإمارات لم يحدث أي أثر دراماتيكي. وقامت بعض المحلات
باتخاذ موقف، حيث استبدل مطعم بيت مريم في دبي كل المشروبات الغازية بمشروبات
غازية محلية الصنع في تشرين الأول/أكتوبر.
وقال متحدث باسم الشركة؛ إن الزبائن
يدعمون الخطوة.
وفي السعودية، أكبر اقتصاد في الشرق
الأوسط، من الصعب تقييم أثر المقاطعة. وكانت هناك دعوات قليلة على منصات التواصل
للمقاطعة في المملكة، إلا أن عددا من السلاسل للماركات الأمريكية التي زارتها
بلومبيرغ كانت فارغة نوعا ما.
وانتشرت مشكلة الماركات وبخاصة
الأمريكية أبعد من الشرق الأوسط، حيث وزعت في باكستان قوائم لماركات معظمها
أمريكية وأنها منتجات إسرائيلية. وظهرت علامات أخرى أوروبية مثل كارفور الفرنسية
التي دخلت إسرائيل العام الماضي عبر شريك محلي على قوائم المقاطعة الفلسطينية
لإسرائيل، التي تطالب بالمقاطعة التجارية والثقافية لإسرائيل والمستوطنات
الإسرائيلية بالضفة الغربية.