قال رئيس الوزراء
القطري، وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، الاثنين، إن أي خطة سلام بين الفلسطينيين و"إسرائيل" في المستقبل، يجب أن يضمن ألا يشكل أحدهما تهديدا للآخر، مؤكدا على أن تصرفات
الاحتلال في
غزة لا تساعد على الوصول لاتفاق تبادل أسرى مع المقاومة الفلسطينية.
جاء ذلك في لقاء له في معهد المجلس الأطلسي في واشنطن، بحسب ما بثته قناة الجزيرة.
وقال المسؤول القطري إن دور بلاده "الوصول لحل أو تسوية تعيد الأسرى لمنازلهم، وتوقف القصف على غزة وقتل المدنيين".
وأشار إلى اعتقاده بأن ما تفعله إسرائيل في غزة "لن يسهم في إطلاق الأسرى".
وبشأن تطورات حل الأزمة في غزة، أوضح أنه "كان هناك تقدم جيد من أجل وضع أرضية للأمام، ولكن لا يمكن أن نقول إن هذا سيجعلنا في وضع أفضل في القريب العاجل، ولكن نأمل في انخراط إيجابي من الأطراف"، دون تفاصيل أكثر.
"اليوم التالي"
وعن اليوم التالي لوقف الحرب في غزة، ومن يحكم بالقطاع، أضاف: "مصير الفلسطينيين يجب أن يكون بين أيدي الفلسطينيين لكي يقرروا طريقة الحكم، ولا يمكن التعامل مع قطاع غزة بشكل منفصل عن الضفة الغربية، ويجب أن تكون هناك حكومة واحدة تعنى بغزة والضفة".
وردا على سؤال حول إمكانية إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، أجاب: "أظن أن أي خطة سلام يجب أن تتضمن ضمانات أمنية؛ حتى لا يشكل أي طرف منهم تهديدا للآخر".
وأكد أن "وجود مكتب لحماس أو لطالبان في الدوحة لا يمكن توظيفه كورقة ضغط، بل هو قناة اتصال نستخدمها لغايات إيجابية".
دور وسيط
وأكد آل ثاني أن الدوحة "تسعى لإيجاد حل باعتبارها وسيطا وليست طرفا في النزاع، و"تواجه تحديات، لكنها ملتزمة بالمضي قدما لحل".
وأوضح أهمية إدخال المساعدات الإغاثية لغزة، مضيفا: " لا يمكن معاقبة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) بسبب مجموعة تخضع للتحقيق".
ورفض التعليق على تصريحات لرئيس وزراء إسرائيل، بنيامين نتنياهو، التي انتقد فيها مؤخرا وساطة قطر، قائلا: "لا أود التعليق على مثل هذه التصريحات، دورنا أثبت أنه يؤدي لنتائج".
وأكد المسؤول القطري، أن "الطريق الوحيد الذي يضع المنطقة للأمام هو حل الدولتين"، مشددا على أن بلاده "تؤمن بالسلام ودعم القضية الفلسطينية، وبشعبين يعيشان جنبا لجنب".
وفي تسجيل مسرب بثته القناة "12" العبرية، قبل نحو أسبوع، قال نتنياهو، إنه لم يشكر قطر علنا، لأنها "لم تمارس المزيد من الضغوط على حماس"، وانتقد العلاقات القطرية الأمريكية، داعيا للضغط على الدوحة.
فيما قال المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، الأربعاء، إن رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو "يعرقل جهود وساطة قطر بين تل أبيب وحركة حماس"، لو صحت تصريحاته بشأن الجهود المبذولة من جانب الدوحة.
مقتل الجنود الأمريكيين
على جانب آخر، قال آل ثاني إنه يأمل ألّا يقوض رد واشنطن على هجوم أدى إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين في الأردن التقدم المحرز في محادثات جرت مطلع الأسبوع، بشأن اتفاق جديد بين إسرائيل وحركة حماس للإفراج عن الرهائن والسجناء.
وقال رئيس الوزراء القطري: "أتمنى ألّا يؤدي شيء إلى تعطيل الجهود التي نبذلها أو إفساد العملية"، وذلك أمام جمهور مؤسسة بحوث بواشنطن عند سؤاله عما إذا كان الرد الأمريكي على هجوم مسلحين مدعومين من إيران بطائرة مسيرة قد يعرقل إبرام اتفاق جديد.
وكانت هذه أول ضربة تُسقط قتلى في صفوف القوات الأمريكية بالشرق الأوسط منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في تشرين الأول/ أكتوبر، ومثلت تصعيدا كبيرا للتوتر في المنطقة.
واجتمع مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز مع الشيخ محمد، وأيضا مع مدير جهاز المخابرات الإسرائيلي، ومدير جهاز المخابرات المصري، الأحد، في محادثات وصفتها إسرائيل وقطر والولايات المتحدة بأنها بناءة، على الرغم من استمرار وجود فجوات ضخمة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إن محادثات باريس تبعث الأمل في استئناف عملية التفاوض.
وأضاف في مؤتمر صحفي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرج، أن إطار اتفاق ثان محتمل صيغ في باريس "قوي ومقنع... يوفر الأمل في إمكان العودة إلى هذه العملية".