نشرت صحيفة "
التايمز" البريطانية، تقريرا، لمراسلها في
الشرق الأوسط ريتشارد سبنسر، أعده من دولة الاحتلال الإسرائيلي، عن معنى الهجوم بطائرة مسيرة على قاعدة أمريكية في الأردن؛ قائلا إن "الهجوم بمسيرة على جنود أمريكيين يوم الأحد يعطي صورة أن بلدا آخر تأثر بتداعيات الحرب الإسرائيلية في
غزة".
وأوضح بأن: "الأردن الذي كان على الجبهة الأمامية في النزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وعقد
معاهدة سلام مع إسرائيل، لا يسمع اليوم صوته إلا عبر الدبلوماسية"، مشيرا إلى أنه "جزء من تحالف غربي في الشرق الأوسط، وشريك قريب، ويعتمد اقتصاده على السعودية ودول الخليج".
وتابع: "ظل جيشه على علاقة وثيقة مع الولايات المتحدة وبريطانيا، ويستخدم البلدان قواعده العسكرية كلما استدعت الحاجة إلى ذلك. وهذا مهم بسبب حدوده مع العراق وسوريا وليس نتيجة الأحداث في إسرائيل".
وأضاف بأن "التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في كلا البلدين، يساعد نظريا القوات الصديقة على قتال تنظيم الدولة الإسلامية أو ما تبقى منها، لكن الحقيقة هي أن الولايات المتحدة تحتفظ بموطئ قدم استراتيجي في دولتين واقعتين تحت الهيمنة الإيرانية. ولهذا السبب كان أول رد فعل من البيت الأبيض أن الهجمات هي من ترتيب الميليشيات الموالية لإيران".
وأشار
التقرير نفسه إلى أنه "كانت هناك هجمات، وإن كانت أقل فتكا ضد أهداف أمريكية في العراق وسوريا، والهدف منها دفع القوات الأمريكية إلى الانسحاب، ولكن الولايات المتحدة ردت بهجمات مماثلة ضد قواعد الميليشيات".
وأكد على أن "المنطقة في شمال الأردن تعتبر حساسة، فهي جزء مهم من ممر يبدأ في إيران وعبر العراق وسوريا إلى لبنان، حيث تنقل طهران عبره الدعم الفني لحزب الله وبرامج الصواريخ التي يملكها. ومن هنا فإن وجود القوات الأمريكية على جانبي الحدود لسوريا- الأردن يهدف لرصد ومراقبة حركة المرور على هذا الطريق".
واسترسل: "لو افترضنا أن الهجوم وافقت عليه إيران فإنه يعتبر تصعيدا ولكنه تصعيد تحت السيطرة. فقد خيبت إيران وحزب الله أمل حماس بعدم الانضمام لها في حربها ضد إسرائيل وفتح جبهة عليها من الشمال، إلا أن حزب الله تبادل إطلاق النار مع إسرائيل، لكنه كان واضحا أنه ولا لبنان يريدان حربا مفتوحة".
وتابع: "باستهدافها الوجود الأمريكي في المنطقة، تقول إيران إنها تلتزم بدورها في محور المقاومة ضد إسرائيل والولايات المتحدة وبدون أن تفتح حربا شاملة معهما. والمهم في هذا الأمر، هو رد الأردن وأي تبادل بين عمان وطهران، فقد كان وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الأعلى صوتا من بين الدبلوماسيين العرب الذين يمثلون دولا متحالفة مع الغرب، في شجبه للحرب الإسرائيلية ضد غزة".
إلى ذلك، أبرز
التقرير أن "إيران تعرف هذا، لأن مواقف الملك عبد الله الثاني المؤيدة للغرب لا تحظى بشعبية بين مواطنيه ونصفهم من أصول فلسطينية. وتريد الجمهورية الإسلامية على ما يبدو توجيه السؤال لرعايا الملك وإعادة التفكير بالجانب الذي يريدون من بلدهم دعمه، لو توسع النزاع في الشرق الأوسط وتعمق".