نشر موقع "نادي فالداي" الروسي
تقريرا تحدث فيه عن الوضع المتوتر في الشرق الأوسط والذي سيظل على حاله على المدى القريب والمتوسط.
وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، "إنه من المستبعد تمكن إسرائيل من قمع مقاومة حماس بشكل كامل وإبقاء قطاع
غزة بأكمله تحت سيطرتها".
ويضيف الموقع، أن "المعضلة الفلسطينية القائمة فجرت الشرق الأوسط مرة أخرى، وعليه، فإن الجولة المقبلة من المواجهة العسكرية الفلسطينية الإسرائيلية ستؤثر على الدول العربية الأخرى، وستؤدي إلى تفاقم حالات الصراع القائمة في المنطقة وتخلق نقاط توتر جديدة".
وتتلخص الأسباب الرئيسية في الهجوم الواقع في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر في إصرار إسرائيل على إحجامها عن الموافقة على إنشاء دولة فلسطينية، فضلًا عن سلبية العالم الإسلامي والمجتمع الدولي ككل في العمل على تحقيق هذا الهدف.
وقد أدى "الهجوم الذي نفذته حماس إلى زيادة حادة في عدوانية القيادة الإسرائيلية وتعبئة المجتمع الإسرائيلي لدعم الأعمال العسكرية النشطة التي تقوم بها حكومة الحرب التابعة لبنيامين نتنياهو ضد حماس" وفقا للتقرير.
وتابع بأن "الرد غير المتناسب والقاسي من جانب إسرائيل أطلق العنان لحرب واسعة النطاق بغزة وأثار غضب وإدانة حادة من طرف الدول العربية والعديد من دول العالم".
وكان رد "منظمة
حزب الله الشيعية التي تبادلت الضربات الصاروخية مع جيش الدفاع الإسرائيلي في المناطق الحدودية، الأكثر حسمًا".
وفاجأ فتح جبهة جديدة للمواجهة مع إسرائيل الكثيرين، بحيث قصف الحوثيون في
اليمن، كدليل على التضامن والدعم لحركة حماس، السفن التي تحمل بضائع لإسرائيل في البحر الأحمر وخليج عدن بشكل منتظم.
وذكر الموقع أن "بقية الدول العربية، التي تدين تصرفات تل أبيب لا تريد الانسياق إلى مواجهة عسكرية مع إسرائيل، التي تتلقى مساعدة عسكرية فنية واسعة النطاق ودعما سياسيًا ودبلوماسيًا من واشنطن".
في الأثناء؛ سلطت الأحداث المحيطة بفلسطين الضوء على أهمية إيران ودورها المتزايد في الشؤون الإقليمية. وأعلنت إيران بعد ثورة 1979 أن أهداف سياستها الخارجية تتمثل في الترويج لإقامة دولة فلسطينية وتدمير إسرائيل.
وفي الوقت نفسه؛ وعلى الرغم من كل التهديدات والخطابات القاسية المعادية لإسرائيل، فإنها لم تقم إيران بعد بأي عمل عسكري جدي ضدها، كونها تدرك أن ذلك يحمل عواقب كارثية عليها، خاصة إذا دافعت الولايات المتحدة الأمريكية عن إسرائيل.
والجدير بالذكر أن طهران اختارت مسارًا مختلفًا تمثل في إنشاء "محور المقاومة" الذي يضم المنظمات والجماعات الشيعية الإقليمية مثل حزب الله اللبناني وأنصار الله اليمنيين وقوات الحشد الشعبي
العراقية وعدد من الآخرين، والتي تعمل إيران بمساعدتها على زيادة قوتها العسكرية والسياسية والمالية وعن طريق دعمها تسعى لارتكاب أعمال معادية لإسرائيل وأمريكا.
"وفي سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، رأت طهران أنه من الضروري ليس فقط تكثيف أنشطة وكلائها بل إظهار قدراتها العسكرية واستعدادها للرد على الاستفزازات المناهضة لها"، بحسب التقرير.
وذكر الموقع أن إسرائيل سوف تستمر في تنفيذ عملياتها العسكرية بدرجات متفاوتة من الشدة، ما سيحفز حزب الله على زيادة درجة المواجهة المسلحة مع إسرائيل، بتشجيع من طهران ما يزيد من حدة ونطاق القصف على أراضيه.
وكان الداعي الآخر لمثل هذه الأعمال هو اغتيال أحد قادة الجناح العسكري لحركة حماس وأربعة موظفين نتيجة لضربة صاروخية إسرائيلية في بيروت.
من جانبه؛ توعد حزب الله بالرد ما قد يؤدي في النهاية إلى تورط لبنان في صراع عسكري واسع النطاق مع إسرائيل. وفي حال سارعت إيران إلى مساعدة حزب الله وشن هجمات صاروخية على إسرائيل فسوف ينشأ صراع خطير آخر في المنطقة يصعب التنبؤ بعواقبه.
وفي حال واصلت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد حماس، فإن من المرجح تعزيز الحوثيين اليمنيين الحصار المفروض على الشحن في البحر الأحمر وخليج عدن.
وفي الحقيقة، فإن العملية البرية ضد الحوثيين عشية الانتخابات الرئاسية الأمريكية تبدو محفوفة بالمخاطر بالنسبة لإدارة جوزيف بايدن لأن فشل هذه العملية يقلص فرص فوز الديمقراطيين بشكل حاد. ومع ذلك، فإنه حتى في حال وقوع غزو بري فمن المرجح انتهاؤه بنفس الطريقة التي انتهت بها الحملة الأمريكية إلى أفغانستان، نظرًا للطبيعة القتالية للحوثيين والخبرة التي اكتسبوها في التصدي بنجاح لهجمات القوات المسلحة السعودية ودول الخليج الأخرى.
وأورد الموقع أن أحد المصادر المحتملة للتهديد الجديد لاستقرار المنطقة هو التدهور المحتمل في العلاقات الإيرانية الباكستانية بعد تبادل هذه الدول الضربات الصاروخية مؤخرًا.
وفي ختام التقرير؛ نوه الموقع إلى أن الوضع قد يتفاقم في المنطقة بسبب الاستعداد المعلن للخدمات الخاصة الإسرائيلية لمواصلة تنفيذ هجمات ضد أعضاء قيادة حماس الموجودين في بلدان أخرى، بما في ذلك، تركيا. ومع الأخذ بعين الاعتبار الانتقادات التي وجهها رجب طيب أردوغان للعمليات العسكرية الإسرائيلية ضد حماس، فإن مثل هذا الخطوة على الأراضي التركية يمكن أن تولد ردا انتقاميا.